بعد دعوة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية المواطنين الى تحري هلال شهر رمضان المبارك ، وقف الباعة بالاسواق وموظفي غزة يتحرون الرواتب متى ستكون في البنوك ، يقرأون كل شاردة وواردة بالأخبار يبحثون بتصريحات المسئولين عبر المواقع الالكترونية ، لعل احد منهم يعلن عن ثبوت نزول الرواتب في الصرافات الآلية ليتقاضوها .
يقول ابو احمد الصوالحي ، وهو احد موظفي غزة (الذين عينتهم الحكومة السابقة التي كانت تديرها حركة حماس) " منذ ثمانية شهور لم نتقاضى راتب كامل ، استلمنا خمسة مرات ألف شيكل فقط ، لكن 35 يوم مر وحتى الآن لم نتلقى شيكل واحد ، الوضع الاقتصادي علينا صعب جدا لا نعرف كيف سنتدبر أمورنا في شهر رمضان ".
ويضيف " انا اسكن بالايجار ادفع 700 شيكل لصاحب البيت كل شهر ، تراكمت علينا الديون من كل حدب وصوب ، نسمع كل يوم ونقرأ بالأخبار انو مرة في راتب ومرة ما في رواتب تصريحات المسئولين متضاربة ، الجميع يتلاعب بأعصابنا ولا يقدرون الظروف الصعبة التي بتنا نعيشها ".
وتشكل ازمة رواتب موظفي غزة احد اهم الازمات التي طرأت وتضاعفت في الآونة الأخيرة ، ويبلغ عددهم ما يقارب 50 الف موظف عينتهم حكومة غزة السابقة ، وفي مطلع حزيران الجاري جاءت حكومة التوافق الفلسطينية بعد اتفاق وقع بين حركتي (حماس وفتح) في 24 ابريل الماضي لانهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي ، وتحاول الحكومة الحالية حسب تصريحات المسئولين فيها حل هذه الأزمة التي ورثتها عن سابقتها .
وشهدت الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية في قطاع غزة اليوم الخميس، إضرابا شاملا عن العمل احتجاجا على عدم صرف رواتب الموظفين أسوة بموظفي السلطة الفلسطينية ، فيما قال وزير الإسكان والأشغال العامة بحكومة التوافق، مفيد الحساينة، إن جهودا كبيرة تبذل من أجل صرف سلفة لموظفي قطاع غزة.
وفي تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال الحسانية، إن "صرف السلفة سيكون خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك الذي من المتوقع أن يبدأ يوم السبت."
ويقول الموظف الصوالحي لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء "،"ان ضل هذا الحال على ما هو عليه يمكن اقول ان معظم الموظفين سيتحولون الى متسولين ، وشهر رمضان راح نقضيه في البيت لا طلعة ولا نزلة(..) من وين الواحد بدو يجيب مصاري حتى يقوم بزيارة الارحام ".
موظف آخر يدعى ابو نعيم الرملاوي ، يؤكد ان الامور الاقتصادية باتت صعبة ولا تحتمل ، وان شهر رمضان لهذا العام سيكون من اسوء الشهور التي مرت عليه بحياته من الناحية المادية ، ان لم تسارع "حكومة التوافق "الفلسطينية بصرف رواتبهم .
ويقول الرملاوي لـ " وكالة قدس نت للأنباء " ، " اتفائلنا خير بالمصالحة الفلسطينية ، لكن في ظل الواقع يلي منعيشه اصبحنا ننظر الى الامور بطريقة اخرى ، نحن لا نقبل ان نكون ضحية المصالحة وتكون على حساب موظفي غزة ".
هذه الازمة عكست نفسها على الحركة الشرائية بالاسواق والاجواء التي عادت ما تكون مصاحبة لاستقبال شهر رمضان ، فبائع الفوانيس محمد النديم اتخذ من ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة ، مكان لبيع فوانيس رمضان .
لم يستطع النديم طول خمس ساعات متواصلة بيع فانوس واحد ، كما يقول في لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء " . وعلى ما يبدوا فإنه سيعود الى بيته مصحوب بخيبة امل كبيرة .
ويوضح النديم ، انه يجاهد نفسه لبيع تلك الفوانيس التي يجلبها من التجار المستوردين الكبار ، فسعر الفانوس الواحد عليه بـ 9 شواكل ، و يقوم ببيعه بـ 10 شواكل .
في جانب اخر ، اطلقت اول أمس ، فعاليات الحملة الوطنية لمتابعة المنتجات الغذائية الرمضانية المصنعة محليا، من قبل الادارة العامة للصناعة بوزارة الاقتصاد الوطني بغزة .
وحسب ما نشر على موقع وزارة الاقتصاد فإن هذه الحملة تأتي باطار سعي الوزارة المستمر للحفاظ علي صحة المستهلك والاسعار بالاسواق ، واستهلتها الوزارة بجولة تفتيشية شملت كل من مصنع "الربيع للألبان" ومصنع "جيتافود" ومصنع "دلول للأجبان" في قطاع غزة .
ووفق ما يؤكده العديد من المواطنين في قطاع غزة المحاصر من قبل اسرائيل منذ ثمانية سنوات ، فإن البضائع والمنتجات الغذائية بالاسواق لا يوجد بها مشكلة ، ومتوفرة ولا يوجد نقص في البضائع والمنتوجات الرمضانية ، وان الاسعار كما هي لم يطرأ عليها اي ارتفاع .
ويقول المواطن فريد جنينة ، وهو يقف مع احد اصدقائه باحد اسواق غزة لـ" وكالة قدس نت للأنباء " ، الاسعار هي هي ما اختلفت ، يمكن عشان وضع الناس الاقتصادي صعب ، وازمة الرواتب، غالبية المنتجات والبضائع موجودة."
من جانبه يضيف المواطن باسل رحيم ، مقاطعا حديث صاحبه فريد " كل شئ متوفر بس هات مصاري ، الوضع تعبان والناس مفلسة ".
يذكر ان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، دعا المواطنين إلى تحري هلال شهر رمضان المبارك، وذلك بعد غروب شمس يوم الجمعة 29 شعبان 1435هـ، الموافق 27 حزيران 2014م
تقرير بعدسة "وكالة قدس نت للأنباء"