من أراد أن ينتصر على عدوة عليه أن ينتصر على نفسه أولاً، فلا يصير أن نتوجه إلى محاربة الإسرائيليين ومن خلفنا طابور خامس يطعن ظهر المقاومة، هذا هو ملخص حديث القيادي الفتحاوي قدورة فارس، الذي تخرج مناضلاً من السجون الإسرائيلية، والذي قال في تصريح لصحيفة معاريف: أن هنالك إجماعا ًفلسطينيناً على التنديد بتصريحات محمود عباس في جدة. وأضاف القيادي الفتحاوي: هذه هي المرة الأولى في التاريخ والتي يتحدث فيها قائد فلسطيني بهذا الشكل، وهذا ما لا يقبله الشعب الفلسطيني.
إن كلام القيادي الفتحاوي قدروة فارس لا يعكس وجهة نظر شخصية، ولا يمثل موقفاً لبعض قيادات حركة فتح، إن ما قاله الرجل يمثل صلب عقل وتفكير ومزاج الشعب الفلسطيني كله، الذي يرفض المهانة، ويصر على العيش بكرامة، حتى ولو ضحى بالغالي والثمين في سبيل حرية الوطن فلسطين.
تصريحات القيادي الفتحاوي قدورة فارس تؤكد أن حالة الاحتقان لدى شباب الضفة الغربية قد وصلت مرحلة متقدمة جداً، ولم يبق بينهم وبين الانفجار الكبير إلا مرمى حجر ضد الصهاينة، ليبدأ التطهير الداخلي أولاً باقتلاع أركان السلطة من جذورها، ونسف الحالة المذلة التي يعيشها الفلسطينيون.
تصريحات القيادي الفتحاوي تحذر من أي انتفاضة ضد الإسرائيليين قبل تطهير الأرض من قيادات السلطة الساقطة في حضن الإسرائيليين، لأن أي انتفاضة ضد إسرائيل سيركب موجتها رجال السلطة المنسقين مع إسرائيل أمنياً، وسيظهرون عبر وسائل الإعلام على أنهم رجال المرحلة، وأنهم على استعداد لإنهاء الانتفاضة مقابل حفنة من المساعدات، وزيادة في عدد حاملي بطاقة VIP ، لذلك فإن شروط نجاح أي انتفاضة هو هدم أركان السلطة، وإلقاء القبض على رموزها، ومحاكمتهم محاكمة تاريخية عادلة، في الوقت الذي تتشكل فيه لجان المقاومة الشعبية، التي ستأخذ على عاتقها مسئولية المواجهة مع إسرائيل.
القيادي الفتحاوي كان جرئياً وصريحاً حين قال: في حال استمر هذا الوضع كما هو عليه اليوم فلا يمكن استبعاد اندلاع انتفاضة جديدة ستوجه في البداية ضد السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وبعد أن تنتهي منهم، وتدمر السلطة فستنطلق الانتفاضة ضد إسرائيل.
تحذير القيادي الفتحاوي جاء قبل أربع وعشرين ساعة من انقضاض شباب القدس الشريف على محمود الهباش، ممثل محمود عباس، في رسالة واضحة تؤكد أن الفلسطينيين الذين صاموا عن الكلام قد أفطروا على الفعل، وبدءوا بتطهير المقدسات من دنس الساسة.