هذا ما يمنع الحرب على غزة؟

بقلم: فايز أبو شمالة

لن تفعلها إسرائيل، لن تعتدي على غزة، وذلك ليس خشية من ردة الفعل العالمية الغاضبة، فإسرائيل لا يهمها الرأي العالم العالمي إذا تأكد لها نجاح عملها العسكري، لن تفعلها إسرائيل، وذلك ليس خشية من غضبة السيد محمود عباس الذي ما انفك يشجب مقتل الصهاينة، وليس خشية من البديل المجهول، كما يدعي يوفال ديسكن رئيس الاستخبارات السابق.
لن تفعلها إسرائيل للأسباب الثلاثة التالية:
أولاً: قوة المقاومة الفلسطينية التي حضرت الاجتماع الوزاري المصغر في إسرائيل، وفرضت على وزير الحرب الصهيوني المتطرف جداً "موشي يعلون" أن يقف إلى جانب كل من تسفي لفني ومائير لبيد ضد الحرب على غزة، وقد أصر وزير الحرب أن ضرب الكثبان الرملية، وإحداث الفرقعات الصوتية، هو الهدف الأنسب للجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة.
من المؤكد أن وزير الحرب الصهيوني هو الأقدر على تقدير الفارق بين قوته العسكرية وقوة المقاومة، وهذا ما أوصله إلى النتيجة التي وصل إليها وزير الحرب السابق أهود براك.
ثانياً: مخيم شعفاط وبيت حنينا ونابلس وأذنه وجنين والخيل ورام الله وقلقيلة وحلحول وبيت لحم، ومخيم قلنديا وبيت جالا وبلاطة والبلدة القديمة، وأريحا هذه المناطق الفلسطينية وغيرها من أرض الضفة الغربية التي تغلي على مرجل الرفض للتنسيق الأمني، والاستعداد للثورة على السلطة الفلسطينية قبل الثورة على المستوطنين وجيشهم، هؤلاء الناس المنتفضون، والذين ستشعلهم غزة غضباً وكرامة في حالة تعرضها لأي عدوان إسرائيلي.
ثالثاً: النتائج المعلومة مسبقاً لأي حرب على غزة، فالجيش الإسرائيلي يقدر على قتل ألف مواطن من غزة بضربة واحدة، ويقدر على قتل ألفين طفل وامرأة في ساعتين، ويقدر على نسف كل مرافق غزة في ربع ساعة، ولكن هذا الجيش لن يقدر على تصفية المقاومة، ولن يقدر على تجريدها من سلاحها، ولن يقدر على احتلال قطاع غزة ولو حاربها سنة كاملة.
تلك أهم العوامل التي تحول دون تورط الجيش الإسرائيلي في حرب مفتوحة على قطاع غزة، لذلك فإن المقاومة تطلق قذائفها، وتشعل النيران في مصانع إسرائيل، وتثير الخوف في المستوطنات، وهي تعرف أن الرد الإسرائيلي لن يتعدى القصف على أطراف غزة.