تلك هي غزة التي تعاند وتكابر كل ظالم متجبر, تلك هي عزتها وشموخها وهي تصر على البقاء حرة ابية لا يمكن لاحد ان يفرض عليها الركوع وأن يتلاعب في قوتها ورغيف خبزها فهي غزة التي تموت ولا تأكل من ثديها .
يتكالبون عليها وعلى مقاومتها, تلك البقعة الصغيرة التي لا تزال تقارع الباطل واهله, يتحزب ضدها من الاعداء لفيفا ويعاديها لفيفا اخر من الاهل من الاقرباء ومن جيرانها, واخرون لا نعلمهم الله يعلمهم.
تصالحت غزة وضحت بكل ما لا يروق لها دون المساس بثوابتها ومقاومتها, قبلت وجوه بغيضة كرهها الشعب الفلسطيني برمته ومع هذا تغاضت عنهم وعن بقائهم في حكومة اسموها حكومة توافق كي تدير شؤون الفلسطينيين بغزة والضفة الى ان يتم اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية يدلي فيها الشعب الفلسطيني بكلمته الحاسمة .
اليوم بدأت واضحة جليه تخلي حكومة التوافق عن غزة وعن موظفيها, عن كافة الاستحقاقات التي تتوجب على أي حكومة في رعاية شعبها من كل ما يحتاج اليه من مقومات الحياة الاساسية وحمايته من أي عدوان خارجي, وفرض الاستقرار الداخلي والامن الاقتصادي والحياتي وامن المواطن من أي اعتداء عليه.
حكومة التوافق التي اختارها عباس كما يرغب وسمى وزرائها واصر على بقاء العديد منهم رغم رفض الشعب والفصائل بما فيهم حركة فتح لهذه الاسماء .
إلا ان ازمات باتت تعاند المصالحة وتعدها على ان تدفنها في مهدها, فهذا ما اراده نتن ياهو منذ اللحظات الاولى لتوقيع اتفاق الشاطئ, ازمة رواتب موظفي غزة التي لا يقر بهم عباس ولا حتى حكومته, واليوم يدعون لعودة من استنكفوا سبع سنوات لعملهم وخدمة الشعب, الذين تخلوا فيه عنا واستجابوا لدعوة عباس والجلوس ببيوتهم بلا عمل ورواتبهم تصلهم من خلال البنوك بلا جهد, معبر مغلق يشترط عباس فتحه بتواجد حراس امن الرئاسة وتشغيل المعبر بأسلوبهم المعهود !!
لست اعلم اين يمكن ان يعود هؤلاء المستنكفين فاين المقرات واين الوزارات التي يمكن ان تستوعب عشرات الالوف, وكيف يمكن ان يتم التعامل مع من كان بأجهزة امنية بغيضة يرفضها الشعب ويرفضها كل حر غيور على هذا الوطن نتيجة اعمالهم وما قاموا به من افعال تجاه الشعب وتجاه المقاومة وعلى راس هذه الاجهزة ما كان يسمى " الامن الوقائي والمخابرات " ؟؟!!
هل هي وصفة جديدة للتخلص من عشرات الالوف من موظفي غزة, التي تدين لهم بكل ما قاموا به من ادوار مميزة في وقت تخلى عنا فيه الجميع ليقوموا بخدماتنا والسهر على راحتنا وفرض الامن في بيوتنا وشوارعنا وبلداتنا.
هي وصفة جديدة للاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني بين فئات الشعب وتعميق الانقسام المجتمعي بينهم لفرض فوضى عارمة ونشر الكراهية بين فئات الشعب, اهداف ومؤامرات يمكن تمريرها والتحضير لها قيد العمل والتنسيق على كافة المستويات " اسرائيلية فلسطينية عربية" !!
غزة تعصف بها النوايا الخبيثة التي تريد تركيعها واذلالها فهي شوكة في حلقهم لأنها تذكرهم بخنوعهم وبتاريخ سياستهم المذلة التي قبلوا فيها ان يكونوا في احضان الاحتلال ملقون بأنفسهم وينسقون معه بكل صغيرة وكبيرة ضد ابناء هذا الوطن المحتل ليكونوا بصف الاعداء في ما اسموه تنسيق مقدس !!
ايها الشعب الفلسطيني في غزة الصمود والتحدي لست اخشى عليكم مما يتم حياكته في ليل ضدكم فانتم دوما من يفشل المؤامرات ويهزم الاعداء وتردون كيد الاعداء .
ايها الشعب الفلسطيني يا صاحب اطول حصار واشد حصار فرضه القريب والبعيد ارضاء للأعداء لن يستطيعوا الانفراد بكم ان تخلت عنكم الدنيا فلن يتخلى الله عن قوم الصبر هو قاعدتهم وثباتهم, والمقاومة والجهاد هي سياستهم, والموت في سبيل الله اسمى امانيهم.
يا شعب غزة الباسل لن تنطلي عليكم كل مؤامرات المحتل واعوانه كونوا يد واحدة ولا تتركوا ثغرة بينكم وان كانت من خلال المصالحة الوهمية التي لا يرغب فيها عباس إلا بما يتوافق مع مصالحه وينسجم مع رغبات الاحتلال وسياساته تجاه غزة .
يا غزة الاحرار لا عليك فلا " كهرباء ولا ماء ولا بحر ولا سماء ولا هواء ولا رواتب ولا ادوية ولا معابر ولا حاضن " لكنك الاوفى والاقدر على التصدي لحقد الاحتلال لحقد من ينسق معه ظانا انه سيجعل من غزة ارضا وشعبا تركع للذل والهوان!!
يا غزة الثبات يا ارض الرجال علميهم كيف يكون الرجال, علميهم كيف يمكن ان تعاندي الجبال وصخور الصوان وترسانات الاحتلال, علميهم كيف يكون الرجال يوم ان تتحطم على اعتابك كل امنيات الحقد والضلال من حكومة توافق كانت ام من احتلال ام من قريب يغلق علينا معابرنا فيسجننا في بقعة ارض اصبحت سجنا لكنها سجنا فقط للرجال ونعم الرجال رجالك يا غزتنا نعم الرجال وسحقا لأشباه الرجال.