"غزة تصنع فجرا جديدا للأمة"

بقلم: كمال الرواغ


أن سياسة إسرائيل والتي تعتمد على القتل والتهويد وممارسة أشد أنواع العنصرية ضد شعبنا الفلسطيني والتي تمارسها إسرائيل على مدار الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ودفع الفلسطينيين نحو الحائط دائما هي التي دفعت الفلسطينيين إلى البحث وتطوير البدائل السياسية والعسكرية المشروعة دوليا للدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا وحقوقهم المغتصبة، لقد شكلت غزة دائما وعلى مدار تاريخ الصراع شوكة الصبر المرة والتي علقت بحلق هذا العدو الغاصب والذي حاول مرارا وتكرارا التخلص منها ولكنه فشل دائما .
أن الحرب التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة وللمرة الثالثة خلال ثمان سنوات لن تهن من عضد المقاومة بل على العكس صلبت ومتنت عزيمتها وجعلتها أشد بأسا وقوة حيث فاجئت العدو بقدراتها القتالية النوعية المتميزة والتي أربكت العدو وجعلته يتخبط بعد أن أراد أن يهرب من أزماته الداخلية حيث وقع في أزمة خارجية والتي حتما ستفقده هيبته سواء وقدرته على الردع بعد أن استنفذت كل أدوات الرعب والقتل والأجرام ضد أبناء شعبنا في قطاعنا الصامد، لذلك المطلوب من قيادتنا السياسية والعسكرية العمل معا في مسارات متوازية تحقق الهدف وتسير بشعبنا نحو الحرية والاستقلال، من خلال تعزيز المصالحة الداخلية والتحرك على المستوي الإقليمي والدولي من اجل فضح ممارسات الاحتلال والتي تسجلها جميع كاميرات الصحافة في العالم وعلى مدار الساعة والتحرك الدبلوماسي على المستوي الدولي من أجل رفع الغطاء القانوني لمحاكمة الاحتلال ومجرميه والذي يمارس أشد أنواع القتل والحرق على الهوية الوطنية وعودة العدالة المفقودة والغائبة عن الوعي العالمي عن أبناء شعبنا الفلسطيني منذ عقود، وفي الجانب الأخر نريد من المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة مزيدا من مفاجئة هذا العدو واثبات القدرة والذات والتي من شأنها أن تربك هذا العدو والذي استنفذ كل قدراته عندما عمد إلي هدم البيوت وقتل المدنيين، أن الموقف العربي الرسمي لا يعول عليه فهو متراخي متآكل متخاذل، أن موقف عرب أوروبا وأمريكا والذي عبر عنه من خلال التحرك بمسيرات من أجل شعبنا في حين الموقف العربي لم يجتمع حتى على المستوي الرسمي بعد أسبوع من الحرب على غزة وسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى .
رسالتنا إلي مقاومينا الأبطال والذي ننحني أجلالا لهم كيف لا وهم يضيئون عتمة الذل وفجر الحرية، نقول لهم نحن معكم وبكم سننتصر، فلا تقبلوا أي هدنة مع العدو أو تهدئة إلا بشروط فلسطينية توازي حجم هذه المعركة فشعبنا في الداخل والخارج ينظر إليكم بأمل ففلسطين هي قبلتنا والعودة والاستقلال هو حقنا الشرعي، ونحن نبشركم بأن العدو لن يصمد أمام ضرباتكم أكثر من أسبوعين فهذا الكيان الهش يحكمه الرأي العام الداخلي الإسرائيلي والذي يختبئ في الملاجئ الآن والذي بدا يضجر من هذه الحرب الغير مجدية بالنسبة له، ورسالتنا لهم نريد أن نسمع أصوات السلام والمعتدلين وهي تعلو أعلى من هدير طائراتكم وقذائفكم وأصوات الغدر والخيانة والقتل التي بينكم .
أن غزة المقهورة بالحصار والجوع منذ 8 سنوات سوف تصنع للامتنا أملا جديدا وصورة جديدة للمقاوم الفلسطيني الفذ، وهو يتحدى الدولة التي لا تقهر .