عندما أباد هانيبال جيش روما العظيم، طلب منه رجاله أن يستريح أجابهم: ينبغي علي الطهاة أن يعدوا وجبة شهية، ويسخروا لها كل فنونهم، وتقدم مصحوبة بالخمر الي الجنود من سائر الرتب، فقد آن للجيش أن يستريح. عندها صاح مستشاره العجوز في غضب: هانيبال .. اسمع لي جيدا، في خمسة أيام يستطيع الجيش أن يتناول هذه الوجبة في روما نفسها، سيسبقك فرساني كالبرق إليها، فيكتشف الرومانيون بحلولك بينهم من خلال هؤلاء الفرسان المردة قبل أن يعلموا بخروجك اليهم... عندها نظر هانيبال مليا في وجه مساعده العجوز، ثم أجابه: هذا مما يسهل قوله، ويبهج القلب سماعه، يا عمنا البطل، لكن امعان التفكير في الأمر وتقليبه علي عدة وجوه، يحتاج الي وقت طويل. واستمع هانيبال لمستشاره العجوز، تمعن مليا لكنه لم يأخذ به. فأمر باطعام الرجال. وعند انتهاء جولته التفتيشية عاد الي مقر قيادته لينام نوما عميقا بين حراسه. وهنا لم يتمالك المستشار العجوز نفسه فصاح فيه في غضب، وقال له قولته الخالدة:
هانيبال .. لقد حبتك الآلهة بنعم كثيرة، فأنـت تـعـرف كـيـف تـحـرز الـنـــــصـر، ولـكـنـك لا تـعــرف كـيـف تـستـــــخدمـه وتـسـتـغـلـه!
ويجمع المؤرخون على أنه لو عمل هانيبال برأي مستشاره القاد الفارس، لتمكن من احتلال روما وتغيير مجري التاريخ.
واليوم تصنع كتاب القسام وسرايا القدس النصر في غزة، ومصيبة إن لم تستطع أن تستخدمه وتستغله جيدا لمستقبل شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام ومع ذلك التف حول خط المقاومة.
ما دخل عباس ومايسمى بحكومة الوفاق التي يرأسها عباس العميل المتواطئ بكل هذا؟! يعني نحن نضحي بالدم وهو يجني! ما هذه المعادلة الغبية؟! اليوم عباس وعريقات وكل الخون والعملاء في رام الله أصبحوا وطنيين ويهمهم رفع الحصار عن غزة بعد أن ناموا كل هذه السنين! ألم يكونوا متواطئين في أمره؟! إذا تسلم سي عباس أمر المعابر والمينا، فسيقوم بتنفيذ ما تريده إسرائيل، يوم يقفله يوم يفتحه حسب ما تريد إسرائيل! وهو يقوم بذلك وكأنه بناء على مزاجيته! ويتحول من صراع خارجي بين محتل وشعب تحت الإحتلال يمكن مواجهته إلى شأن داخلي حتى لو قام بذبحنا فهو صراع داخلي على السلطة، لا علاقة لإسرائيل به! لا تعطوا دورا لعباس. الموانئ في القطاع هي مؤسسات كأي موسسات دولة أخرى، يتم دارتها محليا أي من غزة. لماذا يشعر الفلسطينيون أن عليهم أن يعطوا ضمانات لإسرائيل وهي لا تعطي أية ضمانات! هل نحن تحت وصاية إسرائيل كأمر واقع دون أن نعلن ذلك؟!
و لماذا لا تكون لجنة مفاوضات مشتركة بين الجهاد الإسلامي وحماس؟ وتكون هي التي تقوم بمهمة التفاوض لعمل هدنه؟!
هذه دماء وتضحيات شعبنا الفلسطيني، فلا تضيعوها هدرا!
وبالله التوفيق،،،