هكذا نحيك ثوب الانتصار

بقلم: إبراهيم عمر المصري

إنه لتغمرني السعادة والغبطة وأنا أكتب في أعقاب بشرى المقاومة الفلسطينية اليوم الأحد 20/7/2014م بأسر جندي صهيوني لا يهمني شخصيا اسمه، وأربأ أن أكون سببا في نشر ذكره ووصفه؛ فهو عندي مجرد رقم (6092065) أو الصفقة رقم (39) ضمن تاريخ صفقات الصراع العربي الإسرائيلي.. وأسرانا (المحررون قريبا بإذن الله) هم الأسماء والأعلام..

واليوم إذ أجعل لقلمي نصيبا وحظا في حياكة خطاب النصر.. فأقول:

1. بين محمد البوعزيزي ومحمد أبو خضير.. وكأنه زمن بعيد! :

لم يمض الوقت الطويل حتى ننسى تلك الهبات الشعبية في عدد من الدول العربية، والتي أشعل شرارتها محمد البوعزيزي التونسي بإرادته، رفضا لحياة الذل والهوان والقهر والاستبداد.. وكثيرة هي أوصافها التي تقشعر لها أبدان طلاب الحياة، حياة الحق والقوة والحرية. وإذ تمضي عجلة الحياة ضمن أقدار ربانية وسنن إلهية ثابتة ونافذة على البَرّ والفاجر، حتى أفجعتنا وحشية العدو الصهيوني المحتل في جريمة فاشية من أبشع الجرائم الإنسانية، وذلك بقتل الطفل المقدسي محمد أبو خضير (16 عاما) حرقا وهو حي بعد التلذذ بالتنكيل به وتعذيبه إلى حد إخراج أحشائه.. ولكن الضمير الإنساني العالمي تبلد! - (وأقصد الإنساني إذ لا أتحدث عن خيالات المآتى من ملوك ورؤساء وهيئات ومنظمات..).

خرجت الحشود الفلسطينية المقهورة والمكلومة في القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48 رفضا وتنديدا، على نحو أثار –فيما يبدو- استهجان أجهزة مخابرات العدو الصهيوني المحتل وأعوانه وتقديرهم أنهم أمام خطر حقيقي متشعب مكانيا ومتدحرج ميدانيا وغير مناسب زمانيا من ردة الفعل وهذه الهبة التي بدأت وكأنها ستتحول إلى انتفاضة عارمة ثالثة لا تبقي ولا تذر.. إذ المنطقة على أرض تغلي، وأركان المؤامرة ضد الإسلام والعروبة لمّا تستقر وتكتمل.

وإثر اختفاء المستوطنين الثلاثة ومن ثم العثور عليهم قتلى، وما رافق ذلك من صولات وجولات إذلالية واستفزازية وعدائية صهيونية (تهديد ووعيد وتفتيش واعتقال وسرقة وتدمير...الخ) ومصاحبة لجهد فلسطيني استخباري أمني وعلى المستوى السياسي والإعلامي والميداني، في محاولة لإجهاض هذا الحراك المقدس لولا دخول غزة على خط المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني المحتل؛ نصرة لأهلها، ودفاعا عن أرضها ومقدساتها. هذا العدو الصهيوني المحتل الذي أراد أن يهرب للأمام بغبائه إلى غزة العزة إبان فشله الأمني والاستخباري أو الإعلامي والدعائي (حيث لمّا تتكشف حقيقة اختفاء المستوطنين الثلاثة)، فوجد نفسه يتورط في مستنقع أكبر، وخيبة أفجع.

 

2. ليست هكذا فتح:

وإنْ من عتاب أجده لازما وضروريا الآن ولا يحتمل التأخير أكثر، وأنا أدرك أبعاد اللحظة وحساسية الموقف، هو ذلك الذي يتعلق بمدى التطويع التي صارت إليه حركة عملاقة بتاريخها وشهدائها كفتح (حركة التحرير الوطني الفلسطيني؛ إذ من باب التذكير اقتضى التنويه بالاسم).

وبعد قرابة السبعين عاما من الاحتلال والعدوان والتقويض والقضم ما زال الرهان فقط على: المفاوضات الأبدية.. التنازلات المستمرة.. التنديد والسخرية الدائمين بالمقاومة وملاحقتها.. التنسيق الأمني.. إلغاء الأجنحة العسكرية الفتحاوية.. كيّ الوعي الفلسطيني.. الانهزام النفسي.. التمثيل المخزي (وكأن الرئيس أصبح مجرد جابي أموال تبرعات).. وعداد مستمر وطويل من مسلسل لا يقود إلى نصر أو كرامة.

وإن كنت أعلم بأنه قد ينتصر البعض لهواه؛ إذ الحقيقة مرة، دفاعا عن سيادته السامية ومواقفه الشجاعة وقراراته الوازنة!. لكن الأمر الذي أجزم به، ومن خلال علاقاتي الشخصية الواسعة، أن كثيرا من القواعد والقيادات الوسيطة الفتحاوية ترفض هذا السلوك الانفرادي لقيادتها والذي لا ينسجم مع نبضها وعمقها داخليا وكذا شعبها. كما أعتقد يقينا بأن هذه الطاقات العظيمة التي أعرفها جيدا لو دخلت ميدان المنافسة مع الفصائل الفلسطينية الوطنية المقاومة لأبدعت وأبهرت.. ولتحررت وانتصرت.. ولَكُنّا نتغنى باسمها في معركتنا اليوم.. لو أنها عادت. وهي التي كان لها الدور الريادي والقيادي يوما ما.. ولكن صدق القائل: (العبرة بمن صدق.. وليست بمن سبق)، وما زال الأمل معقودا أن ينطلق المارد ويتغير الحال. فلم يعد ينطلي على أحد حجم المؤامرة والخيانة أو التضليل المقصود.

ولست بهذا في معرض الرد والانتصار أو المناكفة السياسية مع أحد، ولكني أطرق أبواب الضمائر اليقظة فقط ضمن سياقات الأحداث؛ علّها تستجيب وتبادر فتمسك بالمقود.

3. ولن تكون هكذا القدس والداخل والضفة:

وإنك إذ ترى أن العمق العربي والإسلامي إما في انشغال داخلي حقيقي أو تخاذل ونكران حقيقي، ولا رهان حقيقي يرجى كما أسلفت على دول أو هيئات أو منظمات.. فإن ما ورثناه قاعدة عن أجدادنا وآبائنا ومحافل تاريخنا الإسلامي ومحطات التاريخ الإنساني وتاريخ الثورات والأحرار في العالم أنه: (ما حك جلدك مثل ظفرك). ولئن كان هذا الحال.. وليس في المأمول القريب تغير نرجوه.. ولا الانتظار قدر للثائر محتوم، فإن الدفاع والمدافعة عن أهلنا وأرضنا ومقدساتنا حتى التحرير الكامل واجب فرضي علينا باعتبار قدرنا أننا في الصف المتقدم عن الأمة الإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني المحتل. والذي لا يعي ذلك بعد ظانا أن رخاء ورفاهية يمكن أن تسود الشعب على نحو أبدي مع وجود هذا العدو الصهيوني المحتل فهو واهم وساذج بأحسن التقديرات إن لم يكن عميلا. فلا هم أصلا شعب -ما يسمى بشعب إسرائيل-، وليس لهم عندنا تاريخ أو أرض.

إن مدى عمق إدراك شعبنا الفلسطيني بهذه الحقيقة في كل الأرض الفلسطينية يجعلنا على أمل النهوض الفوري لمجابهة سواء الموانع الداخلية (من بني جَلدتنا) أو المحتل وبكل قوة وبأي وسيلة وثمن. أما للمحتل فعوْدٌ إلى طعنات السكين، مرورا بتفخيخ البيوت ومحيطها، وكرة الثلج سريعا ما ستتدحرج لتقود إلى العمليات الاستشهادية المزلزلة في عمق الكيان الصهيوني المحتل. إذ لم يعد مقبولا تلك حملات الذل التفتيشية والاعتقالات لأهلنا في كل فلسطين بيتا ببيت دون أدنى مقاومة. وأما لبني جَلدتنا.. فرحم الله أسد فلسطين د.عبدالعزيز الرنتيسي كيف أنهى في قطاع غزة العزة بجرأته وشجاعته وإقدامه وإلى الأبد حملات الاعتقال السياسي إبان الانتفاضة الفلسطينية المقدسة الثانية؛ إذ رفض بإرادة المواجهة حتى الموت تسليم نفسه لأجهزة الأمن الفلسطينية حينذاك.

4. هكذا سألني.. وهكذا أجبته:

وفيما أرسل لي أحد الإخوة الأحباب من رجال الميدان قبل أيام رسالة مستفسرا وقلقا، من فرط ما يعلم من حماس وبذل إخوانه في أرض المعركة، مع كثرة اللغط والضغط السياسي والإعلامي إثر إعلان مبادرة التهدئة المصرية بعد عدة أيام! من النزف الوجودي المستمر على قطاع غزة، قائلا: (بالك ينجحوا بحشر حماس في الزاوية ويتم فعلا تثبيت التهدئة؟). فكانت إجابتي له كالتالي:

(أخي الحبيب، حفظكم الله وسدد رميكم، فإنه من وحي عقيدتنا نوقن ونثق أنه بالرغم من أن الهم والوجع حولنا وبيننا كبير.. فإن الله أكبر، وقدره –أيا كان- خيرٌ نرضاه.

وسياسيا: فإنه ليس لدينا –كشعب- ما نخسره فنتوقف، ونمتلك أخلاقيا ما يدفعنا للاستمرار النسبي الذي يُقدِّر مداه رؤية قيادة المقاومة. إذ هذه المعركة ومنذ بدايتها هي فقط مجرد جولة ضمن مشهد التحرير الكامل، والتهدئة –لو كانت- هي جزء منه. وإن كنا وما زلنا على أمل أن تتحول هبة القدس إلى انتفاضة شاملة، وكل مقوماتها المادية أصبحت متوفرة تنتظر غضبة الرجال بعد حُلُمٍ يظنه الأحمق جبنا وخنوعا. كما وأنه يكفينا فخرا وتيها إنجاز المقاومة بتهديد عمق الكيان الصهيوني المحتل، وكسر المحرمات -التي رسخت في أذهان جيوش هرمة لعقود طويلة-.. إذ البدء لاحقا من حيث انتهت، وتزيد.

أما بخصوص ما أنت قلق منه –أي مفاوضات التهدئة- فهي من سياسة فن الممكن، والمقاومة -فيما تراه من خذلان ونكران ومؤامرات حولها يتبجح بها العدو.. ويَخْزَى بها أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي والسعادة- قد عقدت عزمها أن تكتب شروط شعبنا ممهورة بدمائها وتضحياتها وبذلها الغالي والنفيس حتى الرمق الأخير أو رفع المعاناة –ولو جزئيا- عن شعبنا؛ فلا حياةً هانئةً للكيان الصهيوني المحتل، ولا الانتظار البائس قدرنا.. وفينا دمُ طفلٍ فلسطينيٍ يسري أو عرقٌ ينبض.

إن هذه المعركة كشفت.. وأوضحت.. وقعّدت.. وثقة بالله فإنّ النصر حليفنا. فإذا أرادوها ماحقة كبدر أو الخندق.. فإنا لصُبُرٌ في الحرب وصُدُقٌ عند اللقاء، وإذا أرادوها مداولة كالحديبية.. فالفتح والدخول بعد الإساءة بإذن الله قريب وقريب جدا. دمت وإخوانك بعز)

 

5. مبادرة التهدئة المصرية:

ولقد طالعتنا الشقيقة مصر في أول تحرك عربي رسمي! بعد مضي أسبوع! من عدوان الكيان الصهيوني المحتل على الشعب الفلسطيني بغزة. استشهد خلالها قرابة الـ200 وإصابة ما يزيد عن 1000 جريح. والعجيب في هذه المبادرة التي قيل فيها وعنها الكثير، ما أختصر أهمه برأيي اتجاهها في نقاط:

أ. الحكومة المصرية فيها مجرد وسيط غير منحاز!.

ب. مساواة الضحية (مقاومة الشعب الفلسطيني) بالجلاد (العدو الصهيوني المحتل).

ج. لا ترتقي لمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني إثر العدوان الغاشم، أو حتى تحقق مطالب الحد الأدنى له.

د. بافتراض قبولنا لدور الحكومة المصرية في المرحلة الحالية تحجيمها لدورها ومكانتها تاريخيا وإقليميا، فهي على الأقل لم تلتزم بالأسس الموضوعية المتعارف عليها دوليا في الوساطات وحل النزاعات.

ه. كان جميع الأطراف ذات العلاقة أو المصلحة أو الاهتمام بما فيها العدو الصهيوني المحتل على علم بنص المبادرة المصرية إلا فصائل المقاومة التي يعلم الجميع الموقف المسبق برفض العودة إليها منذ اليوم الأول للعدوان.

و. لا يختلف عاقلان أن الهدف منها إحراج المقاومة التي تحرز تقدما نوعيا ومشرفا في الميدان، وتخرج قيادة العدو الصهيوني المحتل من أزمته وورطته في غزة.

ز. المبادرة برعاية "مصرية متنكرة"، وصياغة "فلسطينية مفرطة"-"صهيونية متآمرة"، ومباركة "عربية متخاذلة"-"دولية متواطئة".

ح. أيا كانت الملاحظات على اتفاق التهدئة المصرية السابقة (2012) على مستوى النصوص والألفاظ (والتي أتحفظ عليها أيضا)، إلا أنها تظل مجتزأة من المشهد الكلي من حيث الانحياز الإسلامي والعربي الأصيل المتمثل في الحكومة المصرية حينئذ، وكذلك في عدة المقاومة إثرها التي فاجأتنا فيها اليوم.

ط. المبادرة ليست قرآنا لا يقبل التعديل أو الرفض، وليست هكذا الوساطات، ولا الوسطاء. إذ كما ترفض حكومة مصر وأبواقها حاليا أن يتدخل أو يملي أحد عليهم شيئا.. بينما تترك ذيولها -قرارا أو رضىً- يكيلون من أفواههم سفها وافتراء وكذبا، فإن من يعرفنا جيدا يعي أن الرجولة الحق عندنا شيمة وطبع.

ي. والثابت الآن أن الرهان وعقد الآمال على هذه المجاميع والمسميات الدولية لهو رهان خاسر وعقيم. هذا –ربما أحيانا- يسند المقاومة ولكن لا تُسنَد أبدا المقاومة إليه. وصدق الشهيد القائد صلاح خلف "أبو إياد" عندما قال: من يذهب للمفاوضات ويترك السلاح فهو حمار. وهو ذاته الذي قال: أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر.

حقا، ما أصبرك وأحلمك يا شعبنا على الظلم والظَّلَمة.. وما أعظمك عند استرداد الحقوق وتصويب المسار.

ك. ستأتي اللحظة التي ستحرق فيها ضربات المقاومة مبادرة الخنوع والركوع المعلقة على ستار الخذلان والنكران إلا قول (الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة) منها، وبطلب ورضى العدو نفسه ذلك. كما ستفضح نخوة وإنسانية هشام بن عمرو ومن حالفه طغيان المتآمرين والمخذّلين.. وما ذلك على الله بعزيز.

6. لله درك يا قسام.. إن اليوم العيد:

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..

هذه تكبيرات العيد سمعناها اليوم عقب إعلان كتائب الشهيد عز الدين القسام بأسر جندي صهيوني.

حقا للثائر في غزة فرحتان: فرحة عند أسر العدو الصهيوني المحتل، وفرحة عند الانتصار عليه.

أما الفرحة الأولى، فبالرغم من أن مفاجآت المقاومة أذهلت القريب والبعيد.. ورفعت رأس الفلسطيني في كل أصقاع الأرض عاليا زهوا وفخرا.. إلا أن لعمليات الأسر لها مذاق وطعم خاص شاهدناه في وجوه المكلومين والموجوعين إثر هذا العدوان فرحا واحتضانا. إذًا عندما تخطئ قيادة العصابات الصهيونية في الحساب.. فإن القسام يصحح لهم، وعند القسام الجواب الأكيد والخبر اليقين.. فالحمد لله.

وأما الفرحة الثانية، والتي اقترب موعد قطافها، فإنني عن نفسي وأهلي وبلسان حال قطاع عريض من شعبنا وخصوصا من أهالي الشهداء والجرحى والمكلومين (وليته يكون هناك استفتاء شعبي في غزة يفضح ويصفع ويبصق على المتآمرين والمُخذِّلين أيا كانوا) أريد أن أسجل رسالة لقيادة المقاومة السياسية والعسكرية وأنا أثق أنها ستصل بمفاعيلها – ما أقتبسه من خطاب سعد بن معاذ لرسول الله r عشية معركة بدر:

يا قيادة المقاومة لقد آمنَّا بنهجكم وصدَّقناكم، وشهِدْنا أن ما جئتم به هو الحق، وأعطيناكم على ذلك عهودنا ومواثيقنا على الدعم والمناصرة، فامضوا يا قيادة المقاومة لما أردتم فنحن معكم، فوالذي بعثكم بالحق لو استعرضتم بنا البحر فخضتموه لخضناه معكم ما تخلّف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقوْا بنا عدونا غدا، فإنا صُبُرٌ في الحرب صُدُقٌ عند اللقاء، فصِلَوا حبال من شئتم، واقطعوا حبال من شئتم، وعادوا من شئتم، وسالموا من شئتم، وخذوا من أموالنا ما شئتم، وأعطونا ما شئتم، وما أخذتم منا كان أحب إلينا مما تركتموه، فلعل الله يريكم منا ما تقر به أعينكم.

يا قيادة المقاومة: خائن من فرط بعهدة الشهداء.. خائن من فرط بسنيّ الأسرى.. خائن من فرط بالأرض والمسرى..

أيها الأحباب، شتان بين من يعارض الحق، وبين من يؤيده.. وشتان بين من يصدق المقاومة، وبين من يكذبها ويخذلها.. وشتان بين من يخرجها ويلاحقها، وبين من يؤويها.. وشتّان بين من يقاتلها، ومن ينصرها..

"لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك". قالوا: يا رسول اللهِ، وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"

إبراهيم عمر المصري – قطاع غزة

21/7/2014م