جرائم بشعة فاقت كافة التصورات التي يمكن ان يقبل بها كل انسان حر يؤمن بإنسانية البشر وادمية الانسان وحقه في الامن والامان والحياة الكريمة ومبادئ حقوق الانسان المتعارف عليها والموثقة في القوانين والمواثيق الدولية .
عالم صامت وعاجز امام نزيف الدم الفلسطيني واشلاء الضحايا وهذا الدمار الذي فاق كل تصور انساني من خلال المشهد المأساوي والدموي في ظل م يزيد عن 1000 شهيد وما يزيد عن 5000 جريح والالاف من منازل المدنيين التي دمرت على رؤوس ساكنيها وما تم استهدافه من طواقم طبية واعلامية وما تعرضت له المساجد من دمار .
هذا العالم الحر الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان يقف عاجزا وصامتا امام بشاعة الجرائم التي تستهدف شعبنا الفلسطيني الذي يتطلع الي حريته واستقلاله وحقه في اقامة دولته المستقلة كباقي شعوب الارض ... تطلعات اساسية واماني حقيقية وحق طبيعي لشعبنا الفلسطيني في ان يحقق حريته واستقلاله الفلسطيني وعدم امكانية شطب تطلعاته حتى في ظل قسوة الاجرام وبشاعة الجرائم وحتى صمت العالم الحر .
منذ ما يزيد عن ستة عقود والشعب الفلسطيني يتعرض للجريمة تلو الجريمة وللمذبحة تلو المذبحة ويفقد عبر مسيرته النضالية والكفاحية مئات الالاف من خيرة ابناءه في محاولة بائسة ويائسة للاحتلال الاسرائيلي لكسر ارادته الوطنية وفرض شروط الاستسلام عليه ورفع الراية البيضاء ركوعا لإرادة البطش والقوة والاجرام المستمر والمتصاعد والعالم الحر يقف عاجزا وساكنا وصامتا وسوف يطول انتظاره ولن يجد فينا او منا من يستسلم لإرادة القهر والقوة والبطش مهما اشتدت الة الدمار ومهما قدمنا من تضحيات لأنه ليس امامنا اما النصر وتحقيق الحرية والاستقلال واقامة دولتنا الفلسطينية واما الشهادة في سبيل الله والوطن وحتى لا يسجل التاريخ علينا اننا تقاعسنا او اهتزت ارادتنا او انخفضت معنوياتنا لان هذا لا يعبر عن تاريخنا الوطني وموروثنا الثقافي وايماننا الراسخ والعميق بحتمية النصر ونيل الحرية .
شعبنا الفلسطيني وقد اعلنها صرخة مدوية معمدة بالدماء والتضحيات اننا لا يمكن ان نتنازل عن حقوقنا الوطنية كما اننا لا يمكن ان نركع او نستسلم لإرادة البطش والارهاب التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي من خلال حكومة نتنياهو والحكومات السابقة التي ارتكبت من المجازر والجرائم ما يضيف الى سجل هذه الدولة المارقة والارهابية ما يوفر ارضية محاسبتها سياسيا جنائيا ودوليا .
ان صوت العالم الحر الذي يدعي الكثير والذي يمارس مواقفه بمعايير مزدوجة مفرقا ما بين الشعوب ودماء الابرياء وحتى ما بين الدولة القاتلة والمجرمة والمحتلة التي تمارس الارهاب والقتل والبطش والدمار .
لقد سقطت مقولات العالم الحر في واقع ما يرتكب من جرائم بشعة ضد شعبنا الفلسطيني حتى اننا قد وصلنا الي قناعة ثابتة وراسخه ان ما يسمى بالعالم الحر هو اكذوبة كبيره وربما قد تم تشييعها الي مثواها الأخيرة في ظل السكوت والصمت المشارك وربما يكون العالم الحر قد اصبح مع دولة الاحتلال في قفص الاتهام امام ما يجري من جرائم ومجازر تقشعر لها الابدان ويرفضها كل صاحب قلب وضمير انساني .