عيدك... يا غزة

بقلم: وفيق زنداح

يأتي علينا عيد الفطر ونحن في ظل ظلام دامس وحزن عميق والام على اتساع مساحة الوطن الجريح والنازف بدماء الابرار والامنين الذين هجروا من منازلهم بعد ان فقدوا اعز ما يملكون من ابنائهم وابائهم وامهاتهم كما وفقدوا مأواهم ومسكنهم ورزقهم في ظل الة بطش لا ترحم الصغير ولا الكبير .
عيدنا يأتي علينا ولا زال منا الاحياء ... ولا زال منا المؤمنين بقدر الله وابتلاءاته... عيد ياتي علينا في ظل صوت المدافع والصواريخ التي تتساقط على رؤوس المدنيين الابرياء والذي لا ذنب لهم الا انهم اصحاب قضية عادلة يتطلعون الي حريتهم واستقلالهم الوطني وحقهم المشروع في الأمن والامان والعيش بكرامة انسانية كباقي الشعوب .
عيد ياتي معمد بدماء الشهداء ومساحة الالم الذي يغطي سماء الوطن بعيدا عن مظاهر الفرح الطبيعي لاطفالنا وامهاتنا وعائلاتنا في ظل مؤامرة سوداء تتشكل خيوطها منذ عقود مضت لشطب هذا الشعب وانهاء قضيته واستمرار تشريده وتهجيره وقتله بدم بارد دون محاسبة دنيوية في ظل غياب الضمائر الحية التي لا ترى ولا تسمع وربما قد فقدت احاسيسها الانسانية وهي ترى اشلائنا تحت الانقاض واطفالنا وقد فقد الكثير منهم امهاتهم وابائهم .
عيد ياتي وقد هجرت عشرات الالاف من الاسر الذين يفترشون الارض والسماء في وضع لا انساني والجميع يشاهد المأساة والماسي دون تحرك او حراك او فعل ملموس يوقف هذا العدوان الغاشم والاجرامي الذي ترتكبه قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني .
عيدنا ياتي ... ولم نمت جميعا ... ولم نموت ولن نموت مادام فينا حي يرزق ... ومادام فينا طفل يرفع علم فلسطين مرفرفا حتى على انقاض منازلنا او على مقابر شهدائنا ... لاننا شعب حي يتطلع الى حريته ويريد ان يكون مشاركا في واقع ومستقبل هذه المنطقة في ظل دولته المستقلة وفي واقع كرامته الانسانية والوطنية .
اسرائيل بعدوانها وبطشها والة قتلها لن تستطيع ان تقضي على الشعب الفلسطيني فهذه حقيقة تاريخية ان الشعوب لا تشطب ولا تنتهي مهما طال الاحتلال ومهما زادت الة القتل والبطش والعدوان .
عيدنا ياتي وسوف نستمر في حياتنا لمن كتبت له الحياة ... لكن التاريخ لن يرحم كل من شارك او تواطئ او دعم هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم ضد شعبنا الفلسطيني ... وسيثبت التاريخ اننا قادرين على الحياة ولكن ليس أي حياة .
عيدنا يأتي ... وقد فقدنا الكثير من احبائنا واصدقائنا ... ولا زلنا على الطريق المعمد بالدماء ... فإما حياة تسر الصديق ... واما ممات يغيظ العدا
وكل عام وشعبنا الفلسطيني بألف خير

الكاتب
وفيق زنداح