المستوطنون في القدس "يتغولون"

بقلم: راسم عبيدات

يقول المأثور الشعبي"مين فرعنك يا فرعون،قال ما لقيت حد يردني"،وهؤلاء حال زعران وبلطجية المستوطنين في القدس والضفة الغربية،ففي الوقت الذي كشف ويكشف حجم الدمار الهائل والذي يشبه الزلزال،وكذلك عمليات القتل والمجازر والجرائم المرتكبة بحق شعبنا في قطاع غزة عن عمليات ابادة جماعية و"هلولوكست" جديد..."هولوكست" برسم موافقة ومشاركة ما يسمى بالعالم الحر و"الديمقراطي" و"المتحضر" والمناصرة للجلاد على الضحية،في "تعهير" واضح لكل ما له علاقة بالإنسانية والبشرية من قيم العدالة والحرية والديمقراطية،والتي تطوع وتترجم وتستخدم بما يخدم مصالح هؤلاء المجرمين والقتلة.
أما في القدس فالمستوطنين أصبحوا يمارسون اعمال البلطجة والزعرنة والعربدة بشكل يومي تحت حماية الجيش والشرطة،وليس فقط عبر الإستباحة للقدس بأزقتها وشوارعها وأقصاها،بل تقوم ما يسمى بعصابات "تدفيع الثمن" بالإعتداء على المقدسيين ومقدساتهم وممتلكاتهم ومقابرهم وسياراتهم،تحت سمع وبصر شرطة الإحتلال،التي لا تحرك ساكناً،ولتبلغ تلك العربدة ذروتها بقيامهم بجريمة خطف وتعذيب وقتل الفتى الشهيد ابو خضير حرقاً وهو على قيد الحياة،في جريمة لم يرتكبها النازيون القدماء ولا الجدد،وهول الجريمة وفظاعتها دفع بحكومة الإحتلال لإعتقال القتلة والمجرمين،ولكن هذا الإعتقال كانت تبحث له عن مخرجاً وباباً دواراً لا يدين هؤلاء المستوطنين ويحررهم من هذه الجريمة،كما درجت عليه حكومة الإحتلال في جرائم سابقة وكثيرة،حيث ملف الإضطراب العقلي والنفسي والجنون،هي مفردات جاهزة في قاموسهم،من أجل إطلاق سراح القتله،فمن جريمة روهان اليهودي الإسترالي المتطرف وحرق الأقصى في آب 69،وحتى جريمة خطف وتعذيب وحرق الفتى ابو خضير،كل مرتكبي الجرائم بحق شعبنا من المستوطنين أغلبها ومعظمها يسجل ضد مجهول،ومن يعتقل على خلفية قتل بأدلة قطعية وثابتة تفبرك له ادلة الجنون والإضطراب النفسي ويطلق سراحه.
ومن بعد جريمة حرق الفتى ابو خضير حياً...لم يتم وضع حد لعربدات المستوطنين بحق أهلنا وشعبنا في القدس،حيث تعرضت المحامية المقدسية سناء الدويك الى الرشق بماء النار،وكذلك تعرض امس الأول في منطقة "النبي يعقوب" الشابين امير الشويكي واحمد الكسواني الى اعتداء همجي ووحشي من قبل مجموعة من المستوطنين المسماة"تدفيع الثمن" وكذلك الشاب مراد هلسه تعرض لضرب مبرح في مكان عمله على يد مجموعة من المستوطنين،وعدد من السائقين العاملين على خطوك حافلات"ايجد".. وغيرها الكثير من الإعتداءات التي تضعنا أمام حرب شاملة تشن على شعبنا في كل مكان،تشارك فيها الحكومة والجيش والمخابرات والمستوطنين،والكل يمارس هوايته بقتل شعبنا وعلى طريقته،وما زالوا يلقون التشجيع والدعم والمساندة من الغرب المجرم والأمريكان،وكذلك من عربان مشيخات النفط والكاز ومن يغلقون الحدود والمعابر أمام وفي وجه شعبنا وجرحانا وقوافل الإغاثة والتضامن....
أهل القدس لم يسكتوا عن تلك الجرائم،فكانت انتفاضة القدس على جريمة حرق الفتى الشهيد أبو خضير،هي تطور نوعي في التصدي لجرائم المستوطنين وعربداتهم،حيث خرجت القدس عن بكرة أبيها في تظاهرات غاضبة منددة بتلك الجريمة البشعة،وموصلة رسالة للإحتلال بانه قد طفح الكيل،وان المقدسيين سيدافعون عن وجودهم وبقائهم في المدينة،ولن يسمحوا من الان فصاعداً لا للمستوطنين ولا لشرطة الإحتلال واجهزة مخابراتها بإستمرار اعمال البلطجة والإذلال بحق المقدسيين،ومنذ جريمة حرق أبو خضير لم تهدأ مدينة القدس،وكانت السباقة في الدعم والمساندة وثورة الغضب والهبات الجماهيرية إحتجاجاً على ما يرتكبه الإحتلال من مجازر وجرائم ضد الإنسانية بحق أبناء شعبنا من اطفال ونساء في قطاع غزة،غزة التي تسجل أروع ملاحم البطولة والفداء،والغضب المقدسي تصاعد حدة وبلغ ذروته،عندما قررت حكومة الإحتلال وأجهزتها الشرطية والأمنية إغلاق المسجد الأقصى في وجه المقدسيين ومنعهم من إحياء ليلة القدر،حيث تفجر غضب شعبي عارم على مدار الساعة،إستطاع فيه المقدسيون فك الحصار عن المسجد الأقصى،وحرق احد مخافر شرطة الإحتلال بداخله،وهي رسالة الأخرى للإحتلال بأنه لم يعد ممكناً السكوت على جرائمه وقرارته بمنع المسلمين والمؤمنين مسلمين ومسيحيين من اداء شعائرهم الدينية في الأقصى والقيامة،ومع تصاعد الغضب الشعبي المقدسي،كان المستوطنين يزدادون صلف وعنجهية وبلطجة،متوهمين بأنهم بإرهابهم وزعرناتهم سيجعلون المقدسيون يرفعون الراية ويدب الرعب والخوف في قلوبهم،ولكن المقدسيون حسموا امرهم،وقالوا كلمتهم لا خيار إلا الصمود والمقاومة والمواجهة،ولذلك عندما تعرض الشابان المقدسيان امير الشويكي واحمد الكسواني الى اعتداء عليهم بالضرب المبرح من قبل زعران المستوطنين في منطقة "النبي يعقوب"،جاء الرد عليه سريعاً من قبل المقدسيين،حيث اشتعلت بيت حنينا وغيرها من قرى وبلدات القدس،وقطع طريق المستوطنين وجرت مهاجمتهم،رغم ما حشده الإحتلال من جيش وشرطة ومخابرات ومستعربين،والرسالة واضحة جرائم المستوطنين لن تمر ولن نخافكم او نرهبكم لا مستوطنين ولا شرطة ولا جيش وسندافع عن انفسنا،فنحن نعرف قوانينكم جيداً،حماية المستوطنين والدفاع عنهم وإيجاد الحجج والذرائع لهم في إعتداءاتهم وعدم محاسبتهم.
المقدسيون يقولون للإحتلال إذا كنتم تعتقدون بأن (47) عاماً من الإحتلال،كفيلة بتطويع وكي وتقزيم وعي المقدسيين وأسرلتهم وتهويدهم،وإخراجهم من دائرة الفعل الوطني،وتشويه إنتمائهم وإضعاف إرتباطهم بقدسهم وارضهم،فأنتم واهمون فالمقدسيون رسائلهم ،هم وشعبنا في الجذر، الداخل الفلسطيني لكم هي واحدة وواضحة إرحلوا عنا وعن بلدنا وأخرجوا من أرضنا وسماءنا وبحرنا وقمحنا وخبزنا،وعليكم ان تدركوا جيداً حقائق التاريخ،بأنه لم يتخلد أو يتأبد إحتلال،فالإحتلال دائماً مصيره الى زوال،ودماء شهدائنا في غزة لن تذهب هدراً،بل هي تقصر في عمر الإحتلال،هذا الإحتلال الذي سنلاحق مهما طال الزمن قادته في المحاكم الدولية كمجرمي حرب،عقاباً لهم على ما إرتكبوه،هم ومستوطنيهم من فظائع وجرائم ومجازر وإبادة جماعية وتطهير عرقي بحق شعبنا الفلسطيني،ولن تشفع لكم الدول الإستعمارية "المعهرة"للقوانين والمواثيق والإتفاقيات الدولية والقيم الإنسانية.
القدس المحتلة – فلسطين المحتلة
28/7/2014
0524533879
[email protected]