ليس الغباء سوى غرورُ القوة...وليس أغبى ممن يعتقد أن القوة هي الحل...وأن مزيدا من القوة ما هو إلا أرقى اشكال الغباء...وما كان اليمين والتطرف الديني سوى تعبيرات عن عمق الغباء التي تعيشها منطقتنا العربية بالذات والتي في أخشائها تم زراعة غباء متطور ليعاند الغباء القائم...إسرائيل هي الغباء بحد ذاتها...والوعد الإلهي التي قامت عليه ليس سوى شكل متقدم من هذا الغباء...ولكن حين يصبح كل ذلك مستند إلى قوة مئهولة لا حدود لها فيكون الحديث ليس عن الغباء بقدر ما هو جنون وجنون لذاك الغباء...عندما بدأ معالم تشكيل الكيان الإسرائيلي إبتدأ الغباء...فقامت بعملية تطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني وطردت أكثر من مليون فلسطيني من أراضيهم والذين أصبحوا لاجئين يطوفون الدول العربية والعالم وتشهد مخيمات البؤس على أكبر جريمه في القرن العشرين تمت وبرضا ومساعدة الغرب الذي إسمه مجتمع دولي.
يتوالى الغباء برفض كل افكار الحلول وتصل الأمور لرفض حتى فكرة الحل وفقا للرؤيا الفلسطينية الجديده بقيادة الرئيس أبو مازن وتصل أكثر من ذلك ليعتقد أبو الأغبياء نتنياهو ومساعديه من جهة اليمين "ليبرمان" وعلى اليمين الأخر "بنيت" للهجوم على غزة بشراً وحجراً وشجراً والحجه ضرب المقاومة( تلقين حماس درس وتدمير بنيتها التحتيه) كهدف ظاهري، في حين الحقيقه هي الإنقضاض على الشعب الفلسطيني ككل وضرب وحدته الوطنية وخلق صراع داخلي جديد يُعيق تطور حكومة الوفاق الوطني ويؤدي بالضرورة لوضع حكومة اليمين الإسرائيلي في منطق ليس القوة فحسب، بل الذي يملي شروطه على رام الله قبل غزة إعتقادا منه أن هذه الحرب القذره سوف تؤتي أُكلها لصالحه وستدفع ليس المقاومة وحسب بل مجمل الشعب الفلسطيني إلى اليأس من واقعه وواقع ما زلنا نعتقد أنه قائم "الأمة العربية"...فيتحقق لهذا الغبي حلمه في فرض شروط المنتصر على الرئيس عباس قبل حماس.
قرار الحرب على غزة تدحرج من قصة خطف الشبان الثلاثة الإسرائيليون غير المحبوكه حتى الآن بل المشكوك بأمرها لعدم وجود أدلة قاطعه بحق من قام بها، وما عقب ذلك من تصرف ليس غبي فحسب بل تعبير طبيعي للتكوين الشخصي لبعض من جلبهم الغرب لمنطقتنا بإسم الوعد الإلهي ليمارسوا طقوسهم في تعذيب الشعب الفلسطيني بحرق الفتى محمد أبو خضير حيا والتمثيل بجثته...وليتبع ذلك الهجوم الجبان على شجعان غزة من أطفال ونساء وشيوخ...لاحظوا!!!!!!!!
- وقف المفاوضات بتعنت وغباء من حكومة اليمين الإسرائيلة.
- رفض كل محاولات الرئيس أبو مازن للعودة لطاولة المفاوضات وبحث ملف الحدود والأمن أولا ووقف الإستيطان.
- رفض الإفراج عن الدفعة الرابعه من الأسرى ممن عليهم إتفاق أصلا منذ إتفاق أوسلو وبضمانة أمريكية.
- خطف وقتل مشكوك بدوافعه ولا تحقيق جدي بمن فعله ولماذ؟!!!!
- خطف وحرق الشهيد الفتى محمد أبو خضير وهو على قيد الحياة
- العدوان على غزة وقتل المدنيين بوحشية غير مسبوقه وتدمير كل شيء.
ولاحظواااااا.....!!!!!!
_ داعش وعنفها وإرهابها وقتلها للمسلمين من كل مذاهبهم وتهجيرهم للمسيحيين العرب في الشرق.
- محوران أمريكيان "سعودي- إماراتي" و "قطري- تركي" كلاً بطريقته يريد تجريد المقاومة من سلاحها. محوران يدعمان داعش وجبهة النصرة والإرهاب في سوريا والعراق والمشرق العربي.
- خلاف حاد ومركزي ورئيسي بين الدولة المصرية وحركة الإخوان المسلمين يعكس نفسه بقوة على غزة وما يجري فيها.
- علماء ومفتيين أفتوا ضد ليبيا وسوريا والعراق وسكتوا على ما يجري في فلسطين وغزة.
- حروب أهلية بإسم الدين والشريعه في أغلب الدول العربية تقودها أحزاب أسلمة دينية مشكوك في دينها أهو إسلامي أم أطلسي "جماعة الناتو".
ولاحظواااااااااااااااااااااا....
أن الغباء تتعدد أشكاله...لكن أخطره وأشده وحشيه، غباء غرور وجنون القوة، والغباء التافهه هو غباء من ينتظر نتائج عدوان ذاك الغباء النابع من غرور القوة، والغباء الإنتهازي هو ذاك الغباء الذي يريد أن يقتنص الفرص ويعيد دوره على حساب دماء وأشلاء أطفال غزة، وهناك غباء آخر نتائجه وخيمه فيما بعد وهي محاولة وضع المقاومة في بوتقة حزب أو حركة محددة...ولكن وحدها فقط المقاومة وشعبها في غزة التي تعرف كيف ترد على تعدد أنواع الغباء وتعلم أين هي بوصلتها ومن يقف معها وشريكها.
لقد أسميت كل ما يجري غباء...لكن في الحقيقه هي سياسه وخطط وتآمر قصير النظر، لا يعلم مدى عمق القضية الفلسطينية في قلوب الشعوب العربية والشعب الفلسطيني بالذات، ولا يعلم مدى تحالف محور المقاومة بمذاهبه وأحزابه ودوله، والذي بدأ الشراره معتقدا أن الأوان جاء لتصفية الحساب قد أخطأ في حسابه، بل أعاد الحياة للبعض الذي كان يعاني نتيجة غباء سياسات إمتداداته الحزبية في الوطن العربي وبالذات في مصر، بل أكثر من ذلك بكثير فالقضية الفلسطينية لا يمكن حلها بالتآمر ولا بالعدوان ولا بالحصار ولا بالإغراءات، وفقط الحل بالإعتراف بحقوق هذا الشعب المظلوم دوليا وعربيا في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين، وبغير ذلك سيستمر "الغباء" أقصد الجنون وستتحول المنطقة لاحقا لركام وحريق لن يجدي أحدا نفعا سوى من يعتقد بنهاية الكون في الحرب بين المؤمنيين والكفار ستكون في فلسطين وبغض النظر عن طريقة هذا الإعتقاد لدى المؤمنيين بالله الواحد الأحد، قال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (93 النحل)، وقال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (هود118)