غزة ... واسقاط النظريات
مراجعة تاريخية لذاكرة شعب حول مشهد الصراع القائم والمحتدم ما بين شعبنا المشرد والمهجر في الشتات والمنافي وما تبقى داخل جزء من الوطن المسلوب والمحتل ... يعود بنا لذاكرة ما كنا نستمع اليه حول الجيش الذي لا يقهر ... والامن الاسرائيلي المحقق حيث تصل الدبابة الاسرائيلية ... وان المعركة لا بد وان تكون داخل ارض الاخرين ... وان الجبهة الاسرائيلية الداخلية دائما قوية ومتماسكة حول قرارات قياداتها السياسية ... وان الاحزاب الاسرائيلية المتصارعة للوصول الى سدة الحكم تدخل في سوق المزايدات الامنية والاقتصادية بحجة خدمتها للأهداف الاسرائيلية ... وان الديمقراطية الاسرائيلية تعتبر بمثابة الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة والتي تمثل راس الحربة للإمبريالية الامريكية واعتبارها الة القوة العسكرية لضرب كل من يرفع راسة من دول المنطقة .
نظريات ومقولات واستراتيجيات اسرائيلية حاولوا تسويقها وترويجها وخداع العالم بها ... فأين هي الان في واقع الحال ؟!!!
- جيش لا يقهر اصبح يقهر رغم ما يمتلك من ترسانة اسلحة قوية عبر حروب ومواجهات عديدة ليس اخرها العدوان على غزة .
- الامن الاسرائيلي يتحقق حيث تصل الدبابة الاسرائيلية لم يعد قائما ومتاحا برغم القدرة العسكرية الاسرائيلية ... لان المعركة ما بين الحق والباطل... ما بين المظلوم والظالم ... ما بين المحتل الغاصب والمعتدى عليه والمدافع عن ارضه وكرامته وحريته.
- حول نقل المعركة داخل ارض الاخرين فلقد سقطت هذه النظرية حيث الفرق الشاسع ما بين اليوم والامس القريب والبعيد في ظل التطور والتكنولوجيا التي لم تعد ملكا لامريكا واسرائيل وحدهما .
- العقيدة القتالية ما بين الظالم والمظلوم المؤمن بعدالة قضيته والاهداف التي يضحي من اجلها تظهر الفرق الشاسع ما بين صمود الشعب المحتل والمدافع عن حقوقه وما بين القوة الاحتلالية وجبهتها الداخلية المعتدية على الاخرين .
- الجبهة الاسرائيلية الداخلية ومحاولة الادعاء بقوتها وتماسكها حول قرارات حكومة نتنياهو فقد كشفت الحقائق مدى ما اصابها من تصدع وتفكك لغياب المصداقية والوضوح بالرؤية السياسية والعسكرية للعدوان المستمر والمتصاعد ضد شعبنا ... وما نشاهده وتلمسه الجبهة الداخلية الاسرائيلية من مجريات المعركة .
- النقطة الاخيرة بخصوص ادعاءات واكاذيب ما يقال ويشاع حول اسرائيل الديمقراطية فقد اصبحت وهما واكذوبة كبيرة ملطخة بدماء الابرياء من الاطفال والنساء وما يرتكب من جرائم بشعة تقشعر لها الابدان ...
- فأي دولة ديمقراطية يدعونها وهي تقتل الاطفال والنساء والشيوخ وتدمر المدارس والمستشفيات والمؤسسات واماكن العبادة... عن أي دولة ديمقراطية يتحدثون لا تعطي وزنا لقانون ولا تحترم حقوق الانسان وحقه في المأكل والمسكن والامن والامان ... عن أي دولة ديمقراطية يتحدثون والة عدوانها وبطشها تدمر الاف المنازل على رؤوس ساكنيها وتشرد عشرات الالاف من مناطق سكناهم ... عن أي ديمقراطية اسرائيلية يتحدثون وغزة في ظلام دامس ودون ماء وحتى دون طعام للأطفال والعائلات عن أي ديمقراطية اسرائيلية يدعون وتقصف المستشفيات والمدارس والاسواق وحتى رياض الاطفال ...
- دولة عنصرية فاشية ارهابية تمارس كل ما قيل وما سيقال حول استهداف الطواقم الطبية والدفاع المدني والطواقم الصحفية الاعلامية .
عن أي ديمقراطية اسرائيلية يتحدثون وقد اصبح الدم الفلسطيني في بورصة رجال السياسة والاحزاب الاسرائيلية التي ترى في القتل والدمار والتشريد وجودا لها في سوق المزايدات والمحاسبة وكسب المواقف وتحميل الاخطاء وهذا ما سنشاهده في الايام القادمة كما شاهدناه في الماضي .
عن أي ديمقراطية اسرائيلية يدعون ويخادعون العالم وهي لازالت الوحيدة التي تمارس العنصرية والارهاب والاستيطان .
حقا انها ديمقراطية القتل والتشريد والتدمير والاستيطان والحصار للأبرياء والمدنيين لدولة محتلة مارقة وتمارس الارهاب بدعم من الولايات المتحدة .
مقولات ونظريات واستراتيجيات مخادعة وكاذبة سقطت في وهم مخططيها ... امام ار ادة شعب لا زال مؤمنا بعدالة قضيته ويتطلع الى حريته واستقلاله الوطني ... شعب يرفض الاحتلال والحصار والاستيطان وتقييد حريته والمساس بأمنه وامانه .
هذه حقائق التاريخ والواقع لكل من اصابهم العمى لكي لا يشاهدون ... ومن صموا اذانهم حتى لا يسمعون الحقيقة ... وحتى لكل من لا زالت لديهم ضمائر... اذا ما كانت هناك ضمائر.