إن قيام إعلام دولة الاحتلال بتغيير اسم العملية من" الجرف الصامد" إلى حرب غزة ، فهذا يعني أن إسرائيل تفاجأت بقدرات المقاومة وكأنها تحارب دولة على تخومها.
ومن يتابع اعترافات العدو بأنه لم يعد يقاتل مقاومة عشوائية ، وإنما جيش نظامي مدرب، أي أمامها دولة عدو، ويدرك أن هذه الحرب ليست كسابقاتها، فهي حرب مخطط لها جيدا من قبل المقاومين، ويلاحظ من خلال إعلامهم أن أكثر ما فاجأ دولة الاحتلال تلك العمليات النوعية خلف خطوط العدو، والتي كان آخرها عملية " ناحال عوز" البطولية ، إذ تمكن عدد من نخبة القسام من اقتحام برج حراسة محصن والإجهاز على من فيه والعودة بسلام.
فواضح أن استخبارات إسرائيل لم تكن لديها معلومات دقيقة عن شبكة الأنفاق، وهذا ما جعل جنودها في الميدان يخافون من كثرة الأنفاق التي سيواجهونها، حتى أن البعض قان بإطلاق النار على أرجله لكي لا يذهب إلى البحث عن الأنفاق.
إن مرور 24 يوما على الحرب، والمقاومة تدك دولة الاحتلال بالصواريخ على وتيرة واحدة، فهذا مؤشر بأن المقاومة تحضرت لهذا الاجتياح جيدا، واستعدت له معنويا ونفسيا، واعترف الكثير من محللين عسكريين أن أكثر ما فاجأ العدو في هذه الحرب هو أن المقاومين يقتربون من الدبابات إلى نقطة الصفر، ويشتبكون مع الجنود وجها لوجه، وهذا يدل على أن المقاومة استخدمت عنصر المفاجئة في الهجوم، ولم تكتف بالدفاع فقط، وبالتالي يجعل جنود الاحتلال في خوف دائم.
إن هذه الحرب لا احد يعلم كيف ستنتهي ، لأن قادة العدو يتخبطون، ويطلبون من كيري بوقف لإطلاق النار، ولكن وقف إطلاق النار ليس بأي ثمن، هذا ما تقوله فصائل المقاومة على الأرض وما أكده القائد العام لكتائب القسام في كلمته بأن التهدئة لا يمكن أن تتم دون رفع الحصار عن قطاع غزة.