منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلى واستفراده بالمدنيين العُزل والنساء والأطفال وهدم البيوت على رأس ساكنيها دون سابق إنذار مما يحدث إبادة جماعية لهذه العائلات , لم يستثنى الصحفيون من العدوان وحتى المسعفين ورجال الدفاع المدنى أيضاً .
قصف متواصل وعلى مدار الساعة والأم تصرخ على أبنائها بفقدانهم والطفل يصرخ على أمه التى فقدها والأخ يصرخ على أخيه الذى فقد والأخت تصرخ على عائلتها التى فقدتها وأناس يبكون أقاربهم على فقدانهم تحت منزل قصف ودمر بالكامل وتسويته بالأرض ليتم انتشالهم جثث محللة .
كل ذلك ليس فى مسلسل رمضانى أو عبر فضائية عربية بل فى غزة التى فقدت كل موازين الدفاع عن حقوقها تجاه آلة الظلم والقهر الصهيونية ولكنها صمدت رغم الجرح الغائر والجرح النازف .
تلقينا ببالغ الصدمة والآسي نبأ استشهاد زميلنا المصور الصحفى " رامى ريان " مصور الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام فى مدينة غزة , لنفُجع من هول الخبر الذى تم بثه عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية , وقد تلقينا الخبر بشكل هستيري جعلنا نتخبط فى ردة الفعل التى عانها الزملاء وزملائه فى العمل .
كانت الصدمة أشبه بموت بطئ لى ولعدد من الزملاء الذين استفاقوا على الخبر فى مجزرة بشعة ارتكبها العدو الصهيونى ضد المدنيين العزل فى سوق حى الشجاعية شرق مدينة غزة , حيث كان يغطى المجزرة التى حدثت قبل إطلاق صواريخ عليه وعلى زملائه والمسعفين والمواطنين بشكل جنوني .
إنني أعلنت منذ اللحظة الأولى لاستشهاد " رامى " أننا مستمرون بالتغطية وسنواصل العمل بكل الإمكانيات المتوفرة رغماً عن أنف الإحتلال وطائراته ودباباته , ويجسد فينا طريق الحقيقة والاستمرار به وأن العدو الاسرائيلى سيدفع ثمن جرائمه البشعة بعد استهدافه للحقيقة .
لقد أرغمنا العدو الإسرائيلى على مواصلة الدرب بكل قوة ولن نحيد عنه مهما بلغت التضحيات , وكما أكدت على ذلك خلال وقفة تضامنية مع شهداء الصحافة أننا لن نحيد عن دربهم ولن يكون هناك طريق أخر إلا استكمال طريق الصحفيين الشهداء وهو فضح الإحتلال وكشف جرائمه البشعة ضد الشعب الفلسطينى .
حتى لو كان رامى ريان الأخ والصديق والزميل والمحبوب استشهد فهناك مليون أمثال الشهيد رامى سيواصلون مسيرته ولم ينقطع أمثال من ضحوا بأنفسهم من أجل فضح جرائم الإرهاب .
سأطالب وأبقى أطالب من موقعى كرئيس للشبكة الفلسطينية والعضو الدائم لفلسطين فى الإتحاد الدولى للصحافيين فى بروكسل الإتحاد بتشكيل لجنة تحقيق فى ظروف استشهاد الصحفيين حتى ينال المجرمون حكم العدالة , وأن يكون رادع لكل من تسول له نفسه باستهداف الصحفيين .
وختاما ً أتقدم إلى الشبكة الفلسطينية ومن الأسرة الصحفية بالعزاء والمواساة، وأتمنى الشفاء العاجل للزملاء المصابين , وحقاً ان هذه الجريمة وغيرها لن تمر دون عقاب.