الاعلان الاسرائيلي الذي تمخض عن اجتماع الكابينيت حول الانسحاب من طرف واحد دون ابرام اتفاق هدنة او تهدئة مكتوبة تتضمن الشروط الفلسطينية وعلى رأسها فك الحصار ووقف العدوان ضمن ما ياتي من وسائل الاعلام ... في اطار المحاولة الاسرائيلية لإدخالنا بسيناريوهات التكتيك المخادع الذي يمكن ان يكون من وجهة النظر الاسرائيلية مخرجا امنا في واقع الظروف السياسية الدولية والاقليمية وفي واقع المجازر والجرائم التي تجري على ارض المواجهة داخل قطاع غزة .
حكومة نتنياهو لا زالت في مأزق كبير فلا هي قادرة على التقدم وتوسيع العملية العسكرية ... ولا هي قادرة على ابقاء جيش الاحتلال يتلقى الضربات تلو الضربات ... وهذا ما اتاح لهم من وجهة نظرهم امكانية فرصة الهرب للخلف للحدود الفاصلة ما بين القطاع واسرائيل .
محاولة خادعة تحاول اسرائيل تمريرها للظهور بمظهر الحريصة والملتزمة بالتهدئة وانها ليست معتدية وان أي ضربات توجه اليها ستكون بمثابة (عدوان عليها ) وحقها الطبيعي (بالدفاع عن نفسها) ... مما يعطيها الحق بالرد على مصدر النيران دون التوغل داخل القطاع ... خدعة اسرائيلية خبيثة ومكشوفة حول انسحاب اسرائيلي دون ادنى التزامات بالشروط الفلسطينية واستمرار الحصار وسياسة الاغتيالات واستمرار العدوان في الزمان والمكان الذي تحدده قوات الاحتلال .
حكومة نتنياهو تحاول قدر ما تبقى لها من اوراق قوة يمكن التلاعب بها في خلط الاوراق وتفكيك الموقف الفلسطيني وافشال لقاء القاهرة .
القوة السياسية الفلسطينية وعلى راسها السلطة الوطنية والتي تجتمع في القاهرة والتي نعتز بدورها ومكانتها باعتبارها الشقيقة الكبرى التي تربطنا بها علاقات تاريخية لا مجال للتفصيل بها في هذا المقام ... تتطلب من الجميع منا ان لا يمرر الخداع الاسرائيلي وان لا يكون وقف اطلاق النار مكتوبا ومشروطا بفك الحصار ووقف العدوان حتى تكون الحرب القائمة مقدمة لعدوان متكرر ومستمر وحصار قائم دون ادنى التزامات اسرائيلية .
لا يكفي ان ينحصر الموقف الفلسطيني بعدم الالتزام والقبول بالقرار الاسرائيلي بالانسحاب من طرف واحد بل يجب ممارسة كافة الضغوط المتاحة لإبرام اتفاق تهدئة متضمن الشروط الفلسطينية بفك الحصار ووقف العدوان وعدم اتاحة الفرصة لتمرير التكتيك المخادع لجعلنا بموقف الاستنزاف الدائم والتهديد المستمر ... وما يوفر لحكومة نتنياهو مزيدا من الفرص لاستمرار تنفيذ سيناريوهات التكتيك المخادع .