قراءة في الموقف السعودي من عدوان اسرائيل على الشعب الفلسطيني بعد خطاب العاهل السعودي عن الارهاب

بقلم: علي ابوحبله

هل الموقف للنظام العربي العاجز عن الوقوف في وجه الحرب الصهيونيه على الشعب الفلسطيني ام هو الموقف الداعم والمساند لإسرائيل بحربها على الشعب الفلسطيني بالتغطية العربية التي هدفها تصفية القضية الفلسطينيه على مذبح جرائم اسرائيل بحق الشيوخ والأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس وكل البنى التحتية حيث اصبحت الحياة منعدمة في غزه ، هذا التغاضي العربي عن ادانة العدوان الاسرائيلي واستنكار جرائمها يجعلنا حقيقة نتوقف امام التعنت والتعسف بالموقف المصري بالتمسك بالمبادرة المصريه والموقف المصري بشكل عام مما يجعلنا امام تقييم حقيقي للموقف العربي ، مقارنة للموقف العربي المنخرط بالتآمر على سوريا والعمل العربي المشترك المتمثل بالجامعة العبريه لإسقاط الدوله السوريه والمسارعة الى تشكيل منظومة دوليه تحت مسمى اصدقاء سوريه وعجالة القرارات وسرعتها عبر اجتماعات متتالية للجامعة العربية لمحاصرة سوريا وتجويع سوريا وحمى التصريحات الناريه لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لتسليح ودعم المجموعات الارهابيه التي تستهدف سوريا والعراق ، كما ان المسارعة والهرولة العربية لمجلس الامن والجمعية العامه للأمم المتحدة والمناداة للتدخل العسكري الدولي في سوريا وإخضاع سوريا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وسرعة القرارات والمواقف لدعم الغزو الامريكي الصهيوني للعراق وفتح الحدود والأراضي العربي لاستقبال القوات الغازية لغزو العراق وتسهيل وتشريع التدخل لحلف الناتو لإسقاط ليبيا التي تعاني من الارهاب والتمزق بفعل الموقف للنظام العربي ، امام هذه المواقف المتامره على امن ألامه العربية والانخراط بالمشروع الامريكي الصهيوني لإسقاط كل الانظمة التي رفعت شعار الصراع مع اسرائيل ومقاومة المشروع الصهيوني مما يضعنا امام تساؤل كبير هل نحن على ابواب عصر يقود فيه النظام العربي بالتواطؤ او التحالف مع الكيان الاسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينيه وتصفية الشعب الفلسطيني على مذبح العدوان الاسرائيلي المتسم بفظاعة الجرائم الارهابيه المرتكبه بحق الشعب الفلسطيني في ظل السكوت المطبق للنظام العربي ، لقد صدم الفلسطينيون من مفردات الخطاب للعاهل السعودي وصدم بالموقف السعودي التي هي حامية للديار الاسلاميه والمفروض ان تكون حامية للقدس والأقصى ، وهذا يعيدنا للمرحوم الملك فيصل الذي كان مصرا على تحرير القدس والأقصى ودفع حياته ثمنا لهذا الموقف الذي اصر على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي ، بمفردات الخطاب للعاهل السعودي الذي قال ان ما يجري في غزه مجازر جماعية وجرائم حرب ضد الانسانيه وابدى تعاطفا مع دماء الفلسطينيين التي تسقط في مجازر جماعية وصفها جرائم حرب ضد الانسانيه ، دون أي ذكر لإدانة اسرائيل لارتكابها لهذه المجازر ودون تحديد موقف لتحرك سعودي عربي فاعل لمواجهة ومعاقبة قادة الكيان الاسرائيلي عن ارتكابهم لهذه الجرائم وملاحقة اسرائيل ولو لفظيا ، وان الخطاب افتقد لأية مضامين تعطي الشرعيه للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتمنح الغطاء العربي لمشروعية المقاومه ضد المحتل الاسرائيلي ، ولم نلمس في ثنايا الخطاب اية دلاله لتحرك عربي جامع لوقف المجازر والإرهاب الذي يستهدف الفلسطينيين ، وهو نفس الموقف الرسمي للنظام المصري بتشبثه للمبادرة المصريه واشتراطه على الفلسطينيين لوقف اطلاق النار مما دعى الرئيس ابومازن ليخرج عن دبلوماسيته المعهودة ويرفض هذا المطلب لان الذي يتعرض للعدوان الشعب الفلسطيني وان الذي ابتدأ بهذه الحرب القذرة اسرائيل وان الشعب الفلسطيني في حالة دفاع مشروع عن النفس ، ان لغة ومفهوم الخطاب العربي هو تشجيع لإسرائيل على اعمال القتل والتدمير وعدم التوقف عن هذا الاجرام بحق الشعب الفلسطيني ، ان ما ذكر على لسان الامير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الاسبق يظهر فيه الكثير من الشماتة بالشعب الفلسطيني وهو موقف غير مسبوق لتبرير عدوان اسرائيل وجرائمها وتحميل للمقاومة مسؤولية البدء بالعدوان ، مما يجعلنا امام تساؤل هل الفلسطينيون امام مؤامرة اسرائيليه بغطاء عربي يستهدف تصفية المقاومه الفلسطينيه وتدفع لتصفية القضية الفلسطينيه ، ان حقيقة المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيين هو وصمة عار في جبين النظام العربي وقادته الذين صمتوا جميعا وفضلوا ادارة وجوهم وصمتهم عن فظائع وجرائم ما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني ، ان حرج ما وقعت فيه الانظمه العربية هو الصمود الفلسطيني والقدرة على مواجهة العدوان الصهيوني وعدم قدرة قوات الاحتلال الاسرائيلي بإنهاء مهمتها بالسرعة والموعد المتفق عليه وهو ما اوقع النظام العربي بهذا الحرج ، خاصة وان هناك مواقف متقدمه لزعماء غير عرب وقفت ضد العدوان حيث كان لموقف زعماء امريكا اللاتينيه احراج للنظام العربي الذي وصفوا الكيان الاسرائيلي بالإرهاب وأدانوا جرائم اسرائيل وأغلقوا السفارات وطردوا سفراء الكيان الاسرائيلي وأوقفوا التبادل التجاري مع الكيان الاسرائيلي وكان موقفا تضامنيا افتقده النظام العربي الذي قبل لان يكون في صف العدوان ضد الشعب الفلسطيني ، ناسف شديد الاسف لهذا الموقف العربي المتخاذل الذي يدلل على الانخراط العربي في التآمر على القضية الفلسطينيه وتصفية القضية الفلسطينيه ، وناسف لهذا الصمت للنظام العربي ولهذا الخطاب الذي افتقدنا من خلال كلماته وفقراته لأي موقف سعودي او عربي يدلل على موقف متضامن او مستنكر للعدوان الاسرائيلي ، او تحرك عربي جاد كالذي كان يحركهم وهم في عجالة من امرهم ضد سوريا وضد كل الحركات الوطنيه والقومية وقوى المقاومه مما يدلل على اننا امام خطر حقيقي اصبح يتهدد ألامه العربية بمواقف اقل ما يقال عنها عمق الانخراط في المشروع الامريكي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينيه وتصفية الشعب الفلسطيني على مذبح المجازر الصهيونيه بحق الشعب الفلسطيني بالصمت العربي وضمن اهم اهدافه اسقاط سوريا وحزب الله