مع نهاية الشوط الاول من مباراة غير متكافئة فرضت علينا.... كانت النتيجة الموضوعية التعادل بدون اهداف اسرائيل لم تنتصر .. وغزة لم تنهزم....!!
بصورة اوضح ..اسرائيل التي قصفتنا باكثر من 5 الاف طن من المتفجرات أي ما يعادل وزن12 قنبلة ذرية.. ودمرت تماما شرق رفح وخزاعة والشجاعية وفتكت بما يقرب من 12الف شهيد وجريح .. لم تحقق هدفها الرئيس في فرض الاستسلام ورفع الراية البيضاء...!! ولم تنجح كذلك في تسويق انتصار كاسح كما حدث مثلا في حرب الست ساعات سنة 67 أو في اجتياج لبنان عام 82
غزة بالمقابل لم تنهزم على الاقل معنويا وصوتها لازال قويا رغم نزفها الغزير..!! مع الاخذ في الاعتبار انها على بسالتها وجسارتها في ثلاثة حروب لم تستطع عمليا تحريك مؤشر الجغرافيا السياسية الى الافضل ..فالحصار بقي على حاله بل زاد... وضاقت الحياة اكثر بالعباد..!!
الان يلجأ اللاعبان بعجزهما العسكري على فرض الارادة كل على الاخر،الى التفاوض السياسي غير المباشر لا قتسام كعكة الواقع والممكن... فلا بد ان يخرج كل منهما بمكاسب تقنع شعبه بالانتصار..؟!!
والسؤال : ماذا لو لم يتم الاتفاق على تهدئة انسانية جديدة؟ و
ماذا لو لم ينجح الوسطاء في لم شمل الفرقاء على بنود متفق عليها..؟
هل سنشهد الشوط الثاني..؟!! وهل سيكون اكثر فظاعة و اثارة من الشوط الاول ؟!!
اتساءل ..ولم يبق على انتهاء التهدئة الانسانية سوى10 ساعات .. وان لم يحدث ما يدعو الى التمديد فاننا سنشهد مع صباح يوم الجمعة مزيدا من القصف المتبادل والتصعيد.
المؤشرات حتى اللحظة تتجه الى اللا تهدئة بالنظر الى تصريحات رئيس الاركان(بيني جانتس)باغتيال قادة حماس وقت شاء ..وتصريحات ابي عبيده مشمر الاكمام وفاتح الصدرعن شرط الميناء..!!
اعتقد ان الجيش الاسرائيلي قد تاكلت لديه قوة الردع منذ عام 2005 وماتلاه من نصر حزب الله 2006
واخذ العبرة من مغامرة الجرف الصامد بسرعة بعد ان لم يحترم قدرات الخصم بشكل كاف فتراجع بقواته الى الوراء و سيكمل المباراة بسلاحه الجوي فقط بعد ان خسر بريا ما خسر.. وهو بلا شك سلاح موجع وفتاك..!!
ونحن في نفس الوقت سنواصل ارسال صواريخنا الى تل ابيب ومحيطها وربما بكثافة اعلى....
هم يالمون بلا شك ولكننا بالقطع نالم اكثر...وما اخشاه ان نهون نحن من قوة الخصم فنقع فيما وقع هو فيه ..و ان يزداد فتورالعالم من حولنا بالتعود.على مرأى دمنا صباح مساء وقد تعلمنا تماما ودمنا يشخب ان لامعين لنا الا الله وانفسنا .
انا على ثقة انه لو لعبنا الشوط الثاني والاشواط الاضافية وضربات الجزاء بكل ما اوتينا من مهارة..سنعود بالنجاحات والاخفاقات مع الطرف الاخر الى نفس الفكرة ونفس المنضدة... وتجربة العشرين يوما الماضية تؤكد ذلك فلا احد من اللاعبين يملك القضاء على الاخر بضربة قاضية..!!
دعك من الشو الاعلامي والنبرة العالية التي تصدر من هنا وهناك ... ودعك من التهديدات والشروط التي يطلقها قادة الداخل والخارج بين الحين والاخر.. فما ذلك الا اشارات موقوتة ومدروسة في اطار لعبة شد الحبل و لي الاذرع التي يمارسها المتفاوضون في غرف مغلقة..!!
المهم اننا اخذنا استراحة محارب لمدة 72ساعة.. التقطنا فيها انفاسنا ..والقينا فيها نظرة متأملة على حطام بيوتنا و خطواتنا.. ربما لم يكن الوقت كافيا لأخذ العبرة ولكنه كاف ان نتبصر حجم ما كسبناه وما خسرناه ...!!
لقد كسبنا موقفا فلسطينيا موحدا -ولو جاء متاخرا - يجب ان نحرص عليه رغم هشاشته.. والا نخسره تحت أي ظرف...!! رغم ان بعض الجهات المشبوهة تتجاهله لحساب هذا الفصيل او ذاك ..وجدير بنا القول ان من يراهن على غير الله وفلسطينيته....لن يحصد التمكين بل الخسران المبين ...!!
نحن في الحقيقة كبشر لا نملك أي تغيير في قدر الهي كتب علينا باسباب ومسميات ومجريات... فان اراد الله لنا السلامة لن يعجزه شيء وان اراد جل في علاه ان نكون الوجبة الثانية اوالثالثة في الشهادة فلا راد لقضائه...فمعظم الشهداء الذين صعدوا للسماء من الشيوخ والاطفال والنساء لم يكونوا من المرابطين في الثغور..!! بل هرست عليهم بيوتهم هرسا.
كلي قلق على شعبي ..!! ولم اعد اهتم بمن يتجاوز حدود الاختلاف في الراي واللياقة الى المزايدة والاتهام بالانهزامية والارجاف..!! واذا كان الخوف على ابناء وطني يستحق مثل هذا الوسام.. فانا افخر كل الفخر بذلك .. وانا على ثقة بان التاريخ سيكون ولو بعد فوات الاوان افضل مدرس لكل الاغبياء الذين شبه لهم ويظنون انهم انما اوحي لهم الحق والحقيقة حصريا دون غيرهم.
لا تكفي العدالة والاحقية ...لتحقيق المطالب في واقع مادي يفتقر الى اهم القيم الانسانية .. وانما بما لديك من ضغط القوة والنفوذ فقط تستطيع ان تحقق ماتريد..!! وما عدا ذلك من مقولات ومسميات عن توازن الرعب والرصاص المصبوب والجرف الصامد والعصف المأكول فهو للاستهلاك التعبوي ليس الا ..
اعرف ان هناك من لا يستسيغ كلماتي ولومن باب الاجتهاد رغم انه يعلم اني لا اقل عنه انتماء و وطنية
واعرف ان هناك من يريد ان يكون شعبنا حقل تجارب رخيص لسوق اسلحة ..
واعرف ان هناك من يريد ان نكون عبيدا وخرفانا في مزارعه لا اكثر
واعرف ان هناك من يريد ان يصفي حساباته مع الاخرين من خلالنا..
واعرف ان هنا من يريد صادقا مخلصا ان يقاتل حتى الشهادة من اجل حرية مستحقة
واعرف ان هناك من يريد ان تنتصر رايته فقط حتى ولو صعد نصف شعبنا. الى الجنة.. ...!!
واعرف ان هناك من يريد ان يواصل عادته السيئة في الشتم والرجم والتخوين.. دون خجل..!!
اكتب وانا اقضم الساعات دون نوم وصولا الى الساعة الثامنة يوم الجمعة...القصف المتبادل يعود من جديد ونودع عشرة شهداء اخرين .. مما يدعوني الى التفكير بطريقة مغايرة ...
لماذا لا يكون غياب التهدئة افضل للمتفاوضين من اللهاث خلفها والتخفف من ضغط الحاجة الى تمديدها..؟!!
ولربما يساعد ذلك على انضاج الطبخة بسرعة او تشيط ..!!وبالتالي نعرف مصيرنا و لا تفترس اعصابنا حسابات الانتظار.. فكثير من الفرقاء تفاوضوا وتوصلوا الى اتفاق والمعارك مستمرة .
اني على ثقة اننا سنتجاوز عاجلا او اجلا عنق الزجاجة ..اما الى السماء او مواصلة الشقاء.. وعلى ثقة ايضا بان يد الله ستطال عاجلا او أجلا كل من سفك دمنا وكل تاجر وصمت على ذبحنا..!!
في النهاية اسعدني تصريح اسماعيل هنية بان (مصر شريكة في المقاومة) واقول بالفم المليان لكل من تطاول على مصر ام الدنيا في مقال او فضاء اواذاعة:اخرس ايها الاحمق....ثكلتك امك ولو كنت من قضاعة..!!
اللهم.. انا عبيدك لاحول لنا فتول امرنا.... ارشدنا الى سبيل النجاة وارفق بنا ....
اللهم ..توكلنا عليك فانت لا سواك حسبنا ..!!