الرئيس عباس اضعف من اللازم !

بقلم: رائد موسى

تعلل الرئيس الأمريكي اوباما بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اضعف من اللازم لتحقيق السلام وهنا نريد أن نبحث عن حيثيات هذا الضعف الذي يتعلل به اوباما.
فالرئيس ابومازن لو كان ضعيفا أمام شعبه هل يستطيع أن يستمر بالتقيد بالتزامات أوسلو من تنسيق أمني ونبذ للعنف بشكل خاص بالرغم من انتهاك الاحتلال لمعظم واجباته في الاتفاقية ؟؟
لو كان الرئيس ضعيفا هل كان بإمكانه أن يسير بمفاوضات التسوية لآخر الطريق بالرغم من جريمة التمدد الاستيطاني في الضفة بما فيها القدس ؟؟
لو كان الرئيس ضعيفا هل كان بإمكانه السير في إتمام المصالحة مع حركة حماس وتشكيل حكومة الوفاق بالرغم من كل التهديدات ؟؟
لو كان الرئيس ضعيفا هل كان بإمكانه ضبط إيقاع الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية بشكل دقيق يحافظ على زخم النضال بدون الانزلاق لفوضى تقضي على أسس الدولة المنشودة وعلى امن واستقرار المواطن الفلسطيني في أرضه ؟؟
لو كان الرئيس ضعيفا هل كان باستطاعته إنقاذ التمثيل الفلسطيني والحفاظ على المؤسسة الفلسطينية الرسمية بل ورفع مستوى تمثيلها في الأمم المتحدة بعد سيطرة حركة حماس على غزة بالقوة ؟ صحيح انه فقد جزء كبير من سلطته في غزة ولكن حركة حماس قد دخلت باب السلطة من خلال انتخابات مشروعة، فلا يعيبه أن شاركته سلطته، وفي غزة والضفة، ليس غزة وحدها، وما حشر حماس في غزة فقط هو خطيئتها في الانقلاب.
لو كان الرئيس ضعيفا لما نجح في الإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو الذين عجز سلفه بكل قوته الإفراج عنهم.
لو كان الرئيس ضعيفا لما كان له وفد فلسطيني برئاسة عزام الأحمد يفاوض في القاهرة باسم الجميع اليوم.
لو كان الرئيس ضعيفا لثار شعبه ضده امتدادا لما يسمى الربيع العربي ولنالت منه قناة الجزيرة كما نالت من زعماء عرب، ولكن حماه من ذلك ثقة شعبه العالية به، وشعور الجميع ببعد نظره في العديد من المواقف التي في ظاهرها غير مستحبه ومؤلمه وتحتاج إلى قوة وشجاعة في الإقرار بها، ولكن باطنها وطني ذو أهداف بعيدة المدى، وكلما مرت الأيام كلما اقتنع شعبنا بحكمة مواقفه.
والى كل من يشكك بان قبول الشعب بكل تصرفات الرئيس ما هو بسبب قوته وشجاعته وثقة شعبه به، بل لقوة رجال أمنه وسطوتهم على الشارع، فذلك أيضا مؤشر على انه لو كان ضعيفا لما نجح في ذلك.
اوباما يقول انه بحاجة لرئيس قوي كأنور السادات، وهنا أتساءل هل قوة أنور السادات نابعة من ذاته فقط أم من قوة مصر حجما وتاريخا وجيشا أمام إسرائيل ؟؟ هل تجوز مقارنة شعبنا المنكوب وقيادته بقوة مصر الدولة الكبيرة الحرة المستقلة أمام إسرائيل ؟؟ ورأيته قد أشاد بقوة رابين في صنع السلام دون أن يجرؤ الاقتراب من زعيمنا الشهيد الراحل ياسر عرفات !
اوباما بحاجة لرئيس غير ضعيف أمام ثوابت شعبه الوطنية، يريد رئيس يقبل بيهودية الدولة ويقبل بالتنازل عن القدس وحق العودة ويقبل بوجود قوات احتلال على ارض الدولة الفلسطينية ويقبل بحل داخل الضفة دون غزة، كي يقول عنه قوي وشجاع.
فهنيئا لنا برئيسنا الضعيف أمام ثوابتنا الوطنية.
ويا اوباما يا رئيس أقوى دولة بالعالم لا تعلل ضعفك وعجزك عن تحقيق السلام بتحميل المسؤولية لرئيس الدولة المحتلة الوحيدة في العالم !!!

رائد موسى – أستاذ علوم سياسية / جامعة القدس المفتوحة