اسرائيل تعيش في خدعه كبرى بعد ان اوهمت جمهورها والعالم اجمع على انها القوه الاقليميه المهيمنة والمسيطرة على المنطقه ، خدعة اسرائيل في انها القوه المهيمنة والقاعدة الامريكيه الغربيه لحماية المصالح لهذه الدول ، جعلها تظن ان بإمكانها التهرب من الحقوق الوطنيه الفلسطينيه وحق الفلسطينيين التاريخي في ارض فلسطين ، اغتصاب اسرائيل لأرض فلسطين وهزيمتها للعرب في حرب حزيران ادخلها في دائرة الوهم وجعلها تتصرف على انها قاعدة امريكا والغرب في المنطقه ، وزاد من خديعة اسرائيل لنفسها بتمكنها من عزل مصر عن محيطها العربي والإقليمي وإخراجها من دائرة الصراع العربي الاسرائيلي ، تحقق لإسرائيل حلمها في ترسيخ وجودها من خلال اتفاقية كامب ديفيد وعقدها للسلام مع مصر تبعها في ذلك سلسلة اتفاقيات بدءا من اتفاقية اسلوا للحكم الذاتي المحدود التي عقدت بين منظمة التحرير الفلسطينيه وإسرائيل وإسقاط اسرائيل لهذه الاتفاقية بتهربها من تنفيذ استحقاقاتها التي تقود لإقامة دوله فلسطينيه مستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 حيث اخلت حكومات اسرائيل جميعها بهذه الاتفاقية المحدده كاتفاق اطار لمدة خمس سنوات انتهت بنهاية 1999 ، واتفاقية وادي عربه بين الاردن واسرائيل حيث الاعتراف المتبادل ، وتمكن حكومات الكيان الاسرائيلي من اقامة العديد من العلاقات غير مباشره مع العديد من دول النظام العربي وفتح ونسج خيوط لعلاقات اقتصاديه واستثماريه في العديد من الدول العربية بحيث تمكنت بهذه الاتفاقات من اختراق قرار الجامعه العربية بمقاطعة اسرائيل اقتصاديا ، مكن الوضع العربي والهرولة العربية للتطبيع مع اسرائيل من عزل القضية الفلسطينيه عن محيطها العربي وتحويل اولوية الصراع وحرف بوصلة الصراع مع اسرائيل ليصبح صراع عربي داخلي مع نجاح امريكا بمخططها للمشروع الامريكي الصهيوني لنشر ثقافة الحرب المذهبيه الطائفيه ، انفرط العقد العربي لمواجهة مخططات اسرائيل التوسعيه بالحرب الامريكيه الصهيونيه على العراق واحتلال العراق بغطاء عربي ، نجحت امريكا في مخططها لترسيخ فكرة الكيان الصهيوني كقوة مهيمنة مسيطرة في الشرق الاوسط ، الربيع العربي ونشر ثقافة الفوضى الخلاقه استنادا لفكرة كوندليزا رايس ومفهومها للفوضى الخلاقه هو ضمن مخطط لتكريس مفهوم وتسويق اسرائيل كقوه اقليميه مهيمنه في المنطقه ، ابتدأ ترسيخ مفهوم القوه للكيان الاسرائيلي وتسويقه كقوة ردع في المنطقه في حرب اسرائيل على لبنان في 2006 وهدفها القضاء على حزب الله وعزل سوريا عن ايران ضمن مخطط تفكيك منظومة الممانعة بوجهة النظر ألاستراتجيه الامريكيه الصهيونيه بعد اغتيال رفيق الحريري الذي اغتالته اسرائيل بحسب تقارير الاستخبارات الامريكيه ، تحطمت نظرية الردع الاسرائيلي بصمود حزب الله وانتصاره على اسرائيل وقد عبر الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن بكتابة مذكراته عن انه صعق بهزيمة اسرائيل وعدم تمكنها من هزيمة حزب الله وبحسب نص مذكراته ان طلب من وزيرة خارجيته كوندليزا رايس بسرعة التحرك لنجدة اسرائيل وللحيلولة دون سقوط حكومة فؤاد السنيوره ، نظرية اسرائيل الكبرىوتسويقها كقوة ردع بدأت تتهاوى ومشروعها يتهاوى امام تلك المستجدات والوقائع التي فرضت نفسها على جوهر وحقيقة الصراع وأدركت امريكا ان حماية اسرائيل تتطلب استهداف سوريا وإيران حيث فشلت كل المحاولات لإسقاط الدوله السوريه وفشلت اسرائيل بإسقاط المقاومه في حربي 2008 و2012 على قطاع غزه حيث عجزت اسرائيل عن اعادة الاعتبار لقوة الردع الاسرائيليه ، المشروع الامريكي الصهيوني تحطم على ارض الصمود لسوريا حيث فشلت كل المحاولات العربية لإسقاط الدوله السوريه وفشل مشروع تقسيم سوريا حيث نجح الربيع العربي لتحويل ليبيا الى دوله فاشلة وأصبحت تشكل خطرا على المنطقه وخاصة على مصر والجزائر وتونس ونجحت السياسه الامريكيه الصهيونيه بتقسيم السودان ونجح مخطط تقسيم واستهداف العراق بحرب مذهبيه طائفيه ، وان ما تشهده المنطقه من انتشار للحركات التكفيرية والمجموعات المتطرفة ونشر الثقافة التي تقود للحرب المذهبيه الطائفيه التي تشهدها المنطقه حيث استغلت اسرائيل كل ذلك وشرعت بعدوانها على الشعب الفلسطيني بحربها التدميريه على قطاع غزه 2014 ، حرب اسرائيل على الشعب الفلسطيني كشفت حالة الخدعه التي تعيشها اسرائيل وحقيقة انها اوهن من بيت العنكبوت ، هذه القوه الغاشمة وهذا الجبروت للكيان الاسرائيلي تحطم على صخرة الصمود للشعب الفلسطيني ، عجزت الة العدو الاسرائيلي من قهر الاراده الصلبه لقوى المقاومه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني ، لم ترعب مجازر اسرائيل وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني الفلسطينيين ليهجروا ارضهم بال العكس من ذلك بدى مدى الاهتمام بالتمسك بالارض والصمود الاسطوري بذلك ولم تقلل جرائم اسرائيل ومجازرها من عزيمة وصمود الفلسطينيين في مواجهة العدوان الاسرائيلي ، تجردت اسرائيل من كل اخلاقياتها وضربت بعرض الحائط بكل الاتفاقات والمعاهدات الدوليه وهدمت البيوت على ساكينها وقصفت المساجد والمستشفيات والمدارس وتعرضت لطواقم الاسعاف والصحفيين ورغم ذلك لم تستطع اسرائيل من تحقيق انتصارها على الشعب الفلسطيني وتكشفت حقيقة الكيان الاسرائيلي وتبين للعالم اجمع حالة الوهن والضعف الذي عليه الكيان الاسرائيلي وهي اوهن من بيت العنكبوت ، اسرائيل جسدت سياسة الفصل العنصري بما اقدمت عليه من استهداف للمدنيين الاطفال والشيوخ والنساء وبشهادات دوليه وإقليميه ومنظمات انسانيه ومجلس حقوق الانسان ، اسرائيل بمجازرها وما اقدمت عليه من جرائم جميعها ترقى الى مستوى ارتكاب جرائم حرب اخترقت القانون الدولي الانساني وكافة المعاهدات والاتفاقات الدوليه وبخاصة اتفاقية جنيف الثالثه والرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب ، اسرائيل خسرت الحرب اخلاقيا بعد ان تكشفت عنصريتها وتجردت من كل المثل والأخلاقيات ، لم يعد بالإمكان خداع العالم بحقيقة عنصرية الكيان الاسرائيلي وإسرائيل تخدع نفسها وجمهورها بأنها ما زالت تملك قوة ردع يخيف الخصم ، فقدت اسرائيل من اهميتها وقوتها الردعية بهذه الحرب وذلك بصمود الشعب الفلسطيني وقدرة المقاومه بصمودها من خلخلة النظرية الامنيه الفلسطينيه ، المقاومه الفلسطينيه تمكنت من ضرب نظرية الامن الاسرائيلي وأكدت للعالم اجمع بطلان حجة اسرائيل بالحدود الامنه وتمكنت المقاومه من ضرب عمق الكيان الاسرائيلي وتمكنت من نقل المعركة للأرض التي يتواجد فيها جيش الاحتلال الاسرائيلي وفرضت ترحيل قصري على سكان المستوطنات وفرضت حظر جوي مدني على الكيان الاسرائيلي لأول مره في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ، لم يعد هناك مجالا للتأويل او الاجتهاد ان اسرائيل تخدع نفسها وأثبتت انها اضعف من بيت العنكبوت وان الكيان الاسرائيلي بوجهة امريكا والغرب لم يعد القاعدة التي بإمكانها حماية المصالح الامريكيه والغربية وان هناك تقييمات تجري على مستوى مراكز الدراسات ألاستراتجيه الامريكيه والغربية عن حقيقة اسرائيل وعن كيفية قدرة المقاومه في الصمود الاسطوري وقدرة الشعب الفلسطيني بقوة الارادة الانتصار على الة التدمير التي يملكها جيش الاحتلال الاسرائيلي ، ان اسرائيل تحاول ان تكسب بالسياسة لتعويض ما خسرته بالميدان وان حكومة العدو الاسرائيلي تستقوي بالنظام العربي المنخرط بالمشروع الامريكي الصهيوني لتحقيق امن اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينيه ، ان مفاجئة الكيان الاسرائيلي والنظام العربي بوحدة الموقف الفلسطيني ضمن الورقه الفلسطينيه بالمطالب الموحده والمحقة التي يطالب بتحقيقها الفلسطينيون ضمن مشروعهم التحرري يصرون على ضرورة التزام الكيان الاسرائيلي بتنفيذ التعهدات التي التزمت ووقعت عليها حكومات الكيان الاسرائيلي السابقه بشان المطار والميناء والممر الامن ، وان حكومة الكيان الاسرائيلي تستقوي ببعض المواقف العربية التي تدعم مواقف الكيان الاسرائيلي المتعنتة والتي تكشف حقيقته وحقيقة داعمي هذا الكيان العنصري ، ان هذا الكيان هو اوهن من بيت العنكبوت وان الاستقواء بالنظام العربي المنخرط بالمشروع الامريكي الصهيوني اصبح يخشى على نفسه من نتائج العدوان ، وان الة الاعلام الصهيوني تجند نفسها لإحداث انقسام في الموقف الفلسطيني وان البعض ممن يطلقون المواقف والتصريحات يخدمون الموقف الاسرائيلي لإحداث الشرخ والانقسام وان ما طرحته وزير القضاء الصهيوني تسيبي ليفني وما وصفته بخطة تتضمن تخفيف الحصار عن قطاع غزه ووقف اطلاق النار تصب ضمن محاولات احداث شرخ في الموقف الفلسطيني الموحد ، ان اسرائيل تخدع نفسها بمواقفها وتصلبها وتعنتها من المطالب الفلسطينيه المحقه وان الاراده الفلسطينيه تنحى منحى تاريخي بتمسكها بوحدتها وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة التوافق الوطني وان المنحى التاريخي الفلسطيني هو بالوفد الموحد وبالتمسك بضرورة تنفيذ حكومة الكيان الاسرائيلي للمطالب المحقه والتي تعهدت حكومات سابقه وتنصلت من تعهداتها واغلب الظن ان الفلسطينيون اليوم على ابواب مرحله تاريخيه بوحدة موقفهم وبإصرارهم على ضرورة تنفيذهم مطلبهم ضمن مشروعهم الوطني التحرري الذي يقود للتحرر من الاحتلال الاسرائيلي وان اسرائيل ملزمه بذلك وهي تعي وتعلم ان خداعها لن يطول وأنها بالفعل كيان اوهن من بيت العنكبوت ، مما يتطلب من النظام العربي تغير حقيقي يقود لممارسة الضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني لتغيير مواقفها والتجاوب مع المطالب المحقه للشعب الفلسطيني ، لقد فشلت محاولات حرف بوصلة الصراع ونجح الشعب الفلسطيني بصموده الاسطوري من تصويب البوصله والاثبات ان بوصلة الصراع وجوهره يبقى منحصر بالصراع مع اسرائيل وان ما عداها من الصراعات المفتعله لن تتمكن من تحقيق امن اسرائيل او تحقيق الامن للنظام العربي الذي عليه ان لا يراهن على قوة الردع الصهيونيه وان لا يراهن على امريكا والغرب والتي اصبحت توجهاتها ووجهتها لتامين مصالحها نحو من يستطيع تحقيق ذلك بعد ادراكها ان العرب منشغلون بخلافاتهم وبعدين عن اولى اولويات قضاياهم وهي القضية الفلسطينيه التي عادت لتشكل محور الصراع وتستقطب الاهتمامات والتجاذب الاقليمي