يرى الظالمون والديكتاتوريون أن فكرة التفويض التي اخترعها المجرم عبد الفتاح السيسي في القضاء على آلاف المواطنين تحت جنازير الدبابات وبسلاح البلطجية لأنهم رفضوا الانقلاب ودافعوا عن الشرعية؛ كانت وسيلة مهمة للبقاء ودفن الآخر، فتكرر المشهد عدة مرات ولكن في إطار عربي داخلي؛ غير أن التفويض القادم وبكل وضوح تعدى ذلك نظرا لوجود إرادة شعبية مقاومة في وجه الظلم وخوف أنظمة استبداد على حكمها والكراسي التي يعتلونها، فكان خطاب مختصر قبل أيام لملك عربي لم يدن الاحتلال الإسرائيلي ولم يطالب بحرية الشعب العراقي بل كان واضحا في التفويض على زوايا متفرقة.
تفويض أمريكي بامتياز للقضاء على الثورة العراقية وهذا ما كان واضحا من زعيم يقول بأنه ملك أكبر دولة إسلامية حينما يصف الثوار بالإرهابيين؛ ليكون ذلك تفويض مريح لأوباما بأن يتدخل عسكريا في العراق وملامح التدخل باتت واضحة في الفترة المقبلة، غير أن الملك نفسه فوض الاحتلال الإسرائيلي بأن يوسع حربه على غزة والمقاومة فكان من نتنياهو أن التقط هذه الفرصة التي يبحث عنها طويلا خلال الفترة السابقة في خطابات النفاق العربي.
إذاً اجتمعت الأحزاب على المقاومة والأحرار والتاريخ كتب عن مثل هذه المواقف؛ ولعل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أول من خط النصر في معركة الأحزاب على هذه الجموع التي أخذت التفويض فكان وبالا عليها، لذا فالتفويض العربي الممتد من الإمارات والسعودية وصولا إلى نظام السيسي وأدواته في ليبيا والتفويض المبطن لبشار الأسد كلها باتت أكثر وضوحا، غير أن مسار ما بعد التفويض للأمريكان والاحتلال الصهيوني هو الذي سيحدد مصير تلك الأنظمة والتي نرى بأنها قريبا سيوقع الشعب قرار التفويض الحقيقي بإزالتها بدءا من السيسي وليس انتهاء بغيره ممن اعتقدوا أنهم بعيدين عن أماكن النار التي أشعلوها.
كنت أتمنى أن يكون اليوم الذي يأتي لا يوجد فيه منافق في دائرة المؤمنين؛ وها هو بدأ يلوح فشعوب حرة تنتفض لا يضرها من يقف في وجهها أو من يفوض بقتلها أو من يحاربها لأنها تعلم بأن كل أولئك المرجفين معهم أمريكا والصهاينة وأن الله مع أصحاب الحق ولن يخذلهم؛ وما هزائم أمريكا في أفغانستان والعراق سابقا ولاحقا وهزيمة الاحتلال في فلسطين وفشل المنبطحين كلها علامات نصر كبير قادم فاتورته دماء آلاف الأبرياء جراء تفويض الديكتاتورية والخيانة لآلة الحرب الغربية والصهيونية.