حتى لا نظلم نتنياهو بعدم قول الحقيقة التي يستحقها باعتباره الظالم القاتل ذات المنطلقات العنصرية الارهابية كما غيره من قادة هذا الكيان العنصري الذي ارتكب من الجرائم والمجازر الدموية وما أحدثه من دمار وتدمير يفوق كافة التصورات الانسانية وحتى العسكرية اثناء العدوان ضد شعب محتل .
الكم الكبير من الدمار بالبنية التحتية والمؤسسات الوطنية وقتل وجرح الالاف من الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير الالاف من منازل المواطنين وحتى المساجد انما يعبر بمجمله عن عنصرية فاشية وارهاب منظم تمارسه دولة غير ملتزمة بالقوانين والمواثيق الدولية وحتى عضوية مؤسسات الأمم المتحدة .
دماء طاهرة وأرواح بريئة لعدوان اجرامي لم يكن مبررا لكنه مخططا ومفبركا بطريقة ذات خيوط متعددة كاتب السيناريو فيها لم يستطع توقع النتائج والخسارة الكبيرة والصورة التي ستشهد على تاريخ هذا الكيان بكل ما فيها من دموية ووحشية وفاشية عنصرية .
عودة للتاريخ وما بعد العدوان الثلاثي بالعام (56) واحتلال قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي كان بن غوريون رئيس الحكومة الاسرائيلية في ذلك الوقت يطلق من التصريحات ويظهر من التعنت السياسي ما يحول دون امكانية الانسحاب من القطاع ولم تمر ساعات قليلة حتى أفاق أهالي القطاع على الجيش الاسرائيلي وهو ينسحب تماما الى حدود الهدنة المتعارف عليها حاليا والانسحاب أيضا من شبه جزيرة سيناء بعد مقاومة عنيفة قام بها الجيش المصري وأهالي مدن القناة.
واليوم نتنياهو قد أظهر من التشدد والتعنت والعنصرية استحالة سحب قواته من المناطق الحدودية للقطاع في ظل عدوانه وحصاره ووعيده ومن خلال قادته العسكريين واعلامه الممنهج ذات الأبعاد النفسية والسيكولوجية والذي يصور ترسانته من خلال دباباته وطائراته وقواته حول القطاع مهددا ومتوعدا بتوسيع العمليات العسكرية واحتلال القطاع واغتيال القادة الفلسطينيين مغيبا نفسه وقادته عن مجرى العمليات ونتائجها وما جرى لجيشه الذي تم قهره حتى ولو كان الثمن غاليا وعزيزا من خيرة أبناء شعبنا وفلذات أكبادنا وبيوتنا ومؤسساتنا .
قبل ساعات قليلة من انتهاء مدة التهدئة والتصريحات الشاردة والواردة والتي توحي أن الانفجار قادم وأن التهدئة على وشك الانتهاء وأن العدوان سيتجدد حتى قبل دقائق من انتهاء مدة التهدئة كان نتنياهو غائبا بفعل فاعل وأعضاء الكابنيت لا يعرفون أين ستتجه الأمور تضليلا للرأي العام الاسرائيلي مما يؤكد على أن هذه الحكومة الاسرائيلية قد فشلت سياسيا و عسكريا وحتى اعلاميا وانها لم تحقق أهدافها كما الحكومات السابقة وحتى منذ تأسيس هذا الكيان لم يستطع أن يحقق أهداف الحروب والعمليات العسكرية العدوانية التي قام بها وأن كل ما كان يقال من أهداف استراتيجية لم يتحقق منها الا مزيدا من سفك دماء الأبرياء وكبر سجل المجازر التي قامت بها , والة التدمير المستخدمة وما صاحبها من جرائم ومجازر... من تشريد وتهجير للأبرياء وتأكيد على مدى عنصرية وارهاب هذه الدولة والتاريخ حافل منذ العام (48) وبرغم النكبة التي ألمت بشعبنا من تهجير وتشريد فقد أحاط شعبنا الفلسطيني بأرضه وحتى داخل وطنه وأصبحوا يشكلون قنبلة بشرية ديمغرافية عبر مراحل التاريخ مؤكدين لهذا الكيان على تمسكهم لحقوقهم الوطنية المشروعة وحق عودتهم لأرضهم وأن هذه الدولة المارقة لن تنعم بالأمن على حساب أمننا وحريتنا واستقلالنا.
حروب عديدة خاضتها اسرائيل لم تستطع أن تحقق أهدافها الاستراتيجية ولا حتى تكتيكاتها الانية برغم تفوقها العسكري وتحالفها الدولي مع الولايات المتحدة لأن الشعب الفلسطيني وقواه السياسية قد أكدوا بإرادتهم الصلبة وتماسكهم الوطني وقناعاتهم الراسخة أن حقوقهم وايمانهم بالنصر القادم لن تهزه أو تسقطه الة العدوان والدمار وأن طوقنا البشري وحصارنا لمن يحاصرنا بما نمتلك من حقوق ولأن هذه الدولة العنصرية الارهابية لم تستطع عبر كافة المحطات التاريخية من تعلم دروس التجربة واستخلاصاتها وأن نهجها المعتمد على لغة القوة والبطش والعدوان يخسرها ويشوه صورتها بأكثر مما هي عليه... لأن الشعوب لا تموت... ولا تنتهي... ولا تشطب ... ولأن الحقوق لا تسقط بالتقادم ... حتى ولو مات منا المليون لأننا وقد أصبحنا 12 مليون بنسبة تعليم عالية تفوق كافة دول العالم وبشعب حي وقادر على الابداع والابتكار والصمود والعيش بكافة الظروف وبتكافل اجتماعي وانساني يفوق الكثير من الشعوب الأخرى .
القنبلة الديمغرافية أشد خطورة وأكثر حسما للصراع حتى وان كانت اسرائيل تمتلك القنابل الذرية والنووية كما تمتلك ترسانة أسلحة متقدمة لم تستطع أن تحسم المعركة أمام الشباب المقاوم الذي لا يمتلك الا عقيدة النصر أو الاستشهاد .
نتنياهو والفشل السياسي والعسكري الذي ألم بحكومته المنقسمة على نفسها والمترددة في حسم موقفها من خلال المشهد الاسرائيلي برمته والذي أظهر ارباكا واضطرابا وخسائر فادحة سيتم الكشف عنها لاحقا كما الصورة البشعة التي بدت واضحة لهذا الكيان أمام كافة دول العالم .
لقد انكشف زيف الموقف الاسرائيلي حتى أمام الحليف الأمريكي وما أحدثته اسرائيل للولايات المتحدة من اساءة اضافية وكراهية متجددة نتيجة هذا الدعم الأعمى لمن تدعي الديمقراطية والحرص على الأمن والسلام العالمي والتي تتغنى بقدراتها العسكرية وسلاحها يفقد قدرته وقوته أمام سلاح المقاومة الفلسطينية , لقد فعلت حكومة نتنياهو بفشلها العسكري والسياسي ما أربك الجبهة الداخلية الاسرائيلية كما أربك خارطة التحالفات الدولية وما تم صناعته عبر عقود ماضية أن اسرائيل رأس الحربة لأمريكا وحلفائها والتي يتم من خلالها التهديد والوعيد لكل من يرفع رأسه بالمنطقة العربية .
وها هو الفشل الاسرائيلي بكل انعكاساته على الولايات المتحدة أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وقد هزم السلاح الأمريكي الاسرائيلي كما هزمت ارادة الجندي المحتل , وأصبح المشهد أكثر تجليا ووضوحا أن النصر حليفنا بقليل القليل من الامكانيات وبما نمتلك من ارادة وصلابة وتماسك وأن معيار الانتصار ليس بقتل الأبرياء... وانما النصر بالبقاء والثبات والاصرار على تحقيق الأهداف .
ونحن وقد انتصرنا لأن ارادتنا لم تنكسر... وعزيمتنا لم تهتز... وايماننا لم يتزعزع ... ومعنوياتنا لم تحبط... وتماسكنا من خلال جبهتنا الداخلية أكثر قوة وصلابة... وأن وحدتنا سلاحنا وخيارنا... وأن مقاومتنا قد أثبتت جدارتها وقدراتها التي فاقت كافة التصورات ... وأن وفدنا الموحد والمفاوض كان على قلب رجل واحد ... بينما صورة المشهد الاسرائيلي المعاكس وعلى كافة المستويات يؤكد على عكس ما كنا عليه وأن القادم سيكون سقوطا مدويا لحكومة نتنياهو وائتلافه الحكومي .
الكاتب
وفيق زنداح