فتح وحماس .....احذروا الأنجاس

بقلم: منذر ارشيد

الموضع كتبته منذ ثماني سنوات ولكنه يُقرأ اليوم

لأنه فيه الكثيييير مما يُفيد اليوم


فتح وحماس .....احذروا الأنجاس

بسم الله الرحمن الرحيم
فتح وحماس .....احذروا الأنجاس
العميد منذر أرشيد
6—5--2005
حذاري.. حذاري نعم احذروا مما يحاك في الخفاء لكل منكما ولكل الشعب الفلسطيني
وعندما اتحدث عن فتح وحماس دون غيرهما فلا داعي لشرح الأسباب.
حركة فتح:
كانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني والتي كانت ايضا القائد ورأس الحربة في المشروع النضالي الفلسطيني الذي رفع اسم فلسطين عاليا بعد ان كان اليأس هو الشعور السائد بعد هزائم العرب المتتالية وتميزت حركة فتح بالشمولية الوطنية من حيث التاييد والدعم حتى الانتماء من خلال برنامجها الكفاحي الذي لامس الصميم في مشاعر واحاسيس الناس حيث كان برنامجها بسيط غير معقد كالسهل الممتنع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (في كل كلمة معنى كبير حركة تحرير وطن فلسطين) طبعا وقبل كل شيء كان الفعل والعمل الذي ايقظ الامة من كوابيس المذلة والهوان من خلال قواتها العاصفة التي ضربت العمق الصهيوني ذاك الوقت.نعم استطاعت حركة فتح استقطاب الجماهير العريضة ليس في فلسطين فقط بل في العالم العربي والاسلامي وخاصة انها اعتمدت الآية الكريمة (انا فتحنا لك فتحا مبينا)حيث نالت تعاطف كل المؤمنين رغم انها لم تكن اسلامية الفكر والجوهر كان لعدم طرح فكر معين حيث عومت الحركة فكرها فلم تعلن انها ماركسية ولا اسلامية ولا حزبية رغم ان قيادتها جائت من خلفيات حزبية كالقومية العربية, والبعثية والاخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرها من الاحزاب التي كانت منتشرة في بداية منتصف القرن الماضي والتي ضمت تحت الويتها معظم الوطنيين مما فتح الباب لكل صاحب فكر ومن اي فئة او حزب ان ينتظم في الحركة ,وشيئا فشيئا بدأت تتبلور العلمانية في بعض توجهاتها مع مرور الوقت اذا حركة فتح استطاعت ان تقود حركة التحرر الفلسطيني من خلال التوازن الذي انتهجته امام التيارات الاخرى والتي كانت قوية كالجبهة الشعبية على سبيل المثال والتي اخذت طابعا قوميا في البدايا ثم ماركسيا مما اكسبها تأييدا محدودا و لم يكسبها تأييدا شاملا من الشعب الفلسطيني الذي كان يرى في فتح اقرب اليه من خلال طرحها العام الذي شمل معظم الاتجاهات بما فيها الاتجاه الإسلامي.
حركة حماس:جاءت متأخرة للعمل الميداني في الصراع مع اسرائيل ولكنها طرحت نفسها وبقوة من خلال برنامجها الذي اعتمد القرآن نبراسا وفكرا ومعتقدا..والجهاد في سبيل الله اسلوبا لتحرير فلسطين, مما جعلها تدخل إلى الوجدان الشعبي الذي كان حائرا امام تداعيات العمل الفلسطيني الذي لم يحقق برنامج التحرير الذي طرح بقوة و رغم كل التضحيات التي بذلت لدحر الاحتلال وتحقيق الاهداف التي طرحتها الفصائل وعلى راسها حركة فتح ,ومما عزز ظهور حماس بهذه القوة وخاصة مع بداية الانتفاضة الاولى حيث انها اظهرت الحلقة المفقودة التي كان الناس يبحث عنها في اسباب التراجع النضالي وفي مسألة الفكر والمعتقد حيث وجدوا في حماس ضالتهم من خلال طرحها العقائدي الذي كان غائبا في الساحة الفلسطينية رغم انه في وجدان الامة من خلال الشعور المتأصل لدى الغالبية واعني الدين والتربية التي تربى عليها الناس ولا نريد الدخول في التفاصيل المعروفة لدى الناس فهي كثيرة وغاية في التعقيد ولست هنا محللا بقدر ما احاول ان اضع ارضية لمنطلق حديثي ومقصودي.
إذن حركتان متألقتان في ساحة النضال الفلسطيني تتنافسان في كسب تأييد الشارع كل حسب برنامجه المعروف فحركة فتح وبتجرد أقول انها وهي صاحبة المشرع الاول في الكفاح من اجل التحرر لها الحق أن تحاول الثبات والوصول الى ما تصبو اليه في السلطة والمجتمع الفلسطيني من خلال تضحيات قادتها الكبار وما اكثرهم وما اغلاهم على النفوس والقلوب وتضحيات ابناء الشعب الفلسطيني من كوادرها وشهدائها الابرار
ولكن إذا كانت الفكرة والمقولة:إن وقت الحصاد قد حان كما روج او صرح به البعض...فانا أقول أي حصاد هذا !!! ونحن ما زلنا نرزح تحت مذلة الدبابات الاسرائيلية وجرافاته التي تبيد ابناء شعبنا وتحطم احلامهم رغم كل ما تنازلنا به من اجل السلام نعم يحق لفتح ان تستاثر بمعظم المنجزات التي تتحقق بعد كفاح طويل ومرير ولكن ما هي هذه الانجازات وهل نحن في زمن الاستقلال الذي كنا نتطلع اليه!!! وهل حققنا النصر المبين ,وهل نحن ورغم مشروعنا السلمي الذي دفعنا ثمنه اغلى ما نملك لا بل اكثر مما دفعنا اثناء الحرب والنضال الوطني هل بالفعل وصلنا الى ارضاء الطرف اللآخر في ان ينعم ويحنوا علينا ويمنحنا الهدوء والاستقرار حتى نبداء بالحصاد واي حصاد مر هذا !!!
وحماس نعم وكما أسلفت رغم أنها جاءت متأخرة إلا أنها أصبحت رقما كبيرا يوازي حركة فتح في التأثير على الساحة الفلسطينية وكل هذا كان لاسباب كثيرة اولها الجهاد والعمل الميداني الذي هز كيان اسرائيل من البحر الى النهر ولا ننسى أنها استطاعت أن تدخل عقول وقلوب الكثيرين من خلال برامجها الاجتماعية والتنموية والتربوية والتي كانت ظاهرة للعيان من خلال الجمعيات الخيرية الفعالة ومارس أعضائها وقياداتها التي لم نسمع عنهم ما يمس الخلق العام او نظافة الكف لا بل أكثر من هذا الاستقامة والتديين الذي يكسب ثقة الناس فتح حصدت ما حصدت من خلال استاثارها بالسلطة وكان لها الحظوة في معظم مؤسساتها الامنية والاقتصادية والاجتماعية والحكومية, ومن خلال التجربة المريرة التي غاب عنها اقطاب فتح والتي كان يمثلها القطب الواحد وهو الرئيس الراحل والذي كان العامود الرئيسي وكان بمثابة الاول والآخر وللاسف حيث لم يكن هناك قيادة جماعية بالمعنى الصحيح وقد عطلت فعالية الكثير من القادة حتى التاريخيين اما لغيابهم عن السلطة ووجودهم في الخارج او حتى المتواجدين ممن لم تتح لهم الفرصة او لم يفعلوا دورهم بشكل مؤثر .. بمعنى ان ابا عمار كان يمثل كل شيء مما اثر غيابه المفاجيء والذي لم تكن قد حسبت حركة فتح حسابه لا من قريب او بعيد على افتراض وكأنه دائم يستحيل غيابه حتى ان احد القادة قال قبل خمس سنوات لأحد الصحفيين: لا اتخيل فلسطين بدون ياسر عرفات!!!!
وفي المقابل نرى ان حماس رغم خسارتها الفادحة في معظم قياداتها الا انها لم تتاثر بهذه الدرجة وخاصة انها فقدت ما يوازي فتح من خلال بعض قاداتها وخاصة قائدها الشيخ ياسين نجد أنها فقدت قائدا وعمودا من أعمدتها وليس قائدها الأوحد وعامودها الوحيد فوجدنا أن بنيانها الداخلي لم يتأثر كثيرا.
من هنا نجد ان حركة فتح لم تتبنى استراتيجية قيادية سليمة كما هو الحال في التجمعات الحزبية او الثورية العالمية, فغياب الراحل ابا عمار حمل معه إرباكا لدى التنظيم رغم السرعة فيتعيين رئيس للحركة وانتخاب رئيس جديد للسلطة,ولكن نجد أن هناك تداعيات حصلت للحركة في الانتخابات الاولية وبدون ان ادخل في تفاصيل ما حدث ويحدث الآن فانا اقول ان وضع فتح ليس كما كان قبل سنوات ويجب ان نعترف بهذا صراحة ان مسألة السلطة ليست مغنما كبيرا ولا ذاك الترف السياسي الذي يجب ان نلهث خلفه وخاصة اننا ما زلنا تحت الاحتلال والهيمنة ولم نصل الى الاستقلال ومع هذا فما العيب في تداول السلطة بين مختلف فئآت الشعب الفلسطيني ...وهل هو حكر على فئه دون اللأخرى !!! وما دمنا نتحدث عن الشفافية والديمقراطية فاين المشكلة اذا ؟
وعندما نتحدث عن سلطة وحكومة ومؤسسات نترك جانبا الصراع مع العدو وهو امر لا احدده انا ولا اي كاتب ولا سياسي... ولا حتى قارئي الطالع والمنجمون مهما بلغوا من البراعةفي استقراء المستقبل......!!!! فالأمور تسير بمشيئة المولى عز وجل ويقول سبحانه (وقل اعملوا وسيرى اله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم إذا لنترك هذا الامر جانبا والمستقبل كفيل باطلاعنا على النتائج فحماس التي وضعت برنامجها الجهادي في اولويات خططها لم تكن تتحدث عن السلطة او توليها الحكم ,ولكنها أخيرا وبعد كل ما استجد من ظروف وخاصة انها جنحت للتفاهم مع السلطة من باب التعقل والتمنطق بالمنطق وفهم الواقع والحرص على وحدة الصف الفلسطيني وتماشيا مع الضغوط الكبيرة (والحق العيار الى باب الدار) من هنا أجد ان الامور تتجه الى الاتجاه الايجابي هذا ان احسنا الظن واحسن الجميع التصرف ,واذا اقررنا بحق كل واحد من ابناء شعبنا ان يختار من يمثله في صناديق الاقتراع من باب الممارسة الديموقراطية.
فتح وحماس حركتان تكونتا من عوامل كثيرة اهمها العامل البشري والبشر من المخلوقات التي خلقها الله... تتصف بالخطاء والصواب...بالخير والشر فلم يخلق الله بشرا اسمهم فتح...ولا بشرا اسمهم حماس بمعنى ان الخصوصية والكمال لله وحده والبشر كل يختار اين يتجه حسب رؤيته الخاصة وعندما نتحدث عن التنظيمان الرئيسيان نتحدث بشكل حيادي (وانا فتحاوي ) وكما قلت متجردا من الفئوية بإذن الله ,فلا يجوز ان نسوق الاخطاء التي يرتكبها الافراد على الجماعات الا في حالة واحدة عندما يؤيد التنظيم خطاء يرتكبه عضو من أعضائه وان ما حصل أخيرا في حادثة قتل الفتاة انما هو عمل جبان مجرم ادانته كل القوى بما فيها حماس...ولكن أبواق مغرضة استغلت الموضوع لاهداف خارجة عن المنطق بل هي شريرة تريد الاصطياد في الماء العكر ,وعلى سبيل المثال نرى بعض الكتاب يكيلون الاتهامات الى حماس او الى فتح ينطلق الواحد منهم من منطلق تنظيمي ضيق وهو يضر تنظيمه اكثر مما يؤثر على التنظيم الآخر وخاصة عندما يثبت زيف ادعائه وإذا كنا نبحث عن اخطاء فالاخطاء كثيرة هنا وهناك وحتى عند حماس ولكن ليست مقياسا تقلب الموازين رأسا على عقب ولا يمكن لاي حادثة فردية ان تقلب الأمور مرة واحدة وحسب الأهواء.
اذا ليست فتح ولا حماس بتنظيمهما العريضين مسؤولان عن المئآسي والجرائم التي يرتكبها لص او مجرم او زاني على سبيل المثال وان ما يحدث احيانا من خلال ابواق تصرخ هنا وهناك عبر وسائل الاعلام والافراد او البيانات في التهجم والاتهام والاستفزاز او التخوين انما هي مبعث شك وقلق وشبهات مريبة يجب الانتباه لها من كلا الطرفي...الكل يدرك ما اعني ونحن ما زلنا جميعا نعاني من تداعيات مفاسد حدثت استنفذت وقت وجهد الجميع من اجل تضييق الخلاف وعدم نشوب ازمات بينما اسرائيل تصعد من عدوانها وتستغل انشغالنا بامورنا الداخلية ومشاكلنا التي يجب ان لا تكون أصلا...فكل مشاكلنا هي الاحتلال وسلوكه القاتل.
نعم للحريصين من كلا التنظيمين المناضلين وقادتهما وكوادرهما الابطال رحم الله الشيخ احمد ياسين الذي كان عقلا وفكرا وزهدا وتفانيا من اجل الوحدة الوطنية ولم تهزه النوائب ولا الاعتقالات ولا الاهانات التي تعرض لها ابنائه وجعل من الصبر طريقا للنصر....ورحم الله ياسر عرفات الذي ابقى شعرة معاوية مع الجميع ولم يسمح بالتجاوز على الاخوة في السلاح والكفاح رحم الله الرنتيسي الذي كان يزمجر غضبا ولكنه لم ينفس غضبه الى في وجه الاعداء وما أجمل أبا زهري الناطق الإعلامي لحماس وهو يتحدث ويقول (اذا ضغطت علينا السلطة سنرد باتجاه العدو) علامات وإشارات تقول (اللي خلف ما مات) وهذا شعب حي لن يموت وما دام هؤلاء بيننا ابناء فلسطين المخلصين الاوفياء لله والوطن فنحن بالف خير,والرسول اخبنا عنهم حيث قال احبائي احبائي ... واكناف بيت المقدس القابض منهم على دينه كالقابض على جمرة من نار,على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم...أنهم في بيت المقدس واكناف بيت المقدس. وجيل يذهب ويأتي جيل اكثر حنكة وتجربة ومراسا آخذا بالدروس والعبر..ورغم هذا وذاك فانا اجد ان الامور تسير بشكل عقلاني فنجد أن الرئيس أبا مازن ورغم ما قال وما قيل وما يقال نجد انه أخذ الامور بعقل ومنطق ولم يبالغ رغم كل تعهداته للجانب الامريكي وما نصت عليه خارطة الطريق,فهو يستعمل كل حنكته في ضبط الايقاع من خلال (لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم) ورغم أن هذا ليس ملائما لنا كفلسطينيين ولكن ما العمل !!!! ونحن نرى هذا الضغط الهائل الذي يمارس عليه من اجل ضرب القوى المسلحة,و نرى أيضا عدم رضى اسرائل ,ونسمع ايضا ما يشاع من اكاذيب حول اغتياله داخليا!!!!
الحقيقة إن الأمور في غاية الخطورة وغاية التعقيد وليس ما جرى مع الراحل ابا عمار ببعيد ونحن ندرك انهم لا يوجد لديهم محرمات عندم نتذكر قتلهم لرابين !!!
اننا بحاجة دائما لنفس القادة الكبار الواعين المدركين لحجم وعظم المسؤولية قادة يوجهون رسائل تقول مهما قسوت علي يا اخي فستبقى اخي (لئن بسط الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي إليك لأقتلك, إني أخاف الله رب العالمين )صدق الله العظيم
اذا من هنا اقول ايها الاخوة عليكم بالصبر والحكمة والاحتكام الى العقل والمنطق وأقول لإخوتنا في حماس نصيحة المحب لا تبالغوا كثيرا للوصول الى السلطة فما زالت الامور في غاية التعقيد وانظروا الى الجزائر, فالحزب الإسلامي بقيادة عباس مدني فاز بغالبية المقاعد قبل عشر سنوات ولم تكون الامور مثل هذه الأيام وها هي الجزائر تدفع الثمن جراء الحنق الدولي الصليبي الصهيوني على المسلمين والإسلام وانتم خير من يعرف إن الدين باق والله حامي كتابه وهو ناصر امته ولو بعد حين.
وقضيتنا ما زالت في بداياتها وامرها بيد المولى عز وجل, وليس لنا إلا الصبر والصمود والعمل من اجل الارتقاء الى استحقاقات المستقبل المشرق الذي وعدنا الله به حيث قال (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذيم من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) صدق الله العظيم..فعليكم بخير الأمور في ان تكونوا على توازي مع طموحات شعبكم بالحصول على مقاعد متكافئه يكون لكم دورا رياديا في بناء الوطن وليس الحكم شرطا وكما ان تولي السلطة سيضعكم امام استحقاقات لستم مهيئين لها بل هي من اخطر الاستحقاقت التاريخية ولا تنسوا انكم ستواجهون قوى كثيرة وخطيرة اكثر من إسرائيل وأخيرا أقول:لا ادري هل هي نصيحة!! والكل يعرف إن النصيحة كانت بجمل فهاكم النصيحة.....ولكن ................أين الجمل !!!!