عذرا يا طفل فلسطين

بقلم: هاني زهير مصبح

عذرا يا طفل فلسطين بالإرهاب وصفوك وبصاروخ إسرائيلي قتلوك قالوا أنك إرهابي تخفي في لعبتك صاروخ بالستي فكان قدرك وأنت نائم تبقي تحت ركام منزلك الصغير ،أي وحشية هذه التي يتصف بها المجرم الإسرائيلي.

أفيقوا أيها العالم الحر قليلا وأجيبوا ؟ ما هو ذنب طفل فلسطين كي يقتل ؟

هل حقا أطفالنا إرهابيون !؟ هل حقا أطفالنا خطيرون ومجرمون !؟ أيها العالم الحر في كل مكان إن اسرائيل تستبيح دماء أطفالنا ونساؤنا وتنتهك كل ما هو محرم فتعتدي علي الأطفال الصغار وتقتلهم هم وأمهاتهم في بيوتهم وهم آمنين وبشكل وحشي ترسل إليهم بصواريخ طائراتهم فتدمر البيوت فوق رؤوس ساكنيها بطريقة وحشية وتلاحقهم في مراكز الإيواء بالمدارس وساحات المستشفيات وتمنع عنهم الغذاء والدواء والطواقم الطبية من إسعاف الأطفال والمدنيين المصابين وتمنع طواقم الدفاع المدني من إطفاء الحرائق التي اشتعلت في منازلهم ومن حولهم نتيجة لقذائف مدفعيات الاحتلال الاسرائيلي ،أي وحشية هذه يمكن أن يتصورها الإنسان ،فعجبا ثم عجبا كيف لهذا الجيش الاسرائيلي أن يقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل من السلاح ويقول انتصرنا وحققنا أهدافنا ،إن كانت تلك هي أهدافهم فالعجب كل العجب من أحرار العالم وصمتهم الرهيب أو تحركهم الذي لا يلبي فاجعة الحدث المؤلم من الاعتداءات بالقتل والتنكيل لأطفال غزة بفلسطين ،فقد يتساءل البعض منكم ويقول :أحقا اسرائيل تقتل أطفال فلسطين ؟

أقول لكم نعم وسأخبركم بالأرقام عدد الأطفال والنساء القتلى والجرحى في هذه الحرب الاسرائيلية علي غزة والتي تسميها اسرائيل" الجرف الصامد" لقد قتلت إسرائيل أكثر من 2200 فلسطيني منهم أكثر من 500طفل والباقون نساء وشيوخ كبار السن ومدنيين آمنين في منازلهم ،وجرحت اسرائيل أكثر من 10000فلسطيني معظمهم وهم في منازلهم عائلات بأكملها قتلتهم وجرحتهم اسرائيل أحياء بكاملها دمرت ومن فيها من الأطفال والنساء والشيوخ مثلما حدث في حي " الشجاعية" وحي " خزاعة " وأحياء "بيت حانون" واستخدمت اسرائيل ضدهم أبشع جرائم الحرب من خلال نوع السلاح المستخدم "الدايم" وسلاح الفسفور الأبيض الحارق وقذائف مدفعياتهم التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر مما تسبب بجراح مؤلمة ،عدد كبير تعرض للبتر في الأطراف وكسر في الجمجمة وبعضهم فقد عيناه وبعضهم مازال فاقد للوعي معظمهم أطفال ونساء.

كل هذا ليس مجرد كلام وإنما موثق عبر وسائل الاعلام ومؤسسات حقوقية مختلفة .

ولكن عذرا لك يا طفل فلسطين مازلنا نجهل سبب استهدافك وقتلك ،أحقا أنت مجرم خطير وإرهابي كبير ؟

أفيقوا أيها العالم وكن عادلا قليلا أولئك أطفالنا مثل باقي أطفال العالم يحبون اللعب والحياة ويحملون في أيديهم ألعاب كباقي أطفال العالم ويلاحقون الفراشات ويضحكون كالعصافير حين تزقزق علي أغصان الشجر ينامون في أحضان أمهاتهم وهي تخبرهم القصص ويطلبون الحلوى فهل هذا مختلف عن واقع حياة أطفالكم ،فهل هذه صفات يستحق عليها أطفال غزة أن يقتلون ؟ فعذرا يا أطفال فلسطين لقد غابت ضمائر كثير من عالمنا الحر فأصبح هناك شيئا من الضباب الأسود علي عيون عالمنا الحر لإرضاء اسرائيل.