إن حجم التضحيات الكبيرة التي قدمتها الحاضنة الشعبية للمقاومة والدمار الذي لحق بغزة، يجب أن يحصد اكبر حجم من الحقوق الفلسطينية، وان هذه التضحيات الجسام لا يقابلها من المطالب الدنيوية أي سقف مهما علا،، فعزاء الشهداء الحقيقي أن لهم جنات النعيم، فلا غرابة أن يرتفع سقف المطالب الفلسطينية إلى ما يعتبره البعض يوتوبيا، وخاصة أن المقاومة دشنت مرحلة جديدة من قوة الفعل الوطني الفلسطيني ما لم تحققه مراحل كثيرة في التاريخ الفلسطيني، و نجحت في التصدي ومواجهة آلة الجيش الإسرائيلي. ووقفه من مجرد المرور داخل حدود غزة، وأفشلت جميع مخططاته مما سيقود إلى فينوغراد 2، وأكثر من ذلك.
رسائل إلى وفد فتح:
الشعب الفلسطيني ينظر بعين الرضا والارتياح لخطوط الانسجام التي ارتسمت في العلاقات البينية مع سائر ممثلي الفصائل في القاهرة. وان الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج استقبل تصريحات قيادات كثيرة من اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الداعمة للمقاومة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة 2014، فليكن صوتكم واحد وليكن سقفكم عال. فالمتغير الإقليمي والدولي يبدي مرونة كبيرة ويتفهم لأول – بسبب واقع قوة المقاومة، لان المجتمع الدولي يحترم القوي-. لماذا التأجيل والتردد في التوجه للانتساب لميثاق روما و الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية INTERNATIONAL CRIMINAL COURT ؟ والتقدم لجميع المؤسسات والمنظمات التي حصلنا على عضويتها؟؟!! لا تربطونا بالأوروبيين في المعابر وقد قالت مصر بان معبر رفح شأن مصري فلسطيني. نريد تغيرات دراماتيكية غير تقليدية لان شرعيتكم على المحك. هذه ليست جولة تفاوضية رقم مائة بعد الألف مثل التي عهدتموها، فلا تتنافسوا على الظهور للإعلام ، فتذهب ريحكم، ويصبح حب الظهور الإعلامي مبلغ علمكم،، هذه جولة مدفوعة الثمن، فالمفاوضات الحقيقية هي التي تعززها المقاومة، فـ فيتنام أكملت المفاوضات مع أمريكا تحت وقع الهجمات الفيتنامية الفدائية، وسقط مليون ومائة ألف قتيل وثلاثة ملايين جريح مقابل 57 ألف قتيل أمريكي. فان لم يتحقق ما نريد فأسألك المغادرة.
رسائل إلى وفد حماس والجهاد:
انتم أولياء الدم، وكلكم دفع من أبنائه وذويه الثمن، وكان من حقكم رفض أي مبادرة لا تلبي الحقوق الفلسطينية، انتم أدرى بالعقلية التلمودية التوراتية المحرفة، فمجرد طلبكم من(إسرائيل) مدكم بأسماء العملاء والجواسيس يعتبر حركة ذكية ولها ألف معنى، لأنها ستجعل العملاء يسلمون أنفسهم للمقاومة كي يحافظوا على رقابهم، او تجعلهم يهربون من غزة خوفا من موافقة (إسرائيل) في أي لحظة على طلب المقاومة،، أيها الوفد لا تنزلق إلى سياسة الاستدراج التي تتقنها (إسرائيل). نريد منكم الثبات الذي عهدناه، فالمقاومة حركت جميع المياه الراكدة ولهث الغرب وراء قيادة حماس لتوقف صواريخها التي كانت عبارة عن ردة فعل retaliation "" على العدوان الإسرائيلي. يجب على الوفد أن يتجهز لاحتمالية فشل المفاوضات في القاهرة، وان يجهز لحرب استنزاف طويلة الأمد، لا يستطيع المجتمع الإسرائيلي تحملها. وبالأمس خرج عشرات الآلاف من مستوطني غلاف غزة ينددون بسياسة حكومتهم التي كذبت عليهم ووعدتهم بالهدوء وفشلت. وان لم يلبي الاحتلال مطالبنا ، فأسألك المغادرة.
رسائل للحكومة:
تحتاجون يا وزراء حكومة الوفاق إلى معجزة لكي تلبون الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، منذ تشكيل الحكومة والشعب الفلسطيني يتلمس أي خطوات عملية حقيقية لهذه الحكومة ، ويتهمها بالغياب التام عن المشهد برمته، إلا من بعض التصريحات الإعلامية التي غلب عليها الطابع التوضيحي أكثر من إقرار انجازات، أو وعد بحل أزمات. وبدا أنها حكومة طرف واحد! إن اعمار غزة، وتعويض المتضررين، ومهام رفع الحصار والتعامل مع واقع جديد يعتبر مهمة ليست سهلة، بعدما تنتهي معركة شعبنا مع الاحتلال، ستبدأ معركته معكم. فهل انتم جاهزون؟
رسائل للرئيس:
تقترب فترة رئاستك من نفس فترة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ( 10 أعوام)، ولديك فرصة لتمثل كافة الشعب الفلسطيني وخاصة بعدما تركت حماس الحكم. لا تتصرف كأنك رئيس فصيل واحد. لقد انفض كثير من قومك قبل الحرب من حولك، لما ظهر من مواقف لم تعبر عن الكل الفلسطيني.. وقراءتك للآية (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وان الله على نصرهم لقدير) أعجبت الجميع، ونأمل أن تكون مرحلة فاصلة، مختلفة، تقدر فيها المقاومة ولا يزج عناصرها سجون السلطة والاحتلال.
رسائل للسفارات:
الجهود الدبلوماسية هي عمل مستمر ودائم وليست موسمية ( جهد حصول السلطة على دولة غير عضو)، ووجب أن يتوقف بعض الدبلوماسيون عن العمل في التجارة والاستثمار، مستغلين وضعهم الدبلوماسي والامتيازات والحصانة الدبلوماسية، وان لا نخسر علاقاتنا بالدول من اجل أي فرد فلسطيني مهما كان، فمن غير المعقول أن نخسر علاقاتنا مع الصين ( عضو مجلس الأمن الدائم) من اجل الدفاع عن شخص دبلوماسي ثبت فساده وتورطه في قضايا تهريب وتجارة، لجأ متحصنا بالسفارة الفلسطينية في الصين. يجب على السفارات القيام بدورها الإعلامي والدبلوماسي والسياسي والتثقيفي والتوعوي، وعدم انتظار أوامر من أي سلطة عليا للقيام بواجبها وعملها الأساسي.