خطاب نتنياهو الذي جاء بعد انهيار التهدئة وافشال مفاوضات القاهرة حتى وان كان كل ما تم قد جاء وفق مخطط وتكتيك اسرائيلي لتحقيق العديد من الاهداف لتحسين وضع حكومة نتنياهو وائتلافه الذي يبدو ضعيفا ومفككا في ظل جبهته الداخلية الاكثر ضعفا وانتقادا لهذه الحكومة الاسرائيلية المرتبكة غير القادرة على اتخاذ قرارات حاسمة .
ظهور نتنياهو واهدافه المعلنة وغير المعلنة من وراء هذا الظهور تبدو واضحة للعيان واقل ما توضح للجميع هذا الارباك وهذه الملامح التي كانت ظاهرة على وجه نتنياهو ومحاولته البائسة لإيصال رسالة ضمن رسائل متعددة ولأطراف عديدة نرى انها لن ولم تصل ولن تؤثر ولن يكون لها أي مردود يقصده نتنياهو لأسباب عديدة وليس لسبب واحد ان الدماء الفلسطينية لا زالت تسيل وان ارواح الابرياء لا زالت تسقط وان منازل المواطنين لا زالت تهدم وتدمر وان العدوان لا زال مستمرا ومتصاعدا كما الحصار الجائر لا زال قائما حتى ان الحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني لا زالت غائبة في قاموس هذه الحكومة الاسرائيلية التي لا تحترم تعهداتها ولا حتى توقيعها واتفاقياتها انطلاقا من عنجهية وعنصرية لا زالت متحكمة في عقلية الساسة الاسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو الذي يحاول فاشلا في اقناع المجتمع الدولي في هذه المقاربة وبهذه التشبيهات ما بين المقاومة الفلسطينية الباسلة والمشروعة والتي تدافع عن شعبها وحريته الوطنية والانسانية وما بين تنظيم متطرف موجودا بالعراق ولا نعرف عنه الكثير لكننا وبالتأكيد ندرك تماما ان قوى المقاومة الفلسطينية هي وليدة هذا الشعب الفلسطيني المكافح عبر مسيرة نضاله الطويل وليس هناك من وجه مقارنه او مقاربة لا من حيث المنطلقات ولا حتى من حيث الاهداف والوسائل .
نتنياهو الذي يحاول مخاطبة جمهوره بالالتفاف حول حكومته والصبر على ما اصابهم وعدم تركه وحيدا انما يدلل على هشاشة هذا المجتمع ذات العقائد والثقافات والمصالح المتعددة والمختلفة كما وان محاولة نتنياهو بإظهار وحدة الموقف الاسرائيلي الامريكي حتى وان كانت صحيحة وقائمة الا انها ليست متطابقة الى الحد الذي تقبل به الولايات المتحدة باستمرار الجرائم والمجازر ضد المدنيين والابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ تحت مبررات واهية واهداف مزعومة وتخيلات اسرائيلية لا يمكن لها ان تصل الي حد الاقناع للمجتمع الدولي الذي اظهر امتعاضا واستنكارا بالعديد من العواصم الدولية وعبر العديد من القنوات الدبلوماسية .
نتنياهو واركان حكومته يجب عليهم ان ينزلوا من فوق الشجرة ويشاهدون الواقع وان يدركوا حقيقة الموقف وان يبتعدوا عن عنجهية القوة والقبول بالمبادرة المصرية والشروط الفلسطينية كما هو مطلوب من هذه الحكومة الاسرائيلية ان تدرك ان السلام هو طريق الامن وان حرية شعبنا وامنه واستقلاله الوطني ودولته المستقلة وعاصمتها القدس هي الحل الامثل والطريق الاقصر بعيدا عن الدماء وسقوط الابرياء لان استمرار لغة القوة والتهديد والوعيد اعتمادا على ما تمتلكه اسرائيل من ترسانة اسلحة لم يوفر لها الامن منذ تأسيسها على ارضنا وعلى حساب حقوقنا ولن يكون اليوم بخلاف الامس في ظل ما نمتلكه من ارادة التحدي والصبر والثبات والمقاومة من اجل حرية اطفالنا وامنهم وسلامتهم ومن اجل دولة حرة وديمقراطية وذات سيادة كاملة نعيش فيها بكرامة كما كل شعوب الارض ولن يستطيع نتنياهو او غيره من الساسة الاسرائيليين ان يخالفوا حقائق التاريخ .
الكاتب / وفيق زنداح