الغرب والنظام العربي ومراجعة الحسابات تجاه.. سوريا

بقلم: علي ابوحبله

هل هي العوده الى سوريا ضمن عملية مراجعة الحسابات من قبل امريكا والغرب بعد التيقن والتثبت ان سوريا بصمودها وقدرتها على مواجهة الارهاب ، واكتساب الجيش العربي السوري الخبرة في مواجهة المجموعات الارهابيه مما يجعلها من الدول المؤهلة والقادرة على محاربة الارهاب وان سوريا بموقعها الجيوسياسي صمام امان امن المنطقه الاقليمي والدولي ، لقد افشلت سوريا المؤامرة التي استهدفت سوريا وهدفت الى اسقاط الدوله السوريه ، لقد استشعرت الدول الداعمة للإرهاب على سوريا خطر ما يتهددها من ارهاب يستهدفها ويطرق ابواب حدودها ، حادثة اعدام الصحفي الامريكي جايمس فولي من قبل داعش قد تعكس الموقف الامريكي من التدخل في سوريا.

فمنذ اعدام الصحافي جايمس فولي صدر عن مسئولين امريكيين اشارات واضحة حول احتمال توسيع الضربات ضد داعش من العراق الى الدول المجاوره ،مساعد مستشار الامن القومي الامريكي بن رودس يقول " حين نرى شخصا يقتل بهذه الطريقه المروعة فان الدفاع عن النفس امام الارهاب يمثل مبررا للولايات المتحدة لاستهداف قادة داعش اينما وجدوا ،ويستطرد القول رئيس هيئة الاركان الامريكيه الجنرال مارتن ديميسي لا يمكن هزم التنظيم من دون ضربه في سوريا ، اعقبته تقارير عن جمع معلومات استخباريه حول معاقل داعش في سوريا.

صحيفة الاندبندبنت البريطانيه قالت إن مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) يتقدمون بشكل مكثف في غرب سوريا حيث تحولوا من التركيز على العراق بسبب الغارات الامريكية التي توقف تقدمهم ليركزوا بشكل اكبر على الساحة السورية.وأضافت الصحيفة ، إنه اذا تمكنت "دولة ألخلافة من السيطرة بشكل جزئي او كلي على حلب ستصبح قد سيطرت بشكل كبير على اغلب المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة للنظام السوري.وأوضحت أن ذلك قد يدفع الولايات المتحدة الى التعاون مع الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد سواء بشكل معلن او بشكل سري لوقف زحف "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وتمددها.ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تفصح عنه تأكيدات بان واشنطن قامت بالفعل بإمداد الدولة السورية بمعلومات استخباراتية عن مواقع وجود عدد من قادة "داعش" عبر استخدام تقنية المانية الصنع وهو ما يفسر حسب ألصحيفة استهداف الطائرات السورية والمدفعية الثقيلة اماكن وجود بعض هؤلاء القادة بشكل اكثر دقة خلال الايام الماضية.

وأشارت الى المعارك العنيفة التي يشنها تنظيم "داعش" على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة والذي يعتبر اخر معقل يتبع للحكومة السورية هناك واذا سقط سيفتح الطريق امام مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" للوصول الى حماه رابع اكبر مدن سوريا.وختمت الصحيفة موضحة ان الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الامريكية ليست الوسيلة الوحيدة التي يمكن ان يتدخل الغرب من خلالها لعزل "داعش" وإضعافها لكن يجب ان يتم حرمانها من تدفق المتطوعين الأجانب اليها والذي يتم عبر الحدود التركية بشكل رئيسي.

الاجتماع الوزاري لخمس دول عربيه حول سوريه في السعوديه ياتي امتداد للجهود التي تبذل من قبل النظام العربي بالتنسيق مع امريكا والغرب لتضييق الخناق على تمدد داعش والتنظيمات الاسلاميه في سوريا والعراق والتي اصبحت تشكل خطرا على الدول العربيه الداعمه للارهاب على سوريا والعراق والتي كانت لوقت قريب مدعومه من قبل امريكا والغرب والنظام العربي ، هناك صحوه عربيه متاخره نتيجة ما يواجهه العالم العربي من اخطار محدقه تتهدد الامن القومي العربي ، اعلان مصر عن ان وزراء خارجية خمس دول عربيه يعقدون اليوم اجتماعا في السعوديه لمناقشة سبل التوصل الى حل سياسي للازمه السوريه هو بعد استشعار هذه الدول بالخطر المحدق الذي يتهددها من تنامي وجود تنظيم الدوله الاسلاميه في العراق والشام والذي بات يهدد الامن الاقليمي .

ان اجتماع الدول العربيه الخمس ياتي في سياق تدهور الوضع الامني في منطقة المشرق العربي في ظل تنامي التيارات المتطرفه وتنظيم داعش في كل من العراق وسوريا واستمرار العدوان الاسرائيلي على غزه وارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني للمجازر التي تتهدد امن المنطقه ، يبدوا ان هناك صحوه غربيه وعربيه بفعل المخاطر التي تحدق في المنطقه وهناك اعادة حسابات تجاه التامر على سوريا بالعوده للبحث عن مخرج امن للغرب والنظام العربي من خلال الخروج بحل سياسي للازمه السوريه وهذا يتطلب وقف تدفق المجموعات المسلحه الى الاراضي السوريه من دول الجوار السوري ووقف تمويل وتسليح المجموعات المسلحه.

هناك مسعى امريكي غربي للاستفادة من قاعدة البيانات والمعلومات التي تمتلكها سوريا من جراء حربها على الارهاب الذي استهدف سوريا كما ان هناك مسعى غربي للتنسيق مع سوريا ضمن محاولة اعادة العلاقات مع سوريا ، سوريا بموقعها الجيوسياسي وبخبرتها وقدراتها تتصدر الواجهة اليوم في محاربتها للإرهاب وهي محور اقليمي فاعل في المنطقه ، ان مراجعة الحسابات من قبل الغرب والنظام العربي يشكل عودة لسوريه المحور واللاعب الاقليمي في المنطقه ، لقد تيقن المتامرون على سوريا بفشل مخططهم وتامرهم على سوريا وان انتصار سوريا بالحفاظ على وحدتها الجغرافيه والانتصار على المؤامرة التي استهدفت اسقاط سوريا ، فان العودة لسوريه ستكون مشروطه بشروط سوريه ولن تفتح سوريا ذراعها لمن تآمروا عليها وتآمروا على انجازاتها واقتصادها وان على امريكا والغرب والنظام العربي ان يعلموا ان مراجعة الحساب والعودة لسوريه لن يكون بلا ثمن لان سوريا دفعت الثمن لصمودها ومواجهة التآمر عليها وان العودة لسوريا تتطلب الكثير ممن الاستحقاقات التي على الدول المتامره دفع فاتورتها.