قبل الحرب على غزة كنت لا تُحسد على موقفك ووضعك ,خاصة بعد سنوات من الضياع في دهاليز المفاوضات التي إستمرت عشر سنوات وما كان من إسرائيل إلا مزيداً من التمدد والاستيطان وكان حديث الشارع صعباً ومقلقاً
رفعت راية السلام ظناً منك أن العالم يستجيب لضعف المظلومين ولكنك وجدت عالماً
مرتجفاً أمام فحش الصهينوية التي أصابتهم بالخنوع ,فأصبحوا أكثر صهينة
فالحق يا سيادة الرئيس وكما علمتنا الحياة وكما أخبرنا الله تعالى يُنتزع ولا يُستجدى
فكيف لو كان هذا الحق بين أنياب عدو مجرم غاصب لا يحلل إلا الحرام .!
قلنا مراراً أنهم لن يعطوك شيئاً لأنك لست مُدعما بقوة الحق أمام من يتعاملون بحق القوة المفرطة والجبانة التي تطال الأبرياء والأطفال والنساء, بينما هم..
أمام بأس وشجاعة الرجال أنذال .
وحتى قوة الحق إن لم يحملها صاحبها وخلفه قوة حقيقية ما عادت مؤثرة أمام الباطل لأن سياسةالعالم باطلة في معظم الأحيان
لقد كانت الحرب على غزة وأيام عصيبة مرت على شعبك جعلتك تفكر ملياً وتنتفض
أمام الحقيقة الراسخة التي لا مجال لإنكارها أن هذا العدو خطط ودبر حتى ينهي كل أحلام شعبك في دولة فلسطينية راسخة على حدود 67 وحتى أوسلو التي هي أقل من نصف حقوقنا في أرضنا يريد أن يحولها إلى فتات وأشتات متنازعين متصارعين
"لن يتحقق ذلك بإذن الله وبعزم الرجال وإيماننا أننا شعب واحد وقيادة واحدة بإذن الله
ولكن كل هذا يتطلب الكثير من الجهد والصبر والتضحيات "
انتهت الحرب وجهودكم واضحة المعالم لا ينكرها سوى حاقد ولئيم
فاليوم معك القوة الحقيقية قوة الصمود التي قهرت نتناهو ..وسيسقط
اليوم وبعد شهرين من الحرب على غزة كان موقفك واضحاً كالعادة وبذلت جهودك بكل ما أوتيت من قوة من أجل وقف شلال الدم وتم ذلك
الان .. الموقف الفسطيني موحد بفضل الله وبفضل من قدموا أرواحهم في
غزة البطلة والضفة المقاومة .
أنت اليوم تحظى بدعم من جميع الفصائل وقد تجلى ذلك من خلال الخطاب الذي كان من قادة الفصائل خاصة بعد إلتزامهم معك في تشكيل الوفد الموحد الذي عمل ليل نهار حتى حقق هذا الإنجاز الرائع في وقف النار المشرف , وكان لتوجيهاتكم وتمسككم بالورقة المصرية التي ثبت أنها نجحت بالرغم من الموقف المصري من حماس , الذي جعلته موقفاً شاملاً بعيداً عن التجاذبات والخلافات , وقد كان لتصميمكم على الورقة المصرية الفائده التي ربما لم يكن أحد يدركها لا بل أن هناك من لم يكونوا يريدون أن تنجح , مما حال دون إنزلاقها في دهاليز الظلام في أقطار أخرى كانت تهدف لقهر شعبنا وتمزيق صفوفنا
ولأول مرة يفرح شعبنا وهو يرى فلسطين تتحدث بقيادة واحدة موحدة وبلسانٍ واحد
والان مطلوب منكم يا سيادة الرئيس أن تطور هذه الحدث التاريخي ليصبح أمراً واقعاً
من خلال حل كل المشاكل العالقة في غزة والضفة على حدٍ سواء خاصة إنصاف المظلومين هنا وهناك , ودون ذلك لن تقوم لنا قائمة لا قدر الله
لكن وكما قلت أنت , وماذا بعد ..!
هذا هو المهم يا سيادة الرئيس فالوضع الفلسطيني الآن على المحك
والعالم كله اليوم يقر ويعترف بأن إسرائيل هي المعتدية والمجرمة
وأن الفلسطينيون قاموا بالرد على العدوان والدفاع عن أرضهم وشعبهم
أنت اليوم ليس كما كنت قبل الحرب "فأنت اليوم ومعك إجماع فلسطيني
وقد قال أكثر من قائد فلسطيني أنك السياسي المقاوم الحكيم والذكي بإمتياز
فاليوم هو يومكم الذي يجب أن يتجلى بكل ما ماله من تميز
أنت اليوم قوي بقوة هذا الإجماع وهذه الثقة وخلفك شعب قوي صامد
شجاع , وعدو قوي عسكرياً ولكنه مهزوماً داخلياً
فما عاد مجال للخوف ولا للتردد ولا للتسويف ,,فتقدم
تقدم يا يسيادة الرئيس واحمل ملفك الذي كان يحتوي في الماضي على ورقة واحدة مفادها (التفاوض لعل وعسى أن نحصل على شيء )
اليوم ملفك فيه أكثر من ورقة مشرفة لا بل ملفك اليوم مليء بالأوراق
فبعد هذا الصمودالأسطوري لشعبك والمقاومةالباسلة تغيرت قواعد اللعبة
ملفك اليوم فيه ورقه حمراء صفراء خضراء وبيضاء
وأهم ورقة هي الورقة البيضاء التي سيسجل التاريخ لك هذا الموقف القادم
فالتاريخ يهتم بالنتائج أكثر من إهتمامه في التفاصيل
إحمل ملفك الجديد وفيه صور الشهداء ...الأطفال ..النساء .... الشيوخ
صور المباني والبيوت لالاف المشردين وكيف قصفوهم في مراكز الأمم المتحدة
إعرض على العالم صور الأشلاء والرؤوس المقطعة لعرفوا أن إسرائيل داعشية بإمتياز
اليوم إسرائيل ترتجف أمام كل ما حصل ولن تتأدب إلا إذا وقفت أمام الضمير
العالمي ومحاكم العدل الدولية التي يجب أن تطلع على دورها وإلا عليها
السلام ولنعد لشريعة الغاب التي على الأقل سنجد فيها ما يشفي غليلنا
يجب أن تثبت للعالم بأن إسرائيل هي المعتدية وهذا من حقك وحق شعبك عليك
وهذه هي الحقيقة حتى لو كان قولها بموضع المخطوفين حقيقي فهل يحق لهم أن يحرقوا الطفل البريء ويشيعوا القتل في الخليل والقدس وكل الضفة الغربية ومن ثم الهجوم على الأبرياء في غزة ..!
وهل ثلاثة مستوطنين يجب أن يقابلهم خمسة عشر ألف إنسان بين قتيل وجريح .!
حتى الشعب الاسرائيلي ذاق الويل من جنون نتنياهو ومؤسستهم العسكرية
فهم لم يراعوا حتى مشاعر شعبهم ولا إنسانيته وهم يدمرون غزة التي ردت الصاع صاعين فتشرد مجتمعهم وذاق الرعب من كأس نتياهو القاتل المتغطرس
وأخيراً... ركع نتنياهو نعم ركع بعد أن عرف أن ما عاد الشعب الفلسطيني يحسب حساباً للموت امام كرامته
إسرائيل اليوم بجمهورها ما عاد يثق بخصمك الذي لوعك في المفاوضات
ملفك اليوم ملف شعب عظيم ووطن مظلوم وقدس تُحطم وتُهود
حامل الملف الفلسطيني اليوم هو أنت ..نعم أنت الذي يشهد العالم أنك رجل سلام
فاحمل هم شعبك وقضيته كاملة واضرب على الطاولة ولا تستجدي أحداً حتى سيد اليبت الأبيض
كل العالم الان ينتظرك كما لم ينتظرك من قبل
ينتظرون زعيماً لشعب عظيم أثبت أنه جدير بإعاده حقوقه وقد ضحى بكل غالٍ ونفيس
نعم العالم يركع أمام القوة ....فأنت اليوم قوي
فلا تضعف ولا تستكين ولا تجامل أحداً منهم
ولا نطلب منك أن تزلزل الأرض تحت أقدامهم ,,فأصحاب الزلزلة "مكفين وموفين "
وحتى إن استطعت فاحمل معك شجرة زيتون مثمرة واعصر حباتها وإجعلهم يذوقون زيت فلسطين لعل عيونهم تتفتح وتزول عنها الغشاوة
سيادة الرئيس ...
إرفع رأسك عالياً ..إنك بالوادي المقدس الذي تفوح منه روائح عطر وشذى الشهداء
فأنت اليوم وبعد هذا الصمود الأسطوري ..أنت اليوم قائد شعب قوي شعب مقاوم ..
شعب تستطيع أن ترفع رأسك عالياً من خلاله
فلا تنحني لأحد ... إنحني لله فقط , وسيكرمك الله
اللهم وحد كلمتنا حتى نكون أهلاً لنصرك