فرحه الانتصار رغم الآلام الكوارث, الضحايا, التشريد,والتهجير...لأننا أثبتنا لأنفسنا ولغيرنا أننا نمتلك قدرة عالية على الصمود والتضحية والمقاومة لهذا المحتل الغاصب الذى استخدم في عدوانه كافة أدوات التدمير والبطش والارهاب وفشل في تحقيق أهدافه .
الانتصار بالمعنى المعنوي التعبوي الاعلامي السياسي وحتى في ساحة الميدان والمواجهة سيبقى مسجلا ومتراكما في سجل نضالنا الوطني الذي تعتز به الأجيال جيل بعد جيل وسيبقي نبراسا وخطوة استراتيجية سياسيه وكفاحية على طريق انجاز مشروعنا الوطني واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
الانتصار على عدونا المحتل لأرضنا....كما الانتصار لأرادتنا وصمودنا وصبرنا على ما ألم بنا وما كنا نعانى منه من فرقة وانقسام وتجاذبات سياسية وحملات اعلامية وانتقادات حادة وصلت الى حد التخوين في ظل مشهد سياسي واعلامي لا يمكن أن يرضي أي غيور على هذا الوطن ومصالحه الوطنية العليا ... في واقع الخيارات المتعددة وعدم القدرة على الوصول الى صياغات وسياسات توافقية في اطار قيادي تم التوافق عليه والذى يتم من خلاله ترتيب الأولويات والخيارات والوسائل النضالية وانهاء حالة التفرد وتعزيز مبدأ الشراكة السياسية وانهاء حالة تحميل المسئوليات على بعضنا البعض .
هذا الانتصار الذى تحقق يجب أن نبنى عليه الكثير من تماسكنا ووحدتنا وقدرتنا على تعزيز صورتنا المشرقة أمام العالم بأسره اننا نحكم بنظام سياسي ودستور وطني ومؤسسات وسلطات محددة المعالم والأهداف وديمقراطية فلسطينية نعتز ونفخر بها ونعرف جيدا حدودها ومسئولياتها وأننا لا نقبل بالفوضى السياسية والاعلامية والتشويهات ومحاولة زرع بذور الفتنه في واقع شعب منتصر ومقاومه باسلة وتضحيات جسام وأرواح طاهرة عمدت بدمائها ثري هذا الوطن وواقع عشرات الألاف من المشردين عن منازلهم وأحيائهم في واقع تدمير منازلهم وانقطاع سبل معيشتهم .
لا يعقل في لحظه الانتصار... أن نهزم أنفسنا من داخلنا والأمهات الثكلى ينظرون الينا في واقع فقدان أبنائهم وأطفالهم ومنازلهم .
لا يجب علينا أن ندخل في طريق الخطر الشديد بعد أن خضنا تجربه مريره في ظل سنوات الانقسام دفع فيها الشعب فاتورته وظل على أمل أن نصل الى المصالحة الوطنية والحمد لله لقد وصلنا وتشكلت حكومة التوافق الوطني من المستقلين والتي نرى أنها لم تقم بدورها حتي الان .
لكل زلزال تردداته... والحرب كما الزلزال له تردداته وانعكاساته... ونحن نتابع ما يجري من أزمه داخلية لحكومة نتنياهو وما يمكن أن تسفر عنه هذه الأزمة من لجان تحقيق وانتخابات مبكرة وانهيار للائتلاف الحكومي الاسرائيلي ...وهذا على الأقل ما يجب أن يعطينا دافع ذاتي أن نعزز وحدتنا وتماسكنا وترتيب أولوياتنا ومصالحنا حتى نتمكن من تحديد خطابنا السياسي الاعلامي وحتى نمتلك مقومات القوة التفاوضية لتحقيق واستكمال مطالبنا الانسانية والوطنية وحتى لا نتيح الفرصة للعبث بانتصارنا وصمود شعبنا وتضحياته التي تتطلب منا البناء على الانتصار .....وليس الدخول على طريق مخاطر وخطورة الانزلاق بهزيمة أنفسنا من داخلنا...وعدونا المحتل قد فشل بكل ترسانته العسكرية وتحالفاته الدولية من النيل من ارادتنا وصمودنا وثباتنا ... فليس أمامنا من خيار الا وحدتنا والبناء على ما أنجزنا حتى نصل في نهاية المطاف الى تحقيق أهدافنا الوطنية.