لكل دولة سفاراتها وقنصلياتها وممثلياتها بكافة عواصم الدول والمدن الكبرى داخل كل دولة لمتابعة رعايا هذه الدول من كافة النواحي كما المتابعة للعلاقات الدبلوماسية وتطويرها
سفارات الدول لها اركانها المتعارف عليها بالعلاقات الدبلوماسية التي تنظم عمل السفارات داخل كل دولة من خلال السفير او القائم بأعمال السفير والملحقين بكافة تخصصاتهم الثقافية والاعلامية والتجارية وحتى الملحقين العسكريين لكل سفارة داخل كل دولة .
للسفارات اهمية بالغة باعتبارها ممثلا حاضرا ومتحدثا مدافعا عن سياسات كل دولة من خلال سفيرها واركان سفارتها والعمل الدائم على ابراز الحقائق وتوضيحها ..ومتابعة كافة القضايا من خلال خارجية كل دولة .
حالتنا الفلسطينية وسفاراتنا المتواجدة بالعديد من دول العالم والتي لا نعرف عددها ومجموع اركان كل سفارة او ممثلية حسب طبيعة العلاقات الدبلوماسية ومدى اعتراف كل دولة مضيفة بدولة فلسطين وقد حققنا نقلة نوعية .. وعددية.. نتيجة جهود سياسية على مدار عقود طويلة ولا زلنا نحقق المزيد من المكاسب السياسية .. والعلاقات الدبلوماسية .
الا ان هذه الانجازات السياسية المتراكمة والمتمثلة بالمزيد من السفارات والممثليات والقنصليات لا يعني الرضا عن الاداء وعلى الأقل ما نلمسه نحن هنا داخل الوطن مع ان من حقنا ان نشهد تحركا دبلوماسيا.. واعلاميا ..وثقافيا.. لسفاراتنا بالخارج خاصة بعد عدوان اثم وجرائم ومجازر وقتل وجرح الالاف ودمار هائل للمنازل والبنية التحتية وتشريد عشرات الالاف من اهلنا من داخل منازلهم المدمرة وما ارتكب بحق شعبنا من ارهاب منظم يشكل بالصورة والحقيقة والاحصائيات الرسمية الصادرة عن مؤسسات دولية وما تم انتهاكه من حقوق الانسان الفلسطيني وما ضربت به اسرائيل المحتلة بالقانون الدولي الانساني والصورة الحقيقية التي ظهرت عليها دولة الاحتلال امام العالم بأسره باستهدافها للمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ والصورة المتلفزة على الهواء مباشرة وطائرات العدوان تقصف منازل الامنين دون رادع دولي.. وبعيدا عن المحاسبة على جرائم الحرب التي ارتكبت ضد شعبنا الأعزل وما شكلته صورة العدوان والجرائم المرتكبة من تفاصيل تقشعر لها الأبدان ويلفظها كل صاحب عقل وضمير .
هذا المشهد المأساوي الكارثي وما ارتكب بحق شعبنا من مجازر وارهاب دموي كان لا بد وفي اطار الواجب الوطني والوظيفي لسفاراتنا المنتشرة بمعظم دول العالم من ضرورة التحرك دبلوماسيا واعلاميا وهنا اركز على الجانب الاعلامي الثقافي بأهمية استنساخ الفيديوهات والسيديهات والصور الفوتوغرافية لكل المجازر والجرائم وصور الاطفال والنساء والشيوخ والمنازل المدمرة وحتى الأبراج التي تدمر وعشرات الالاف الذين يشردون من مناطق سكناهم ومنازلهم مدمرة في واقع احياء كاملة تم تدميرها بالكامل .
هذا الدم الفلسطيني النازف وهذه الأرواح الطاهرة وواقع الممتلكات المدمرة كان يجب ان يحرك سفاراتنا بصورة اكبر وبفعل ملموس وواضح وبتغطية اعلامية وبعلاقات ثقافية سياسية مع كافة الأحزاب داخل كل دولة كما العلاقات مع كافة مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية وحتى وسائل الاعلام داخل كل دولة لحشد كافة الطاقات الممكنة وايضاح الحقائق اننا قد تعرضنا لمذبحة دموية ..وكوارث انسانية.. وارهاب منظم من دولة عنصرية وان لا تترك الجهود للقيادة السياسية وتحركاتها ولوسائل الاعلام داخل الوطن وللتصريحات والبلاغات والبيانات الصادرة من داخل الوطن والتي لا تصل بمعظمها لكافة دول العالم .
سفاراتنا الفلسطينية وعلى كافة مستوياتها الدبلوماسية واركان كل سفارة مطالبين بحكم واجبهم الوطني والوظيفي لأداء دورهم الايجابي وليس اقل من تنظيم معرض داخل كل سفارة او في مكان اخر اذا ما سمحت ظروف كل دولة ونشر كافة الصور والمجازر التي ارتكبت بحق شعبنا ومدى الدمار الواقع علينا ومدى حاجتنا لوقوف العالم بأسره الى جانبنا لإعادة بناء ما دمره الاحتلال وهذا اقل ما يجب عمله وحتى لا تبقى سفاراتنا.. نائمة في العسل !!
الكاتب/وفيق زنداح