قرأ خبر أثاره بكل دهشة وبشرى و تفاؤل في آن واحد ..كان الخبر،والذي توقع بأنه لا يعلمه الكثير من الناس من أبناء شعبه حينها.. حيث كان الخبر بالمانشيت العريض قد لمع على غلاف أحد صفحات الجرائد العربية الرسمية.. وقد قرأه كذلك عبر الوكالات الإخبارية ،ومفاده.. قررت عديد من الدول العربية بترحيبها وبالتوافق على استضافتها لذوي البيوت المدمرة كلية من أهالي قطاع غزة على أراضيها ،حيث أنها قد وفرت لهم بيوت جاهزة تكفي لإيوائهم ،وكذلك توفير دخل شهري مناسب ومرموق تبعا للحياة المعيشية هناك.. حيث تم تشكيل لجنة عربية رفيعة المستوى للقيام فورا بالتنسيق والعمل على نقل وتوزيع أولئك الأهالي المنكوبين بسرعة وسفرهم للخارج..وما أن تعمق بكل لهفة وشوق لقراءة تفاصيل الخبر السار إلا وقد قرأ أنه..قررت تلك الدول ذلك نظرا للوضع المتردي الذي لحق بآلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة ،إثر العدوان الإسرائيلي الأخير ،وحيث أسفر هذا العدوان النازي عن تدمير 10 آلاف منزل تدميرا كاملا،ونحو 40 ألف منزل تدميرا جزئيا..لذلك حرصا على مبدأ الإخوة ، والروابط العربية الأصيلة.. ولحماية ومساعدة أهالي البيوت المهدمة كليا في غزة ،وحتى يتم الاعمار لبيوتهم والتي تحتاج إلى سنوات عدة..والذين هم الآن وبعد أن وضعت الحرب أوزارها لا يزالون يفترشون الأراضي في العراء ويلتحفون السماء....ورفعا للمعاناة المأساوية وتخفيفا للضغط الحياتي الصعب والمرير ،ولأن البيوت المتنقلة أو الكرافانات التي ترسلها تركيا أو غيرها ..أولا ..لا تكفي لاستيعاب كل تلك الجموع الغفيرة.. وثانيا.. أن ذلك سيشغل حيز ضخم وتضاغط وزحام في بقعة محددة ومزدحمة بالأصل على أرض غزة ..وثالثا وهو الأهم ..هو أن هناك عراقيل لإدخال تلك البيوت المتنقلة تحول دون إدخالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي وخاصة أننا على أعتاب موسم الشتاء حيث الأمطار الغزيرة والبرد القارص .. ولذلك تم اتخاذ تلك التدابير العاجلة..و أن القرار هو قيد التنفيذ الآن وعما قريب وليس للمداولة..وأن هذا أفضل بكثير من مجرد انتظار .. إرسال القوافل الغذائية أو المعونات الوقتية الطارئة ،والتي لاتسمن ولا تغني من جوع لأولئك المشردين في الأرض ..أكثر ما أسعده هو ليس ذاك الموقف العربي التضامني و الايجابي المبهج و الذي يعبر عن قمة ورقي العلاقات الإنسانية والمشاركة الفعلية البناءة ..لكن الذي جعله يرقص فرحا هو ..كيف تم ذلك فجأة وبدون سابق إنذار ،فالذي جرت عليه العادة هي عقد مؤتمر عربي قاعي طاريء.. لا قممي لجامعة الدول العربية لأن الوضع السائد هو السيطرة القيعانية لمناقشة ذاك الأمر والبت فيه ..لكنه ما أن تبادر إلى ذهنه إلا و قال في قرارة نفسه ،وبكل زهو : حقا أمجاد ياعرب ..أمجاد .. لكن تلك الفرحة لم تكتمل ،وذاك الحلم الرائع لم يدم ، ولو لساعات قليلة.. لأنه استيقظ من نومه على صراخات أحد العاملين بأحد مدارس الإيواء والذي قال : تبعا للتعليمات الصادرة بحقكم ..عليكم أن تخلوا أماكنكم بسرعة ،وحتى يتم نقلكم إلى مكان آخر بديل.. لأن العام الدراسي الجديد سيبدأ بعد أيام قلائل..!!