انتصار غزة أكبر من حركة حماس

بقلم: فايز أبو شمالة

انتصار غزة أكبر من حركة حماس، وأكبر من حركة الجهاد الإسلامي، وأكبر من حركة فتح، انتصار غزة أكبر من كل التنظيمات الفلسطينية مجتعمة، انتصار المقاومة في غزة هو انتصار الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، إنه انتصار الإنسان المؤمن بعدالة قضيته على مصوغات الانكسار التي يبثها عدوه الإسرائيلي.
انتصار غزة غيمة وئام وانسجام فلسطيني تفرض على كل حر أن يرتشف ماءها، وأن يستنشق هواءها، وألا يعمد إلى تشويه وجه المقاومة الناصح بغامض الكلام، انتصار غزة فرح شعبي كبير، يجب ألا يصغره البعض وفقاً لحسابات تنظيميه، ويجب ألا ينكره البعض من باب المكابرة السياسية، والتنكر للواقع الذي يفرض على الكبير قبل الصغير أن يمشي في ربوعه، وأن يحتمي من عواصف السياسة بين أحشائه، وأن يمد يده ليقطف من ثمره، ويتذوق عذوبته.
انتصار غزة مكسب سياسي للقضية الفلسطينية بشكل عام، ويجب أن يوظف في هذا الإطار الواضح، بعيداً عن الشعور بالعجز وفقدان الحيلة، وانعدام الطاقة الذي رافق السيرة السياسية الفلسطينية لعشرين سنة خلت، لذلك فإن الفلسطينيين ينتظرون حراكاً سياسياً يتوازى مع تضحياتهم، ويرتقي إلى مستوى النصر الذي صنعته أيديهم؟
انتصار غزة هو إحساس بالنصر يعيشه الفلسطينيون، وليس الانتصار كشف حساب بالإرقام، الانتصار إحساس لا يحتاج إلى دليل، الانتصار شعور بأن الإنسان قادر على الصمود، وقاهر لقدرات عدوه، الانتصار إرادة تحدي، وعدم الانكسار، وقد تجسد ذلك في تجربة السجناء الفلسطينيين خلف القضبان، حين هلل الشعب لإرادة الأسير الفلسطيني الذي رفض المذلة، وتحدى السجان، ودق الجدران، وانتصر بثباته وصبره على قتامة القضبان؟
وإذا كان الانتصار بشكل عام هو استعداد الإنسان لتحدي الظلم، ورغبته في التمرد على القهر، وخروجه لقتال عدوه بأي سلاح وقع في يده؛ فإن انتصار غزة مثل انتصاراً للإنسان الفلسطيني الواعي لمعاني النصر، والقادر على مفاجأة عدوه، والتغلب عليه فكراً وتنظيماً وتخطيطاً وإعداداً وتنفيذاً وقدرة على المواجهة، ومن لا يصدق البينة فليسأل الصهاينة أنفسهم، وأما من استكبر وبغى، وظل يتشكك بنصر غزة، وافترى على تضحياتها وبغى، فعليه الذهاب إلى حائط البراق "المبكي"، وهنالك يدفن أسراره.