الإستراتيجية: هي علم التخطيط بصفة عامة، وهي مصطلح عسكري بالأساس وتعني الخطة الحربية، أو هي فن التخطيط للعمليات العسكرية قبل نشوب الحروب، وفي نفس الوقت فن إدارة تلك العمليات عقب نشوب الحروب. وتعكس الإستراتيجية الخطط المحددة مُسبقاً لتحقيق هدف معين على المدى البعيد في ضوء الإمكانيات المتاحة أو التي يمكن الحصول عليها. وهي خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين على المدى البعيد اعتماداً على التخطيطات والإجراءات الأمنية في استخدام المصادر المتوفرة في المدى القصير.
والإستراتيجية هي فن القيادة العامة في الحرب بأجمعها، اشتقت من كلمة ستراتيجوس اليونانية بمعنى قائد. والتكتيك فن القيادة في ميدان المعركة، اشتقت من ” تاسين ” اليونانية وهي فعل معناه يهيئ للحرب. والإستراتيجية في الأعمال الحربية هي الخطة العامة التي توضع لإحراز هدف. أما التكتيك فهو تصميم خطة معركة واحدة.
ويُلاحِظ مُفكِّرو الحرب وفلاسفتها، أنَّ هذه المفاهيم (التكتيك - الإستراتيجيّة - الإستراتيجيّة العُليا) هي مستويات ثلاثة لمفهوم واحد. وهي لا تَنفصل عن بعضها البعض عندما يوضَع المُخطَّط العامّ مَوْضِع النَّظَر والتَّطبيق، فإذا كان التَّكتيك هو تطبيق الإستراتيجيّة العُليا على مستوى أدنى، فإنَّ الإستراتيجيّة العُليا ليست سوى السياسة التي تَقود سَيْر الحرب، ويُستعمَل تعبير الإستراتيجيّة العُليا لِشَرح فكرة «السياسة خلال التنفيذ»، وإيضاح أنَّ دورها الحقيقي يَكْمُن في توجيه وتنسيق كلّ إمكانيّات البلاد، وإيجاد التكامل اللّوجستي بين أعضاء الحِلْف العسكري بغية الحصول على الهدف السياسي.
*أهداف الاستراتيجية:-
تهدف الإستراتيجية إلى تحقيق هدف السياسة عن طريق الاستخدام الأمثل لكافة الإمكانات والوسائل المتوفرة. وتختلف الأهداف من سياسة لأخرى ومن إستراتيجية لأخرى. فقد لا يتحقق الهدف إلا باتباع أسلوب هجومي لاحتلال اراضي الغير أو فرض شروط معينة عليه أو باتباع أسلوب دفاعي لحماية أرض الوطن ومصالح وقيم الامة مثلا. وقد يكون الهدف سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً أو معنوياً وقد يكون صغيراً محدوداً كاحتلال جزء من أرض دولة ما، او كبيراً كالقضاء على كيان تلك الدولة نهائياً. غير ان جميع الأهداف تشترك في كونها جميعا الهدف النهائي الذي عين وحدد سلفا من قبل السلطة السياسية العليا أو الوسيط المؤدي اليه حتماً.
*معايير استخدام الاستراتيجية:-
- على مستوي التخطيط والأهداف
من الناحية العسكرية ينقسم التخطيط الي (تخطيط سراطيّ) يقوم بتحديد اهداف تسمي (الغايات) أو اهداف عليا بعيدة المدي أو اعلي مستويات الأهداف، وهو مستوي اهداف (القيادة العامة بجميع افرعها وتشكيلاتها) ويطلق عليها الأهداف الإستراتيجية وبناء عليه يتم تخصيص المهام للجيوش الميدانية والتشكيلات لتحقيق هذه الأهداف، ومن ينتقل التخطيط الي مستوي (التخطيط التعبوي) والذي يحدد بدوره اهداف لتحقيق مهمته وتتصف بانها اهداف متوسطة المدي اوالاهداف الفرعية أو اهداف التشكيلات والجيوش الميدانية والمناطق ويطلق عليها (الأهداف التعبوية) والتي تترجم بدورها الي مهام تكلف بها الوحدات الميداني، ومن ثم ينتقل مستوي التخطيط الي (تخطيط عال المعايير) يقوم بتحديد (اهداف تخطيطية) وهي اهداف مباشرة أو اهداف صغرى اواهداف قريبة أو اهداف خاصة بالوحدات الميدانية ومن ثم تحول تلك الأهداف الي مهام تكلف بها كل وحدة صغرى علي حدى وفي الغالب تحول هذه الأهداف الي مستوي رابع علي مستوى الفرد والقائد علي الأرض وهو ما يسمي (الهدف المباشر) أو (الهدف المرئي) والذي يصدر به امر القتال من القائد الي المقاتل علي الأرض.
- وجود تهديدات اومنافسة
يرتبط مصطلح إستراتيجية بوجوب وجود تهديدات ما، فالاستخدام العسكري أو العلوم العسكرية لا تستخدم الا في حالة واحدة فقط وهي وجود تهديدات تجبر المجتمعات علي تكوين الجيوش واستخدام تلك العلوم.. والدليل علي ذلك ان اي تنظيمات اخري غير عسكرية لا تستخدم هذا المصطلح للتخطيط لاعمالها الا انها تستخدم مصطلحات اخري مثل، المنهج أو التخطيط الإداري إذا ما كان هناك هدف أو مجموعة اهداف تريد تحقيقها.
- اعلي مستوي إداري أو قيادي :
حيث يلتصق وقد ينحصراستخدامات مصطلح (إستراتيجية) في كل ما يعده أو يخططة أو يتداوله المستوي القيادي أو الإداري الاعلي في اي منظمة بشرط ان تكون هي المسؤلة عن تحديد وتحقيق غايات المنظمة، وهو المعروف بالمستوى السراطيّ والذي يشترك فيه فريق عمل مكون من جميع قادة الافرع والتخصصات والانشطة بصرف النظر عن حجمها ودورها في التنظيم.
- تخصيص مهام وتحديد مسؤليات ومراحل :
فالتخطيط لتحقيق هدف مباشر يتم تحقيقة بواسطة نفس المستوي المخطط لا يتصف بالإستراتيجية، ولذا فالخطة الإستراتيجية يجب أن ينتج عنها تقسيم للاهداف وتخصيص للمهام وتوزيع للادوار لمستويات المتوسطة والدنيا، وتبعا لهذه المهام تعد تلك المستويات خطط جديدة ومنفصلة لتحقيقها والتي بمجموع نجاحها يتحقق الهدف السراطي، وان لم تتواجد تلك الخطط الدنيا فلا مجال لوصف الخطة بالإستراتيجية لفقدها عنصر تقسيم الأدوار والتعاون وبالتالي فقد القدرة علي المناورة.