جاء حديث عزام الأحمد متمماً لحديث محمود عباس عن سلطة واحدة وسلاح واحد، وإن كان الشعب الفلسطيني يؤيد فكرة سلطة واحدة، إلا أنه لا يقبل فكرة سلاح واحد، لأن السلاح الواحد المتواجد في أيدي ضباط السلطة الفلسطينية هو السلاح الذي وافقت عليه المخابرات الإسرائيلية، وهو السلاح الذي لا يطلق النار إلى على صدر المقاومة الفلسطينية.
سلاح واحد يعني نزع سلاح المقاومة، وهذا ما تهدف إليه إسرائيل، حين اشترط نتانياهو فك الحصار عن غزة بنزع سلاح المقاومة، بالتالي حين يربط كل من محمود عباس وممثله عزام الأحمد بين اعمار غزة وبين نزع سلاح المقاومة، فإنهما بذلك يؤكدان بشكل صريح أن الذي يحاصر غزة هو الجيش الإسرائيلي، ولكن الأداة التي يوظفها الجيش سياسياً لتسويق هذا الحصار هي السلطة الفلسطينية، ليكون الهدف النهائي الذي التقت عليه إسرائيل والسلطة الفلسطينية هو وضع القيود في معصم غزة، وإدخالها ذليلة إلى حظيرة رام الله، لتصير بقرة تحلب الأمن الإسرائيلي، وتنتظر البرسيم الإمريكي.
هذا الاعتراف من عباس وعزام يؤكد على أن حركة حماس قد وقعت في الخطأ حين قاتلت برجولة وإبداع، ولكنها وضعت مفاتيح النصر في يد محمود عباس الذي أعطاها بدوره إلى نتانياهو، ليتوافق الاثنان على نزع سلاح المقاومة، دون أن ينتبها إلى تصريحات ليبرمان الذي اعترف بعدم واقعية نزع سلاح المقاومة.
كان يجب على رجال المقاومة أن يدركوا أن السيد محمود عباس لن يصير مقاوماً بين عشية وضحاها، وأن السيد عزام الأحمد لن يكون في يوم من الأيام ناطقاً باسم المقاومة، وأن من العجائب أن يفاوض السيد صائب عريقات في القاهرة لوقف إطلاق النار بشكل غير مباشر وهو الذي فاوض الإسرائيليين بشكل مباشر عشرات السنين.
إن الخطأ الذي ما زال يحاصر حركة حماس هو رهانها على إمكانية تحقيق المصالحة مع محمود عباس، وعدم يقينها بأن فك الحصار عن غزة مرتبط بالإعلان الصريح من حركة حماس عن فك الشراكة مع عباس.
على حركة حماس أن تعلن بصراحة أن الذي خرج عن صفوف الفلسطينيين في عز الحرب ليلتقي مع رئيس الشباك الإسرائيلي مائير كوهين، قد صار خارج الزمن الفلسطيني، وعلى رجال المقاومة أن يؤسسوا استراتيجية عملهم في المرحلة القادمة على هذا الأساس.