لا تتنازعوا ... فتفشلوا !!

بقلم: وفيق زنداح

ما لم يستجد تغييرا على التواريخ المعلنة لعقد مؤتمر اعادة الاعمار والمتوقع في الثاني عشر من شهر اكتوبر القادم بمصر الشقيقة لإعادة بناء ما دمره الاحتلال في عدوانه الهمجي العنصري على اهلنا بالقطاع وما سيسبق هذا المؤتمر من لقاءات بين الأخوة بحركتي فتح وحماس في مكان لم يقرر بعد لبحث اليات ما تم الاتفاق عليه ومعالجة اشكاليات التطبيق العملي ووضع الحركتين امام تحديات ومخاطر المرحلة في ظل ما ينتظرنا من عودة المفاوضات غير المباشرة لاستكمال تحقيق الحقوق الفلسطينية برعاية الاشقاء في مصر .
هذه خارطة طريق قادم الايام حسب ما يعلن وأيا كانت المواعيد مع اهميتها وحساسية عامل الوقت لكل ما سبق ذكره والنتائج من الفيصل الحاسم للحكم لنا او علينا .
مؤتمر اعادة الاعمار والذي سيكتشف حجم الدمار الكارثي يتطلب العديد من المتطلبات الفلسطينية من حيث وحدة الموقف والاجواء المطلوبة والمناسبة لحث الاشقاء والاصدقاء على تمويل احتياجات اعادة بناء ما دمره الاحتلال الاسرائيلي وسرعة ادخال مواد ومستلزمات هذا البناء من خلال اعادة فتح المعابر .
كافة القضايا والملفات مترابطة ولا نستطيع فصلها فالإعمار بحاجة الى المال كما هو بحاجة الى مواد ومستلزمات هذا البناء كل ذلك وفق خطة واضحة المعالم ومحددة لحصر الاضرار بشفافية عالية وجهة اشرافية واضحة ومعترف بها دوليا وجهات تنفيذ واشراف عالية المستوى وحسب قراءتي للمؤسسات الفلسطينية , فالمجلس الاقتصادي للتنمية والاعمار (بكدار) من اهم الجهات الفلسطينية ذات القدرة على التخطيط والاشراف والتنفيذ من خلال الشركات الفلسطينية لما تتحلى به بكدار من شفافية ونزاهة ومصداقية وتجربة مستمرة ومتواصلة مع البنك الدولي ودول الاتحاد الاوروبي وجهات التمويل العربية كما لبكدار طواقمها الهندسية والإشراقية على مستوى عالي من المهنية في واقع منظومة مالية باليات الصرف حسب المعايير الدولية .
فالإعمار بحاجة الى عنوان ومسؤولية والجميع وقد توافق على حكومة التوافق التي تتحمل مسؤولية اعادة الاعمار ستكون بحاجة الى جهة اشرافية فنية هندسية لمتابعة التنفيذ .
هذا التوافق الفلسطيني الداخلي باعتماد حكومة التوافق باعتبارها حكومة الرئيس والسلطة الوطنية المعترف بها دوليا واقليميا لإتمام هذا الملف يحتاج الى معابر مفتوحة لإدخال المواد والمستلزمات وتقصير المدة الزمنية للتنفيذ خاصة وان هناك الالاف ممن يعانون نتيجة دمار منازلهم واحيائهم وبنيتهم التحتية .
مؤتمر اعادة الاعمار على اهميته وضرورته القصوى في ظل انتظار وترقب الالاف من اهلنا والذين لا زالوا مهجرين عن اماكن سكناهم كما هناك عشرات الالاف من سكان القطاع الذين يعانون من بنية تحتية مدمرة شملت كافة مناحي حياتهم وهذا ما يتطلب تمويلا سريعا وتوافقا فلسطينيا على مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية .
من هنا كان لجلسات الحوار المحتملة بين حركتي فتح وحماس وفي هذا الوقت الصعب والمنعطف الخطير وفي ظل معاناة عشرات الالاف من اهلنا المشردين وما تمر به القضية الفلسطينية من تحديات ومصاعب في ظل عدو استيطاني عدواني يحتاج الى دوافع وطنية خالصة ونوايا صادقة بعيدا عن الحزبية والرؤية الضيقة فلم يتبقى لنا طرف الوقت ولم تعد للمزايدات من مكان, فالشعب الفلسطيني وقد اصبح بحكم تجربته قادرا على فهم كل ما يجري ويدرك جيدا ما يجب عمله وفعله .
الوحدة والتوافق الفلسطيني سيوفر لنا فرص النجاح وسيزيد من مقومات القوة التفاوضية لانتزاع حقوقنا وتحقيق ما نطالب به اصلا في الاتفاقيات الموقعة سواء المطار او الميناء او حتى الممر الامن بين جناحي الوطن والمعابر المفتوحة بصورة دائمة ومستمرة كما جاء في اتفاقيات اوسلو وباريس الاقتصادية .
وحدتنا وتوافقنا وحتى مع اختلاف الرؤى السياسية والمنطلقات الفكرية التي لا مكان لها في هذا الوقت الصعب سيساعد بصورة كبيرة على انجاح الاشتباك السياسي الذي تخوضه السلطة الوطنية والذي يجب علينا جميعا ان نوفر له فرص النجاح وان لا نضع امامه المزيد من المعوقات فالمعركة السياسية لا تقل ضراوة وشراسة عن ساحة الميدان ومقاومة المحتل .
ملفات قادم الايام يواجهها العديد من التحديات والمصاعب والتي تحتاج الى وحدة الموقف الفلسطيني بعيدا عن الفئوية والفصائلية التي لا مكان لها في هذه المرحلة الخطيرة التي نواجه بها عدو ارهابي عنصري لا يتوانى للحظة واحدة عن ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر واستخدام اسلحة الدمار وهذا ما يستوجب علينا ان نهيئ للوفد الفلسطيني الموحد كل سبل النجاح وكل عوامل القوة لانتزاع حقوقنا وتعزيز انتصار ارادتنا وحتى لا نترك مجالا للفشل لأنه ليس امامنا الا النجاح .

الكاتب/
وفيق زنداح