التنظير علي أشده... والمزايدات تتسع... والتصيد يزداد ...والمهاترات مخيفه ...والرؤية ضبابيه ..والطريق غير سالكه ...والسيناريوهات مفتوحه... والواقع مأساوي... والمستقبل مجهول ...والمسئولية غائبه ...والقرار ضائع... والمؤسسات نائمه ...والفصائل مترددة... والحكومة في العسل ...والشعب ينتظر... فلا حديث يسر القلوب ولا مواقف تقبلها العقول ولا بشائر تزرع الأمل وكل ما يشاع ويقال يعكر صفونا ويوفر ضياع وقتنا وازدياد همومنا.. وكأن المجال متسعا فلا احتلال جاثم ولا حصار قاتل ولا استيطان سرطاني ولا عدوان يدمرنا ويقسمنا ولا بحر يغرقنا ولا هجرة موت تباعد بيننا ..لا حياة تسرنا ..ولا الزمن معنا ترف الفكر يسود ويتسع والفكر في ضياع ولا قيمه للوقت القاتل .
لازال المجال متسع للموت البطيء وقتل الآمال ونشر الاحباط واحداث الوجع واصابه العقول ولا نصدق ما نري ..أي حال هذا ؟وأي مصاب أصابنا ؟.هل عين حاسد ؟ أم غياب ضمائر ؟ أم أطماع تتسع ؟ أي حال هذا !! الذي لا يفرح الشهداء والجرحي والأسري.. ولا يفرح الأمهات والآباء.. ولا يفرح أطفالنا وشبابنا ..لكنه بالتأكيد يسر أعداءنا ..فهل نحن أصبحنا دون أن ندري ننفذ ما عجز العدو عن تحقيقه ؟أي واقع وصلنا اليه والحديث عن حوار مصالحة يتجدد بعد اتفاقيات عديدة والقضايا لا زالت علي حالها رغم الاتفاق عليها والملفات قد ماتت بحتا وتفصيلا دون المكاشفة وشفافية القول أن الارادة مازالت بعيدة عن نقطه الانطلاق ورؤيه الواقع وعدم زيادة الأحلام والتأكيد علي مخاطر وخطورة ما نحن فيه ..ترف الفكر لا يساعدنا فلا الزمان هو الزمان ولا المكان هو المكان ولا يفيدنا الاستهتار بالوقت في ظل كل ما يتعارض مع مصالحنا وكأننا لا نقرأ تفاصيل أحوالنا ومن هم حولنا استسهلنا الوقت الضائع علي حساب الزمان والمكان ونزف دماؤنا يزداد وعذابنا يتسع ولم يعد الوقت مهما ولم يعد أهميه لمحددات فكرنا وكأن كل شى سالك أمامنا وطريقنا معبده ممهده ولا يوجد أمامنا عثرات ومصايد ومصائب ولا ندري ما يخطط ضدنا أي حال هذا ؟ لا استفادة من تجربة ولا استخلاص لعبرة ولا وفاء لتضحيات وكأننا أصبحنا نمتلك خبره الزمان والمكان ولدرجة الادمان علي اعتبار وهم الثقة والقدرة وكأننا لم نعد بحاجة الى ناصح .
وطن نازف وجريح والشعب تفوق علي قيادته وتقدمها وأدرك ما يجري وما سوف يجري واستخلص العبر والدروس لا زال علي اخلاصه ولن يغادر انتماءه وصبره وسيعطي للوقت أهميته وللفكر احتياجاته والأهم أن تدرك فصائلنا ما أدركه شعبنا فلا يسار قادر ولا يمين فاعل ولا شعب سيبقى منتظر في ظل انقسام قاتل وانفصام وانفصال مهدد واقتصاد مفقود وجيوب خاوية وأسعار مولعه والفقر يتسع والمأوي مفقود وحقوق الانسان ضائعة والجميع يرسل ولا يستقبل يطالب ولا ينفذ ينظر ولا يعمل.
اعلام صاخب واثاره مستفزه وفضائيات ملونة بألوان من يمول يفكر ويوجه وبرامج مباشرة ومفتوحة للتفريغ والتفريخ وتلويث الأجواء ودغدغه العواطف اعلام يتحدث مع نفسه ولنفس جمهوره الخاص ولكل منا فكره وتوجهاته وانتمائه ويدافع باستماته عن مواقفه ولا تغيير ولا تبديل ولا نقطه التقاء جهود ضائعة ومبعثره لا طائل منها ولا استفادة وطنية خالصة كلها استفادات حزبية وفئوية تتصيد ما تستطيع وتحلل ما تريد وتهاجم من يخالف وتسخط من يعارض ديمقراطية غائبه وثقافه دكتاتوريه سائدة وحريات منقوصة وقوانين غائبه ومحاسبات مؤجله الى أبد الابدين ومؤسسات غير حكومية تتحرك بريموت التمويل والبرنامج المعد والاهداف المحددة ومؤسسات حكومية تتعامل بمنظور الوظيفة والراتب والدرجة.
شعب صامت صابر يتساءل بداخله عن كل ما يجري مدرك للتفاصيل وليس خافيا عليه أصغر الصغائر كل شى معروف ومعلوم لكنه صامت صمت الصابرين القادرين المرابطين يعطي الفرصة لعل وعسي أن يكون هناك الغد الأفضل وأن اليوم نهاية ماساه المشهد شعب مصمم علي أن يزرع الأمل ولا يريد أن يسيطر عليه بأقوال التشاؤم مؤمن بقدره لكنه رافض لكل ما يشتت ويفتت ويزرع الفتن يرفض كل ما يسمع ويشاهد من ردحا وردح مضاد واتهام مضاد ومزايدات وشعارات هنا وهناك حتي أصبحنا نجيد المجادلة والمخاصمة والانفصال والانفصام فأي فاصل يفصل بيننا وأي أهداف تجمعنا وأي وطن يمكن أن نتعايش بداخله وأى شعب يمكن أن يصبر علينا كما شعبنا المكلوم والمعذب والمهجر فصائل تتخاصم لأجل ذاتها الخاصه ولا تريد أن تتوحد من أجلنا ولا حتي من أجل وطن ينزف دما ..مشروع الفصيل يتقدم الصفوف والاولويات وقضايا الشعب والوطن تستخدم بالشعارات وفي ادني الاولويات أي قدوة وقيادة يمكن أن تشكل نموذجا للعطاء والاحساس بالمسئولية .
نأمل من اللقاء المنتظر للحوار ما بين حركتي فتح وحماس أن لا يخيب أمالنا .أمال الوطن والشعب والقضية وأن يتعاطوا بروح المسئولية الخالصة وأن لا يستمروا بسياسة الملفات المفتوحة والتفسيرات المتناقضة علي قاعده الظن والشك والاتهام لأن هذا اللقاء فرصة أخيرة اما الوحدة والاستمرار في تنفيذ أولوياتنا الوطنية واما فكل من هذا الفصيل او ذاك أن يدرك أن خسارته اكبر واكثر مما يتصور ...ونأمل من الله عز وجل أن تكون الحركتين علي قدر الثقة والمسئولية وان يكونوا الاوفياء للشهداء والجرحى والأسري ولكل المهجرين والنازحين عن بيوتهم المدمرة والمنتظرين بفارغ الصبر اعادة الاعمار والعودة الى منازلهم وحتي تتم معالجة كافة القضايا الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز الديمقراطية بالممارسة السليمة ومعالجة ظاهرة البطالة ...والدخول الي أفاق مرحلة جديدة نبني الوطن... وطن الفلسطينيين جميعا .
الكاتب : وفيق زنداح