بدأ مشروع الاسلاميين بقيادة أردوغان الذي كان يبحث عن دور في الشرق الاوسط, هذا المشروع ازداد قوة عندما تشكل الحلف بقيادة تركيا وانضمام مصر في عهد المعزول مرسي وانضمام قطر وحركة حماس, ولكن ردا على هذا المشروع الغريب عن الوطن العربي تحالفت الدول العربية لاسقاط مشروع تركيا, وكانت البداية سقوط مصر عندما تم عزل مرسي عن الحكم, واستمر الجهد العربي حتى بدأ الحديث عن سقوط دولة قطر من هذا الحلف, الان بقيت تركيا وحليفها الصغير حماس.
تسربت الاخبار لصحيفة تونسية بأن قطر طلبت من خالد مشعل مغادرة البلاد, وان خالد مشعل يبحث عن اقامة في تونس, وهذا الخبر يتوافق مع طلب قطر من قيادات الاخوان المسلمين مغادرة البلاد, حماس نفت ان تكون قطر ابلغت مشعل بالمغادرة, وهذا ليس مهم ولكن المهم هو هل قطر ما زالت حليف وداعم وممول لحركة حماس ام ان الحلف تدهور وسقطت قطر منه, المؤشرات تدل على سقوط قطر من الحلف بل ايضا تأكل العلاقة بين تركيا حماس.
القيادي في حماس احمد يوسف كتب في مقال جديد بعد ازمة قطر والاخوان, وقال (بأن دول الخليج وبمساعدة مصرية انقضت على مشروع الاسلاميين الذي حاول اردوغان بناءة), هذا الكلام يؤكد بان قطر طلبت من مشعل الرحيل, ويؤكد ان قطر سقطت من تحالف الاخوان المسلمين الاقليمي, ويؤكد ان قطر لم تعد حليف لحركة حماس وما تبقى في هذا الحلف هما تركيا وحماس.
ان الخاسر الوحيد من سقوط هذا الحلف هي حماس, فأن كل دولة من اعضاء الحلف ستجد مصالحها في اماكن اخرى والدليل قطر التي وجدت مصالحها في الخروج من الحلف, والمنطق يقول بان اخر اعضاء الحلف يبقى وحيدا هو الخاسر, ولكن حماس حتى هذه اللحظة لم تفقد الامل في المشروع الاسلامي, فنجد قيادات حماس تمدح اردوغان وتتوسل الية, وهذا كان واضح جدا في مقال احمد يوسف القيادي الحمساوي, حيث نجد ان القيادي من خلال مقالة يحاول ارسال عدة رسائل الى اردوغان منها: (ان تركيا ستبقى الدولة الاولى في الشرق الاوسط), ويحث اردوغان على عدم اليأس ومحاولة اعادة واستنهاض المشروع الاسلامي, ويمدح اردوغان بقولة (ان تركيا اردوغان هي الاكثر قدرة وتاهلاً لحل مشاكل المنطقة), والمقال طويل جدا مليئ بالمدح والتقرب من اردوغان.
في نهاية مقال القيادي يوسف لم يقتصر الامر على مدح اردوغان بل تعدى مرحلة اخطر, وهو رمي القضية الفلسطينية في حجر اردوغان كي يلعب بها كما يشاء, حيث قال القيادي "ان القضية الفلسطينية ستبقى في صدارة الاهتمام التركي باعتبار فلسطين مركزيتها الدينية والعاطفية" وقال القيادي ايضا "سيظل الانشغال التركي بالقضية الفلسطينية هو أولوية الرئيس اردوغان, كون فلسطين هي المدخل لعبث طربوش العثمانية من جديد, ومنح وسام الزعامة لتركيا اردوغان, وحشد طاقات الامة وتعبئتها خلف الرجل", نقرأ من هذا الكلام الخطير بأن حماس تبعث رسالة الى اردوغان وتقول بشكل واضح بأنه حتى لو سقطت مصر وقطر من مشروعكم فأن فلسطين جاهزة كي تحققوا احلامكم من خلالها, وان فلسطين ستكون عنوان نجاحكم في مشروعكم, هكذا فهمنا من كلام القيادي.
حماس تدرك ان اخر حلفائها هي تركيا ويجب عليها ان تتمسك بها, ولكنها لا تدرك بان التمسك بتركيا قرار خاطئ, فأن تركيا لا تعتبر حماس ركن اساسي في الحلف لانها ليس دولة, ولكن تركيا تستخدم حماس كغطاء عاطفي وديني يجلب للحلف التعاطف والشرعية, واذا سقط الحلف فلا حاجة لحماس, وان تركيا عندما فقدت مصر وفقدت قطر لا حاجة لها بحماس الضعيفة المحاصرة, لان التحالفات هي عبارة عن حالة من المصالح, وحماس لا تملك موارد اساسية لتدعم الحلف وعلى العكس حماس تحتاج مصاريف, والجانب العاطفي الذي تملكة حماس تحتاجة تركيا عندما يكون الحلف كامل, وان المدح الحمساوي لتركيا هو مؤشر على ان تركيا بدأت تتخلى عنهم, وحماس اكثر تنظيم يدرك بان التحالفات تعبر عن المصالح, فهي جربت حلف مع سوريا وحلف مع حزب الله وحلف مع ايران وحلف مع مرسي وحلف مع قطر وكلها عند انتهاء المصلحة فشلت واصبحوا اعداء لحماس, اذا يجب على حماس التوقف عن المراهنة على تركيا لانه لا يوجد مصلحة لتركيا في هذه اللحظة والمدح والاستعطاف لا يجلب الحليف, فقط تجلبة المصلحة.
حماس تحتاج الى قرار جريئ وهو القرار الصائب والصحيح, بعد ان فقدت كل حلفائها وتنقلت بين الدول على حليف ولم تجد, القرار هو عدم المراهنة على تركيا والانضمام الى جانب السلطة الفلسطينية للمحور العربي, نعم هو القرار الصحيح, الان حماس تراهن على تركيا وتلوح بالمفاوضات مع الاحتلال وتحاول الرجوع الى الحليف الايراني وكلها محاولات فاشلة, الحل الوحيد هو مصالحة مع السلطة ومصالحة مع مصر العروبة لان مصر هي الدولة الوحيدة التي لا يجب ان نعاديها, مصر هي المتمسكة والمتحكمة بكل محاور القضية الفلسطينية, وانا متاكد بأن هذا القرار سيقابل بالترحاب من قبل مصر ومن قبل السلطة الفلسطينية, اذا ارادت حماس ان تبقى قوية فيجب عليها الانضمام الى حلف مصر, وهذه اللحظة مناسبة قبل ان يفوت الاوان ويصبح الانضام الى حلف مصر والسلطة اجباري, في هذه اللحظة لديكم فرصة لحفظ ماء وجوهكم والانضمام بمحض ارادتكم للحلف, ان الشعب كل يوم يزداد هلاك ويزداد معاناه والم وفقر وبطالة ودمار, وانتم تعلمون ان كل ذلك يمكن ان ينتهي لو قررتم الانضام الى مصر وترك مشروعكم الاسلامي الذي سقط دون رجوع.