بدائرة الضوء.. إعلام حركة الجهاد

بقلم: وفيق زنداح

يجب أن يعطي كل ذي حق حقه....ويجب أن يشكر من يستحق الشكر علي قاعدة الواجب ....وأن يحترم من يستحق الاحترام...وأن ينتقد من يستحق النقد...فليس لي موقفا معارضا ولم أكن مؤيدا... ولكن سيبقي الكاتب يتحرك بأفكاره وقلمه من منطلق وطني وانتماء فلسطيني عروبي قومي وليس من خلال التأييد المطلق لهذا الفصيل او ذاك فالقلم والفكر الوطني أفضل للكاتب من القلم المتحزب والأيدولوجيات التي ليست جامعة للكل الوطني.

الكاتب يعمل جل جهده من أجل اظهار الحقيقة الكاملة بقدر استطاعته وبما يمتلك من قدرات تحليلية وهذا ما يخدم الكاتب في مهنيته كما يخدم القضية الوطنية بمجملها.

عودة الى حركة الجهاد الاسلامي هذا التنظيم الذي يحترم بفعل مواقفه الوطنية ومقاومته الباسلة وعناده المتوازن وفكره الواضح ومواقفه الصريحة ....فهو التنظيم الذي لا يفقد توازنه ولا يعمل بردات الفعل برغم أنه تنظيم عقائدي ولكنه منفتح علي الجميع ...تنظيم يغلب المقاومة كنهج وخيار لكنه لا يرفض السياسة ...تنظيم ذات فكرة عقائدية جهادية مؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي والذي أسس للفكر الديني الجهادي في فلسطين ...بمعني فلسطين الجهاد لمواجهه المحتل الاسرائيلي ولا يخرج عن اطار فلسطين صوتا وفعلا وممارسة ...فكر تحرري لا يعتمد الغضب والتعصب واثارة البلبلة .

لم أقرأ عن حركة الجهاد الاسلامي ولكنني أستخلص ما أقول من خلال متابعتي الاعلامية ولست في محل التقييم والتحليل لهذا التنظيم ...ولكن من خلال التجربة الاعلامية وعلي مدار سنوات طويلة واحترام الشارع الفلسطيني لهذه الحركة المقاومة والمعارضة بذات الوقت والتي لم تسعي الى تعكير اجواء العلاقات الوطنية وتحرص علي وحده الصف كخيار استراتيجي ...تتوافق مع الجميع لمواجهه المحتل الاسرائيلي وتقف معارضه لخيار التفاوض الذي لا يحقق حتي الان الدولة الفلسطينية المستقلة... لكنها لا تعارض الوصول الى هذا الحل رغم أنها ترى في فلسطين التاريخية الحل المنشود ... تقف مع قوي المقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي التي تؤمن به وتري في حركة حماس شريك مقاوم ....لا يسعي الجهاد الاسلامي الى الوصول الى سده الحكم وعلي الاقل لم نسمع عن تطلعاته السياسية كتنظيم لم يشارك في عملية الانتخابات الرئاسية والتشريعية ولا يقبل أن يكون في اطار حكومة ولا يتطلع الي أن يكون له وزيرا هنا أو هناك ....يرفض اوسلو وإفرازاتها قولا وفعلا حركة صريحة في عباراتها المستخدمة تنظيما متوافق مع نفسه ومع الاخرين ولا يعارض ما يتم التوافق عليه من قبل الأغلبية ....مع احتفاظه لنفسه بحق المعارضة دون الاعاقة لأحد .

وقد يسأل البعض لماذا الحديث عن الجهاد الاسلامي وأنا ككاتب بعيد عن منطلقاته وخياراته ومواقفه أقول وبحكم عملي الاعلامي وتجربتي الشخصية كنت من الداعيين لبعض قيادات الجهاد للحديث عبر شاشة تلفزيون وفضائية فلسطين كما غيرهم من الفصائل الوطنية والاسلامية .

كان الحديث المتداول أن تلفزيون وفضائية فلسطين لحركة فتح ولا تستضيف القوي المعارضة وهذا ليس حقيقي بحكم التجربة والعمل الاعلامي الذي كنا نمارسه من خلال استضافه الجميع وللأمانة المهنية والوطنية فقد كان الحضور من قيادات الصف الأول للجهاد الاسلامي والذين كانوا يؤكدون حضورا وطنيا وحدويا في اطار محافظتهم علي الموقف الرسمي لحركتهم .

عندما أتحدث عن الاعلام الحزبي فهنا لابد لي ومن خلال المتابعة الاعلامية أن أشير بالبنان والصدق والموضوعية والمهنية لإعلام الجهاد الاسلامي سواء اذاعه صوت القدس أو موقع القدس نت أو قناة فلسطين اليوم وأنا هنا بحكم بعض المتابعات الاخبارية أشعر بديمقراطية الحديث ومضمونه وتنوع الضيوف الذين يتم استضافتهم وهذا ما يجب ان نشجع عليه كافه وسائل الاعلام الحزبي وحتي لا يبقى الاعلام الحزبي يتحدث مع نفسه ولجمهوره الخاص ويفقد أهميه وجودة ورسالته لان الاعلام الحزبي يجب أن يتحدث بصوت وطني متوازن ويطرح قضايا وطنية خالصة ومن خلال شخصيات ذات ميول واجتهادات متعددة والاهم من خلال طرح أسئلة غير مفخخة ولا تسير الامور والقضايا الى حيث موقف هذا الحزب أو الحركة .

وهنا وللحقيقة فان اعلام الجهاد الاسلامي أعتبره ذات مصداقية ويستحق الاحترام وذات مساهمه وطنية ناضجه وهامة لإحداث تعبئه ثقافيه وحدوية وفي ذات الاطار والسياق تعبير عن موقف الحركة وخياراتها وهذا حقهم كما يؤمنون ويعتقدون.... الاعلام الحزبي الفتحاوي وعبر سنوات طويلة أخذ علي عاتقه مهمات وطنية خالصه أكثر مما أخذ علي عاتقه قضايا تنظيمية داخلية وربما في هذا فخرا لإعلام فتح حتي ولو كان هناك قصورا غير مقصودا بمتابعه القضايا التنظيمية للحركة وهذا ما يجب أن يدفع الى صياغه فكر اعلامي مستنير يأخذ بقضايا الوطن وقضايا التنظيم وهذا ما يتم تلمسه عبر كافة المواقع الإخبارية الالكترونية الفتحاوية وحتي وسائل الاعلام الرسمي الفلسطيني التي تأخذ بقضايا الوطن كمقدمة أساسية لخطابها الاعلامي .

وعودة الى وسائل اعلام الجهاد الاسلامي فإنني أفتخر وأعتز بالمهنية والوطنية العالية لإذاعة صوت القدس وموقع القدس نت ..وقناة فلسطين اليوم ..والتي ألمس من خلال القناة أنها تقترب الى الحزبية أكثر من اذاعه صوت القدس وموقع قدس نت ...وهذا ليس معيب كما أنه ليس خلل مهني علي اعتبار أن وسائل الاعلام الحزبي ذات رسالة ومضمون وأهداف تخدم الحركة بالمقام الأول ....وبالتأكيد ليس علي حساب قضايا الوطن

أملي أن تأخذ وسائل الاعلام المعارضة ذات الخطى التي تسير عليها وسائل اعلام الجهاد الاسلامي .