الذين يصدقون الوشاية ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

قالت :بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن الشيطان نزل ببلاد العرب ،وتحديدا في أرض غزة هاشم ، بعد الحرب الأخيرة ،ووسوس لأحد المنجمين أن يشيع في عوام الناس والبسطاء بمناطق الشمال أوالجنوب بأنه.. رأى في المنام أن الذين سوف يضحون هذا العام في عيد الأضحى المبارك ،والذي نحن على مقربة منه أنه رآهم يفرون على الفور ،بعد ذبح أضحيتهم ،دون أن ينالوا شيئا من لحومها ،ودون أن ينسجوا الكساء من أوبارها هذه المرة.. لأن حربا جديدة مدمرة..مستعرة وأشد فتكا من ذي قبل يشنها العدوان الإسرائيلي فيدك الأرض بشراسة كما الزلازل أو البراكين ..، وحينها يكثر الهرج والمرج فيهرع الناس نحو الجدارن الحدودية التي تردهم بكل قسوة كلما اقتربوا منها ..وحينها سيتفرد العدو بهم كما الثعالب عندما تنهش فريستها ،وأن ذاك المنجم قد رأى دماء الشهداء تسيل مختلطة بدماء الأضاحي في مشهد رهيب لا يوصف ..قال الملك : ألهذا السبب تناقص عدد الذين يضحون هذا العام عنه في الأعوام السابقة.. خوفا من أن تحل تلك الكارثة ..؟!! ..لكن وأسفاه على ما يحدث ببلاد العرب أوطاني ..أيصلون ويزكون ويصومون ومع هذا بالتنجيم يصدقون ..؟!! يا حسرتاه على العباد ..!! أين أولئك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء بالحديث الذي ورد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ والذي قال فيه كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمًا فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».رواه الترمذي.. تُرى ماذا يريد الشيطان من كل هذا حدثيني بسرعة ..؟!! ردت وقد أوشكت على النعاس ..ليحرمهم أجر النحر يامولاي.. ولو علم أولئك الغاوون الأجر بالنيات حتى وإن صدق المنجمون..ولو علم الذين يقدرون على شراء الأضاحي ولا يفعلون .. لما ترددوا مثقال ذرة في المشاركة بالأضحية.. فمن الصحيح ما روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا".. وحينها أدرك الملك الصباح حيث سكتت فجأة عن الكلام المباح بعدما قالت حاذروا أيها الناس من الدجل والدجالين ..!!