الفنان خالد صالح يودع ربيع عمره القصير بعد صراع مع المرض

بعد ربيع قصير مع الحياة وصراع طويل مع المرض، غيب الموت، صباح أمس، في أسوان بجنوب مصر، الفنان المصري خالد صالح عن عمر ناهز 50 عاما. وكانت حالته الصحية تدهورت في الفترة الأخيرة، حيث كان يعاني من مرض في القلب، استدعي عمل جراحة قسطرة أجراها له الجراح العالمي مجدي يعقوب في مركزه الطبي بمدينة أسوان (جنوب البلاد)، عقب تحليلات طبية كثيرة أجراها صالح على مدار أسبوعين؛ لكن صالح لم يفق من الجراحة حتى وافته المنية.

ولد خالد صالح في 23 يناير (كانون الثاني) عام 1964 بالقاهرة، وبدأ خطواته الأولى في عالم التمثيل من خلال مسرح الجامعة وهو طالب بها في كلية التجارة، ومثل في مسارح الهواة مثل مسرح الهناجر وفي دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة، وكان خلال ذلك الوقت يمارس أعماله في التجارة؛ لكن خطوته كفنان لم تتبلور ملامحها إلا في عام 2000، وهو في سن السادسة والثلاثين، ولمع نجمه سريعا وبرع في أداء الأدوار المعقدة والمركبة، ولم يحصل على شهرته إلا بعدما تخطى الأربعين من عمره.

بدأ صالح عمله في السينما بدور صغير في فيلم "محامى خلع" عام 2002 بجملة واحدة برع فيها عندما قدم شخصية المستشار الذي يحكم في قضية خلع بطلة العمل داليا البحيري من زوجها، حيث قال جملة واحدة وهى "ما تقوليله يا رشا"، ثم ظهر بعدها في دور صغير آخر في فيلم "ميدو مشاكل" عام 2003، ثم حصل على دورين أكبر بقليل في فيلم "أحلى الأوقات" عام 2004، وفيلم "تيتو" في نفس العام، حيث قدم أدوارا متميزة في هذين العملين رغم صغر مساحتهما، لكنهما شكلا عتبة قوية لكي يتعرف عليه الجمهور، ويراهن على مولد فنان سيكون له شأن في عالم الفن.

ورغم ملامح التميز التي كان ينميها من دور إلى آخر في رحلته القصيرة، فلم يصافح خالد صالح النجومية في حياته إلا مؤخرا بعدما جرى اكتشافها على يد كوكبة من المخرجين والفنانين الكبار، ليقدم في ظلالها أدوارا ناجحة ومميزة منها مسلسل "أحلام عادية"، وأفلام "هي فوضى" عام 2007، و"فتح عينك" عام 2005، و"ملاكي إسكندرية"، و"حرب أطاليا" عام 2005، و"عن العشق والهوى"، و"ثمن دستة أشرار"، و"أحلام حقيقية"، و"عمارة يعقوبيان" عام 2006، ورغم أهمية أدواره في كل تلك الأعمال؛ فإنها لم تكن بطولات مطلقة له؛ بل كانت بطولات مشتركة؛ لكنها تركت علامات بارزة في مشواره الفني القصير.

عرف صالح طريق البطولة المطلقة، فقدم مسلسلي "سلطان الغرام" عام 2007، و"بعد الفراق" عام 2008، و"تاجر السعادة" عام 2009، و"الريان" عام 2011، و"9 جامعة الدول" عام 2012، و"فرعون" عام 2013، وأفلام "الريس عمر حرب" عام 2008، و"ابن القنصل" عام 2010، وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا، وانتقل بعدها لتقديم أعمال أكثر أهمية ونضوجا مثل أفلام "كف القمر" عام 2011، و"فبراير الأسود"، "الحرامي والعبيط" عام 2013.

والفنان خالد صالح متزوج ولديه ولدان، أحمد (18 عاما)، وعلياء (14 عاما).

ورحل خالد صالح من دون أن يشاهد فيلمه الأخير "الجزيرة2" مع الفنان أحمد السقا، والذي من المقرر عرضه في عيد الأضحى، ولم يكمل مشروع فيلمه الجديد "الولد"، مع الفنانة رانيا يوسف.

وتقام جنازة الراحل اليوم (الجمعة) من مسجد عمرو بن العاص بحي مصر القديمة (جنوب القاهرة)، ليجري دفنه بمقابر الأسرة، ونعى عدد من الفنانين والسينمائيين رحيل صالح. وقالت ياسمين عبد العزيز: "فقدت ممثلا عبقريا وإنسانا محترما. الله يرحمه"، في حين قال خالد الصاوي: "فقدت أخي ورفيق عمري الفنان خالد صالح.. أسأل الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته". وقال الفنان أحمد حلمي: "خالد صالح جسد الوزير والفقير، اللص والشرطي، ابن المدينة والصعيدي، العاقل والمجنون، العبقري والغبي.. إنه فنان بشعب كامل".

وكتبت الفنانة لقاء الخميسي: "رحل أستاذي وأخي وصديقي ومعلمي وفناني الغالي.. وجعت قلبي يا أستاذي، ولكنك الآن في مكان أفضل مع الحبيب.. هاتوحشنى".

وقال الفنان أحمد السقا: "ربنا يرحمك يا خالد.. أنا مش متخيل خبر الوفاة.. أزاي فيلم (الجزيرة) يتعرض من غيرك.. ربنا يرحمك"

المصدر: وكالات - وكالة قدس نت للأنباء -