الأفخاخ ..واللجان!!

بقلم: وفيق زنداح

بداية وحتي لا يسجل أنني تمنيت الفشل لحوار المصالحة ...فإنني أؤكد عن خالص تمنياتي وأمنياتي وأحلامي وكل ما لدي من مشاعر وعقل وتجربة أن يكون النجاح والانجاز نتيجة لكل لقاء فلسطيني داخلي ...كما لكل لقاء مباشر.. أوغير مباشر ..مع اسرائيل لان انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وانهاء كافه اشكاليات وتعقيدات وتوابع ما جري جراء الانقسام أصاب الوطن في مقتل وأذاق شعبنا المزيد من الويلات والكوارث ..ويكفي ما نحن عليه بعد عدوان أثم ومجرم طال الاخضر واليابس وشرد الالاف ودمر ألاف المنازل وما لحق بالقطاع من تدمير لبنيته التحتية ومؤسساته الحكومية وغير الحكومية.. كان الله بعون شعبنا علي ما ابتلاه .

بيان التفاهمات الصادر عن حركتي فتح وحماس والمتضمن لجنه الحكومة ,لجنة الحصار والاعمار ,المجلس التشريعي , الموظفين , التحرك السياسي , لجنة الحريات العامة ,لجنة المصالحة المجتمعية , الانتخابات , ولجنه المتابعة ..وحتي لا أخوض كثيرا في تفاصيل ما كتب بهذه التفاهمات وما تم اختزاله بالعديد من القضايا والتفاصيل... فانني لم ألمس طرف خيط يمكن البناء عليه للوصول الى نتيجة مفادها أن هذا الحوار قد نجح في انهاء الانقسام بكافة أشكاله وتوابعه.. وأن أراضي السلطة الوطنية ذات سلطه واحدة.. وسلاح واحد.. وقرار واحد.. فما تم تشكيله من لجان يعبر عن قضايا لم يتم الاتفاق عليها بعد أن عملوا كل ما في جهدهم من أجل تحقيق المصالح بين الحركتين رغم التناقض الواضح في التصريحات الاعلامية والتي لا تتطابق مع التفاهمات المعلنة وهذا خلل اضافي وفتح لباب الاجتهادات والتفسيرات التي يمكن أن تخرج عن المتحاورين .

لجان متعددة وسينبثق عنها لجان وسنبقي ندور في حلقه مفرغه لا توصلنا الى انهاء حقيقي لهذا الانقسام الذي طال حياتنا ووحدتنا وأشاع الاحقاد بيننا ونشر عدم الثقة بين أخوة النضال وفسخ المجتمع ما بين هذا وذاك وأضعف من مقومات قوتنا وصمودنا وأضعف من حالنا حتي أصبحنا لا نستطيع فرض ارادتنا علي عدوانا المحتل لا بالمفاوضات غير المباشرة وتحقيق حقوقنا... ولا بالمفاوضات المباشرة لتحقيق تطلعاتنا الوطنية... ولا حتي بتحركنا الدولي لوضع سقف زمني .

كل بند من بنود التفاهمات بداخله أفخاخ متعددة تعطي المجال متسعا للمزيد من الخلاف والاشكاليات والتي تحتاج الى متابعة من قبل لجنة المتابعة والتي ستكون هي اللجنة الوحيدة التي سيكون لها عمل مستمر ومتواصل للوصول الى المزيد من اللقاءات والحوارات.. وحتي نبقي نتحاور في ظل حكومة توافقية من التكنوقراط تم وضعها في خلاط الانقسام لخرطها وتحملها لكافه مسئوليات الفشل التي تم الوصول اليها.. بالنتيجة النهائية وعلي اعتبار أن التفاهمات المعلنة تطالب حكومة التوافق ...وتدعو حكومة التوافق.. ويجب علي حكومة التوافق ...ولأن حكومة التوافق ..والجميع يعرف أنها حكومة ضعيفة لا تمتلك أدوات تنفيذ سيطرتها علي القطاع... ولكن مسموح لها أن تسافر الى أخر العالم لجلب الأموال واعادة الاعمار ودفع الرواتب وبهذا تكون المصالحة قد تحققت في ظل اعمار ما تم تدميره ودفع رواتب الحكومة المقالة وما تم تعينهم ما بعد الانقسام وفتح المعابر مع اسرائيل وادخال مستلزمات اعادة الاعمار وحرية حركة التجار والبضائع... دون ذكر لسيطرة حكومة التوافق علي معبر رفح من الجانب الفلسطيني باعتباره شريان الحياة لأهلنا في قطاع غزة ...لأن المعابر ما بين قطاع غزة واسرائيل مفتوحة وجاري العمل بها حتي أثناء الحرب وكل المشكلة تتعلق بمواد البناء .

نتمنى أن يتجاوز المتحاورين الافخاخ.. والتفسيرات العديدة ..التي يمكن أن يفسر في كل بند وأن تنجح اللجان ..وحتي اللجان المنبثقة عن اللجان .

نتمنى الخطأ لتقديراتنا.. والنجاح لمن تحاور.. ووصل الى مثل هذه التفاهمات.. وسنبقي ننتظر كما باقي فصائلنا وشعبنا .. وحتي يتم احترام عقولنا ..وتقدير معاناتنا ..والشعور بهمومنا ..كان الله بعون شعبنا.. وكان الله بعون حكومة التوافق ..التي ستدفع فاتورة نهاية خدمتها .

الكاتب : وفيق زنداح