بين النبأ الإعلامي.. ونبأ الهدهد ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

ليس عجيبا أن تتناقل وسائل الأنباء خبرا من العاصمة المصرية القاهرة قد أحطنا به من قبل.. وليس كما جاء بالهدهد لما قال لسيدنا سليمان عليه السلام أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين ..والفرق الشاسع بين النبأين هو أن الأخير يقينا أما الخبر الأول فقد سمعنا عنه الكثير والكثير ،ولم يتحقق شيئا جديدا منه على أرض الواقع فكم من مرات ومرات سمعنا أو أشيع فينا بأن هناك اتفاقا كاملا بين الأطراف المتحاورة بين حركتي فتح وحماس آخرها فيما يتعلق بتنفيذ بنود تلك الاتفاقيات من بسط نفوذ حكومة التوافق على قطاع غزة وحل أزمة الموظفين التابعين لحركة حماس في غزة ، بتسوية أوضاعهم وتثبيتهم كموظفين رسميين في السلطة الفلسطينية وأن الحكومة ..حكومة التوافق ستشرف على المعابر وليست الأمم المتحدة، وأن الموظفين القدامى سيشاركون في تأدية مهامهم بشكل مباشر..و أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة عليا من الحركتين لمتابعة تطبيق الاتفاق وإلا ويتمخض عن مثل تلك التفاهمات وفور عودة كل فصيل إلى مكانه الذي انطلق منه .. عراكات وشتائم وتحميل كل طرف المسئولية عن إجهاض جنين تلك الاتفاقات المبرمة..ذاك الجنين الحلم والأمل المنشود والذي لم يكتمل جسده الصغير بعد يعني هذا على رأي المثل المصري :" اسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك استغرب "..!! لكن التساؤل هل هذه المرة تختلف عن كل المرات أم انه وكما يقولون ما أشبه الليلة بالبارحة أو لا جديد تحت الشمس ..!!ترى أن الاتفاق هذه المرة جاء تحت ضغط شديد من قبل الدولة التي ترعى الاتفاق والتي قد سئمت مثل تلك اللقاءات الغير مجدية أو التي باتت مجرد حوارات من أجل الحوارات فقط ..أم أن هناك تلويحا من الدول المانحة بعدم عقد أي مؤتمرات تتعلق بإعادة الإعمار لطالما ليس هناك خزينة واحدة يمكن أن يؤتمن فيها التبرعات من الدول المانحة ..هي تساؤلات وتساؤلات سوف تجيب عنها الأيام القادمة القليلة فكل غريق مهما طال بقاؤه في أعماق البحر لابد أن يطفو جثمانه على السطح ..لكن قبل أي شيء إن لم تصدق النوايا بين الطرفين أو أيا منهما فحينها يمكنا القول على الدنيا السلام.. ليس لأنها المحاولة الأخيرة أو المشهد الأخير أو الفرصة الأخيرة كما يقال ..ولكن لأن ذلك يعني انفصال وليس انقساما.. والفرق كبير ،وحينها فلا فتح للمعابر ولا إعمار أو بناء وسيزداد الشرخ القائم توسعا وحينها سيدفع فاتورة ذلك التعطيل ليس الآلاف من الأسر الذين هدّمت بيوتهم فصاروا في العراء.. ولكن الشعب بأكمله هو الذي سيجترع مرارة العواقب وهنا يمكنا أن نقول بأن هنالك تخوف قائم شديد من أن تنفجر الأمور فيعلن الذين شردوا في الأرض بعد نفاذ صبرهم ثورة عارمة لا يحمد عقباها ..غالبا ما يثير لهيبها الجميع فيسود التوتر والهيجان ..وأخيرا أسأل الله سبحانه أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.