نحو تشكيل اللجان الشعبية لإعادة الاعمار

بقلم: وليد العوض

بعد أن تلاشت سحب الدخان المنبعث من حمم قذائف العدوان التي انهمرت على قطاع غزة طيلة 51 يومًا، وبعد أن كفكفت آلاف العائلات دموعها حزنًا على من فارقت، مازال آلاف الجرحى يرقدون على أسرة المستشفيات على أمل الشفاء القريب والعودة للحياة الطبيعية بعد أن سلبت قذائف العدوان اطراف العديد منهم وغدو مقعدين ، بعد كل هذا وغيره الكثير

ومع كل هذا الألم العميق تنكشف المأساة الأكبر التي تعيشها عشرات الآلاف من الأسر الذين دمرت بيوتهم هؤلاء الذين خرجوا هائمين على وجوههم تنهمر فوق رؤوسهم الحمم القاتلة تختطف الأحبة وتحيل المنازل إلى ركام، أكثر من ثلاثين ألف منزل نصفها سوي بالأرض والأخر غير قابل للسكن، هؤلاء المواطنين الذين سارع الجميع بالتغني بصمودهم وهم مثار فخرنا جميعًا تركوا بلا عناية تذكر في مئات المدارس والكراجات التي تحولت لمراكز ايواء وفي الوقت الذي تحولت بيوتهم الى ركام ومكان لامتهان الكرامة تارة بكبونة، وتارة اخرى بفتات مالي لا يكفي لإيجار غرفة تقي عائلة من الشتاء القادم، خاصة بعد أن تحول مالكوا العقارات الى مصاصي دماء ورفعوا أجرة شققهم الى عنان السماء دون حسيب أو رقيب.

اليوم وبعد أن مضى ما يقارب الشهر وأيام على توقف العدوان ينتصب السؤال الأهم، متى ستتحرك عجلة الاعمار الموعود وما هي آلية الاشراف عليه لضمان النزاهة وكرامة الناس؟ وإلى متى ستبقى قضية الاعمار موضوعًا للتجاذبات الداخلية؟ خصوصًا قبيل عقد مؤتمر اعادة الاعمار في اكتوبر القادم، وحتى يتحقق هذا الاعمار لو دارت عجلته المتوقع لها ان تستمر لسنوات، ينبري السؤال الأهم إلى متى ستبقى العائلات المنكوبة حقلاً للتجارب ومادة يتم التسول باسمها دون أن يصلها إلا الفتات؟ والى متى ستبقى هذه الأسر التي قدمت فلذات أكبادها علاوة على ما جنته طيلة عمرها حيث وقفت مشدوها أمام منازلها وهي أكوام من الركام، أسئلة كثيرة وتتطلب الاجابة وكثيرة بدون لف ودوران ومماطلة سئمناها اقول انه لابد لهذه العائلة في الشجاعية وبيت حانون وشوق خان يونس ورفح وكل المناطق المنكوبة من تشكيل لجان شعبية للضغط من أجل سرعة الاعمار واعتبار ذلك أولوية وطنية لا بد منها.

إن الوطن بالنسبة للمواطن هو البيت الآمن الذي يصون للاسرة كرامتها رغم شظف العيش وانعدام الأمن، أن تشكيل مثل هذه اللجان وبأسرع وقت ممكن مهمة ليست بحاجة لقرار من أحد بل مبادرة يجب ان ينبري لها أصحاب البيوت المدمرة وكما يقول المثل الشعبي من يده بالماء ليس كمن يده في النار ولا أرى نارًا أكثر من هذه النار التي تحرقه هذه العائلات المكلوم صباح مساء.

*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

[email protected]

29-9-2014 عزة