غزة وحلف الفضول

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

حينما كنت اقلب إحدى مراجع التاريخ القديم الذي اعشقه ، وقفت مشدوها حينما أعدت قراءة حلف الفضول العربي الجاهلي ، وافتخرت بعروبتي زمن ما يسمى بعصر الجاهلية ، وتمنيت أن نعود إلى عصرهم الأشراف من عصور الربيع المزري العربي ،ونظرت حين فرغت إلى منطقة سكناي المدمرة اثر الهجوم الوحشي الهمجي الصهيوني على غزة ، ورأيت من واجبي أن أقدم قراءة أولا عن حلف الفضول العربي الجاهلي ، وأقارن بين العرب المسمين عرب الجاهلية ، والعرب المستعربة في محيطنا المخزي الظالم لغزة وأهلها ..
أتى رجل من زبيد خرج بتجارة فاشتراها منه العاص بن وائل وكان ذا قدر بمكة وشرف فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف لعقة الدم وهم: عبد الدار ومخزوم وجمح وسهم وعدي ، فأبوا أن يعينوه على العاص بن وائل وانتهروه. فصعد الأسدي جبل أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة ونادى بأعلى صوته:
يا للرجال لمظلوم بضاعته-------ببطن مكّة نائي الدار والنفر
دروس وعبر من حلف الفضول
1-حلف الفضول كما نعلم كان في عهد الجاهلية وشيوع الفساد ولكن ليس معني ذلك أن المجتمع يخلو من الفضيلة ورجال أصحاب نخوة ، يكرهون الظلم والتعدي علي الحقوق .فأين النخوة العربية من حصار غزة وموت أطفالها وضعفائها ..
2-العدل قيمة مطلقه والنبي صلي الله عليه وسلم يظهر ذلك بحبه للمشاركة ، وتعزيز هذه القيمة وذلك قبل البعثة بحوالي العقدين فالقيم الجيدة والايجابية تستحق الاشاده بها حتى لو صدرت من أهل جاهلية. ، فهل ترك غزة وأكثر من مليون ونصف يواجهون العالم وحدهم هو جزء من العدل ، وهل النظر إلى غزة أنها لون واحد ه من العدل ؟
3-الظلم مرفوض بأي صورة حتى لو وقع علي أقل الناس ,والإسلام يحارب ذلك ويقف بجانب المظلوم دون محاباة للون أو جنس أو وطن ، .واعتقد أن التعامل مع أهل غزة في مطارات ومعابر العرب بشكل لايليق حتى للحيوانات الأوربية الملونة هو اسمي معاني الظلم والإجحاف ولاسيما نظام الترحيل والتخشيبة ..
4-جواز التحالف والتعاهد علي فعل الخير وهو كالتعاون المأمور به في القران الكريم قوله تعالي (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) بمعنى عدم تحالف قوى الشر على شعب يسعى لنيل الكرامة والحرية
ويجوز للعرب و للمسلمين التعاقد في مثل هذا الحال لأنه تأكيد لشيء مطلوب شرعا وألا يتحول التعاقد إلي نوع من الحزبية ضد مسلمين آخرين ظلما . أما تعاقد المسلمين مع غيرهم علي دفع الظلم في مواجهة ظالم فهو جائز ، بمعنى انه من الضروري اللازب أن يتعاقد كافة العرب والمسلمين لنصرة أهل فلسطين لأنهم يدافعون بصمودهم عن كرامة الأمة ...
انطلاقا من تقصير العرب المستعربة أضحيت أتمنى ان يرجع بنا التاريخ للوراء واري في صفحاتنا العربية حلف مشابه لحلف الفضول استطيع إقناع أجيالنا أننا لازلنا عرب عاربة فينا جذوة النخوة لا تنطفئ فهل قلمي لازال يهذي عروبه

بقلم د ناصر إسماعيل اليافاوي