بعد ان فشلت امريكا بتحقيق هدفها وغاياتها من الارهاب الذي مارسته ضد الدوله السوريه بهدف اسقاط سوريا وتقسيمها الى دويلات وفق المخطط الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد ، خرج الرئيس الامريكي بإستراتجية مستجدة هدفها استهداف سوريا تحت مظلة محاربة الارهاب وتشكيل التحالف الاقليمي الذي يضم جميع الدول التي كانت تحت مسمى مجموعة اصدقاء سوريا ، الضربات الجوية التي تشارك فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكيه التي تستهدف وجود تجمعات الدوله الاسلاميه في الرقه ودير الزور وادلب ومناطق اخرى في سوريا هدفها الظاهري اضعاف داعش وإحلال قوات ما تسميه امريكا قوى الاعتدال في سوريا.
ان امريكا حولت سوريا الى ارض صراع وحولت ما تسميهم الجهاديين لتصبح قبلتهم سوريا ضمن مخطط يهدف الى تقويض الدوله السوريه ، صمود الدوله السوريه ودعم المحور الروسي الصيني وإيران وحزب الله لسوريا افشل المخططات الامريكيه والقوى المتحالفة معها من تحقيق اهداف الحملة التي تستهدف سوريه ، ان الداعم للإرهاب على سوريه هي امريكا وحلفائها وان استراتجية امريكا لحرب داعش هو غطاء امريكا وحلفائها لاستهداف الدوله السوريه ، فتح قواعد تدريب لقوى المعارضه المعتدلة هو دليل الامعان بالحرب على سوريه وانتهاك سيادة الدوله السوريه ، ان الدول المتحالفة مع امريكا تخرق القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة بفتح القواعد للتدريب للمجموعات المسلحه والتي تمارس الارهاب على الدوله السوريه والشعب السوري وخرق مفهوم السيادة الوطنيه للدولة السوريه.
ان مفهوم امريكا لمحاربة الارهاب متغير وفق الاهواء والمصالح الامريكيه بالمفهوم الامريكي ان مقاتلي الحرية بالأمس هم ارهابيو اليوم ، فالإرهاب في حقيقته وجوهره هو صنيعة امريكا والغرب هم من يشرعون القتل ويشرعون الارهاب وهم من يستهترون في حقوق الانسان ، الرئيس الامريكي اوباما في المقابله التي اجراها مع شبكة CBS ان اجهزة المخابرات الامريكيه اخطأت في تقييم وتقدير داعش في سوريا ، واعترف ان سوريا تحولت الى مركز الجهاديين من كل انحاء العالم ، اعتراف الرئيس الامريكي هو دليل الانخراط الامريكي بالإرهاب الممارس على سوريا وان تقديم الدعم المالي والتسليح للمجموعات الارهابيه ما يعطي الدلالة على ان امريكا وحلفائها من يمارس الارهاب في العالم وتحديدا في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر ولبنان وفلسطين ، مدير الاستخبارات الوطنيه الامريكيه جيمس كلاير في مقابله مع صحيفة ذي واشنطن بوست ان الولايات المتحدة الامريكيه اخطأت في تقويم قدرات مقاتلي تنظيم داعش ونياتهم اذ قللت من شان ارادتهم وعن سؤال اذا كانت اجهزة الاستخبارات الامريكيه قد نجحت بتوفير معلومات استخباريه استباقيه عن تحركات داعش في سوريا والعراق قال كلاير ان محلليه اطلعوه على ظهور التنظيم وعلى مدى براعة افراده وقدرتهم كما اطلعوه على اوجه القصور التي يعاني منها الجيش العراقي.
وأوضح كلاير ان ما لم نتوقعه كان عزم داعش على القتال كما حصل معنا تجاه قوات فيتكونغ في حرب فيتنام منتقدا عدم تقويم ارادة مقاتلي داعش ، التحليلات والتصريحات للمسئولين الامريكيين هو دليل العجز الامريكي في مقاربته للأحداث وان امريكا تنخرط في التآمر على المنطقه من خلال خلق الاضطرابات والفوضى الخلاقه وان اسلحة تنظيم داعش ومعداته تمت برعاية امريكيه وتوجيهات امريكيه وهي تخلق الذرائع للتدخل في شؤون المنطقه ، امريكا تعيش حالة من القلق بشان ألاستراتجيه الامريكيه لمكافحة الدوله الاسلاميه عبر تكوين ائتلاف من الدول دون مشاركة مباشرة للقوات الامريكيه وان بعض المسئولين الامريكيين يبدون قلقهم من استراتجية اوباما وفي هذا الصدد يقول مدير الاستخبارات الامريكيه انه يعتقد ان تنظيم الدوله الاسلاميه يمثل تهديد استراتيجي على المدى الطويل للولايات المتحدة الامريكيه نظرا لأفعاله وأقواله عن حتمية المواجهة مع الولايات المتحدة ، وقد كشفت مجلة ديفنس نيوز عن امكانية تكوين التنظيم لشبكات وقدرات لمهاجمة الولايات المتحدة.
كما كشف النقاب عن ان هناك اتفاقا عسكريا بين الولايات المتحده الامريكيه باستخدام منسق لأسلحة الجو في اسرائيل والدول المشاركة في التحالف ضد الدوله السوريه ، هناك تخبط امريكي وغربي في كيفية التعامل مع الحالة التي تعيشها سوريا والمنطقه ، امريكا متيقنة ومتأكدة ان قدرات المعارضه السوريه التي تسميها معتدلة تكاد تكون معدومة ولن يكون بمقدور المعارضه التي تدربها امريكا في قواعد في السعوديه ودول الجوار من خلق توازنات على الارض خاصة وان قوة وتماسك الجيش السوري لن تمكن هذه القوى من تحقيق انتصارات على الارض او تمكنها من تثبيت وجودها على الارض ، سوريا بالفعل اصبحت موئل وقبلة المسلحين وان المنطقة برمتها اصبحت مفتوحة على كافة الاحتمالات وان الصراع لم يكد محصورا في سوريا وإنما يشمل المنطقه برمتها ، وان صراع القوى يزداد يوما عن يوم ولن تترك روسيا والصين وإيران سوريا لوحدها لمواجهة الحرب الكونيه لان الصراع الذي تشهده المنطقه هو صراع نفوذ ومصالح وهو لا يقتصر على سوريا وانما بوابته سوريا لان سوريا في موقعها الجيوسياسي تشكل بوابة اسيا وان الصراع الذي نشهده هو صراع على اسيا والذي محوره واهدفه الوصول الى روسيا والصين ومحاصرة ايران وان حصر الصراع في المنطقه وفق استراتجية اوباما محاربة الدوله الاسلاميه في العراق وسوريا هو توصيف خاطي لان هذا الصراع في ثناياه الكثير وفي ابعاده له مدلولات خطيرة وان القوى الاخرى تدرك حقيقة النوايا الخفيه لأمريكا وحلفائها وقد نشهد في القريب العاجل تحالف روسي صيني غربي ويضم مجموعة شنغهاي تحت مسمى استراتجية الارهاب للتصدي للإرهاب الامريكي الذي يهدد امن هذه الدول ، امريكا تدعم اسرائيل وتدعم ارهابها وتتنكر للحقوق الوطنيه للشعب الفلسطيني وتحول دون تحقيق الامن والسلام في المنطقه وهي تدفع المنطقة لحافة الانفجار وفق مخطط هدفه تحقيق امن اسرائيل وفرض الهيمنه الامريكيه على المنطقه ضمن استراتجية محاربة الارهاب الذي تصنعه وتحاربه.