بين الساق والإقدام ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

قابلني منذ أيام قريبة ، وهمس بأذني قائلا وقد بدت عليه علامات الفرحة العارمة وكأنه يزف اليّ خبرا جديدا لأول مرة يذاع فقال: أخيرا تصالحنا ،وسيأتي رئيس الوزراء لحكومة التوافق إلى غزة ..في أول زيارة مرتقبة له عما قريب قد تكون يوم الأربعاء أو الخميس القادم ..قلت له وكيف تأكدت ..؟!! قال باستغراب شديد.. كل الصحف والوكالات الإخبارية ، قد نقلت خبرا عن أن هناك مخطط لحضور حكومة التوافق الوطني برئاسة د. رامي الحمد لله، بكامل أعضائها إلى قطاع غزة ، .وضحك وقال مستطردا في حديثه .. يبدو أن متابعتك للأخبار هذي الأيام قد أصبحت خارج التغطية يا أستاذ عليك أن تشحن الرصيد فورا ..الكل يؤكد أن حكومة التوافق سترى النور بعد عيد الأضحى ..وعندئذ قاطعته مازحا مع احترامي الشديد لقولك .. لقد التبس عليك الأمر ..لأن الحقيقة ياعزيزي نظرا للإنقطاع الماراثوني للنور في قطاع غزة .. فقد تأجل اللقاء إلى ما بعد عيد الفطر السعيد ..وإن حدث اللقاء فما الجدوى من ذلك وقد فسدت لحوم الأضاحي ..فالعصا السحرية في دُنَى السياسة ُنزعت منها خاصية التغيير وليس لها سوى تبديل الحبال إلى عقارب أو ثعابين.. رد على عجالة وقد أحمرت عيناه ..وكيف وهم يقولون أن الاستعدادات تجرى لهذا اللقاء على قدم وساق ..قلت له بل على ساق ٍ دون الإقدام بهمزة مكسورة وليس بفتحها..ثم أي ساق تلك التي يتحدثون عنها إذا كانت الجذور المتوغلة قد تعفنت وأصابها وابل أغرقها..قال باقتضاب ..وما شأن السياسة بالهمزات ..؟!! قلت له إذا كانت أحوالنا السياسية اليوم.. كلها أصبحت مبنية على الهمزات واللمزات الظاهرة وليست المقدرة ..وهذا هو الفرق بين علم النحو وبين الصرف .. !!