حكومة الحمد لله وجلسة الخميس

بقلم: محمد عطاالله

بعد الانقسام البغيض عام 2007 م تغير الواقع في قطاع غزة بشكل كبير ، فأركان الحكم السابق والذي غلب عليه اللون الفتحاوى تغير بشكل كامل باتجاه لون واحد وهو اللون الحمساوي فاغلب الوكلاء ، المدراء العامون في الوزارات والمؤسسات الحكومية ، وقادة الاجهزة الامنية هم من حركة حماس في حين تم استنكاف واقصاء ما يوازيهم من حركة فتح ، هذه الحالة لم ترضى الطرفين رغم رغبتهم بتحقيق جزء من ذلك على الاقل بدعوى الاصلاح احياناً او بدعوى الضغط احياناً اخرى ولكن ليس بهذه النسبة والنتيجة الموجودة الآن ، لا يمكن احداث تغيير كبير على الحالة الموجودة سواءً في القطاع او الضفة وكذلك لا يمكن استبعاد هؤلاء الذين يشغلون مراكزومواقع في الحكومة من مناصبهم فهذا ضرب من الخيال كما يحلو لبعض الجهات المحلية والاقليمية وحتى الدولية ولكن يمكن ادخال كوادر ومهنيين من جميع الفصائل الفلسطينسة خاصة التى ترغب في المشاركة في العمل السياسي الحكومي وان يكون بشكل مهنى بعيداً عن المحاصصة الفصائلية ، كوادر حماس اكتسبوا خبرات كبيرة على مستوى العمل الحكومي وبالتالى لا يمكن الاستغناء عنهم وكذلك كوادر حركة فتح المستبعدين قصراً نتيجة ظروف متنوعة لا يمكن الاستغناء عنهم لأن منهم الكثير من الكفاءات وينبغي أن تعرف حكومة السيد رامي الحمد لله وجميع الاطراف ان هناك الكثير من الكوادر المهنيين الذين ليس لهم اي لون سياسي ومن حقهم المشاركة في بناء الوطن فالمواطن الفلسطيني كالمواطن الماليزي والالماني والتركى ينتظر خدمة مميزة و خاصة على مستوى التعليم والصحة والامن والشئون الاجتماعية بغض النظر عن اللون السياسي. على حكومة السيد رئيس الوزراء ان تنظر الى الشعب الفلسطيني بعين واحدة بعيداً عن نظرة المحاصصة والحزبية التى كانت سائدة سواءً في الضفة او في غزة في الفترة السابقة .
ان حكومة الوفاق عليها أعباء كبيرة ومهمات صعبة في قطاع غزة وعلى الجميع تسهيل مهمتها وأهم هذه المهمات في قطاع غزة:
معالجة أثار الحرب المدمرة على قطاع غزة وانجاز ملف الاعمار.
ايجاد حل سريع لمشكلة الكهرباء والتى باتت تزعج المواطن الفلسطيني في قطاع غزة بشكل كبير فجدول الكهرباء في غزة هذه الايام اثنا عشر ساعة قطع وست ساعات وصل بمعنى ان الحياة اليومية خاصة داخل البيوت شبه مشلولة .
ايجاد حل جذرى لقضية رواتب الموظفين الذين عينتهم حماس فهم من ابناء الشعب الفلسطيني وقضيتهم يعاني منها ربع مليون انسان في القطاع.
ايجاد حلول ابداعية لمشاكل الخريجين والتى باتت تزعج اغلب البيوت الفلسطينية وساهمت بشكل كبير برفع معدل البطالة في القطاع.
ايجاد حلول مناسبة للعمال العاطلين عن العمل .

يبدو ان الواقع في قطاع غزة مظلم ولكن هناك بعض الانجازات التى يجب على حكومة السيد رامي الحمد لله المحافظة عليها
حالة الاستقرار الامنى الذي يحياها قطاع غزة والذي ساهمت حكومة السيد اسماعيل هنية بتعزيزه وانهت حالة الفلتان الامنى التى تمثلت ببلطجة بعض العائلات والافراد والمجموعات المسلحلة التى تبعت لبعض المتنفذين السابقين فالشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ترفض العودة لحالة الانفلات الامنى السابقة.
حالة التنسيق العالية بين حكومة السيد اساعيل هنية والفصائل الفلسطينية ويأمل المواطن الفلسطيني في القطاع باستمرارها لما لهذه العلاقة من اثر ايجابي على السلم المجتمعي .
الحفاظ على سلاح المقاومة وتسهيل مهماتها لانها تدافع عن الشعب الفلسطيني فسلاح المقاومة هو سلاح الشعب كله والمحافظة عليه محل اجماع ويتطلب من قوى المقاومة ايضا اعطاء الفرصة للحكومة من فرض الامن والنظام وضبط اى شخص من عناصرها يخرق الامن والنظام كما كان موجود في عهد حكومة السيد اسماعيل هنية بغض النظر عن بعض التجاوزات السابقة .
تعزيز السلم الاهلى ومعالجة اثار الانقسام خاصة بما يتعلق بالأهالى المتضررين من الانقسام السابق
يأمل المواطن الفلسطيني الذي عانى كثيرا من وبلات الحروب المتكررة على القطاع وكذلك من ويلات الانقسام الداخلى ان تكون جلسة مجلس الوزراء في غزة يوم الخميس ذات مغزى وتاثير لحل جميع الاشكاليات المستعصية ويامل كذلك المواطن الفلسطيني ان يبقى الوزراء في غزة بين اهلهم وذويهم ليتمكنوا من الوقوف عند كل القضايا عن قرب وحلها بشكل جذرى.