حكومة الوفاق ،،، والحماية الأمنية المشددة

بقلم: آمال أبو خديجة

أخيراً تنفست غزة الصعداء بقرار زيارة رئيس الحكومة ووزرائه لثرى أرضها التي روتها مجازر الإحتلال الإسرائيلي بدماء الأبرياء من المواطنين، حيث كان من المفروض أن تؤدي هذه الحكومة دورها وتسارع لزيارة غزة متخطية كافة العقبات أثناء العدوان الإسرائيلي أو منذ اللحظة الأولى لتشكيلها كي تمارس وظائفها على الواقع إتجاه المواطنين ، لكن و على كل حال وإن جاء الشيء متأخراً خير من أن لا يأتي ، فزيارة حكومة الوفاق الأن لغزة خطوة جرئية على خطى تثبيت المصالحة وتصفية النوايا و حسنها هذا على أقل الواجب الذي يجب أن يظهر من الطرفين ، حيث يجب على كل من حركتي فتح وحماس أن لا تخذلا الشعب الفلسطيني هذه المره الذي مل من الممطالة في تطبيق المصالحة التي روستها أوراق الإتفاقيات العديدة بعيد عن واقع المواطنين .
والملفت للإنتباه في التصريحات الإعلامية حول زيارة الحكومة لقطاع غزة مدى الإستعداد الأمني الكبير والمكثف لحماية موكب رئيس الوزراء ووزرائه أثناء دخولهم لقطاع غزة ليس حماية من أيدي الإحتلال الغادرة ولكن حماية داخل الأرض الغزية المحاصرة ، وإني أتساءل عن سبب هذا الحشد الأمني المكثف ؟ وماذا يعني ذلك ؟ هل لعدم ثقة حكومة بشعبها الغلبان في قطاع غزة ، أم خوف من أية ردات فعل سلبية من قبل بعض المواطنين المقهورين إتجاه حكومتهم التي غابت طويلا عنهم وقصرت في حقوقهم ،أم خوف من صرخات الموظفين الذين حرموا وما زالوا من تلقي رواتبهم والعيش الكريم ، أم عدم الثقة ما زال ضعيفاً بقيادات حركة حماس ، أم أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة تريد أن تثبت قوتها وجدارتها على ضبط الأمور وتوفير الحماية اللازمة لأي مسئول فلسطيني يزور المنطقة المعزولة ، أم هي رسالة إطمئنان للرئيس أبو مازن لتشجيعه على زيارة قطاع غزة قريبا لإستتباب الأمن فيها ، أسئلة كثيرة وغيرها لعل الكثيرين يتسألون حولها عن سبب هذا الحشد الأمني الكبير .
على كل حال مهما كان حجم الحشد الأمني المهم أن تؤدي الحكومة الهدف الذي ذهبت إليه من أجل دفع عجلة المصالحة للتدحرج إلى الأمام والإنتقال للطريق السريع نحو تطبيق المصالحة وتحسين ظروف المواطنين وخاصة في قطاع غزة حيث أن العدوان دمر البنية التحتية تدميراً شاملاً مما يحتاج لسنوات طويلة من أجل إعادة الإعمار والحياة لقطاع غزة .
كلنا أمل أن لا تعود الحكومة سريعاً من قطاع غزة، وأن تمكث حتى تنهي كافة المشاكل التي تحتاج للمعالجة سواء كان على مستوى ملف المصالحة أو على مستوى حاجات المواطنين وتحسين حياتهم وظروفهم المعيشية، وأن يتم توحيد شطري الوطن المنقوص بين الضفة الغربية وقطاع غزة لكي تعطل كافة المخططات للفصل بينهما لمصلحة الإحتلال الإسرائيلي والسيطرة على أراضي الضفة الغربية وتدمير قطاع غزة .

آمال أبو خديجة