تُرى أيهما يمكن أن ينجح ..الائتلاف الفتحاوي الحمساوي المقترح أم الائتلاف الوطني الفصائلي ..؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة

في تطور خطير لدى الساحة الفلسطينية ،وعلى الصعيد السياسي ..وكما أعلنت مصادر صحفية وإعلامية عديدة فيما يتعلق بالائتلاف السحري الجديد ..إلا أني استغرب وبشدة تصريحات البعض من قيادتي حركة فتح وحركة حماس في الاقتراح المشترك بين الحركتين والذي يقضي بتشكيل قائمة موحدة تضم مرشحي الحركتين (فتح وحماس) لخوض الانتخابات المقبلة في ظل حكومة الوفاق ..هو خبر مفرح وعجيب في نفس الوقت بصرف النظر عن الأمر الذي جمع بين الشامي والمغربي ليلتقيان معا عند نقطة وهمية غير موجودة أساسا على خريطة ورقية ولا في الواقع الذي نعيشه اليوم لكنها.. كريزما حب السلطة والمنصب وممارسة احترافية للالتصاق المطلق بالكراسي القيادية ..وليس غريبا عندما تتجمع المصالح المشتركة لتصب في بوتقة مركزية واحدة ..وحينها فقط يتحول الخلاف والصراع الطويل بين الفصيلين الكبيرين إلى ما يسمى " بالائتلاف" لكن الحقيقة الصعبة والتي على ما يبدو والتي لم يكترث بها أصحاب الاقتراح المزمع بأن هناك عواقب وخيمة سوف تلوح في الأفق ..فقد ينتج عن ذلك ..وهو عدم صمود ذاك الائتلاف طويلا بل سقوطه بكل المقاييس وبسرعة صاروخية كبيرة جدا .. لأن الكعكة الفلسطينية في الأصل غير دائرية الشكل بل.. هي متعرجة التكوين..معقدة.. ترفض الأرض ابتزازها أو استغلالها..ولا يمكن اقتسامها أبدا بل هي شريحة صلبة ممتدة من الشمال إلى الجنوب ..ثم على مدار التاريخ الائتلافي لم يستمر التوافق في البلدان طويلا إلا في القليل منها رغم أني أؤيد جدا أن مايزرع في اليابان قد لاتصلح زراعته في أرضنا أو العكس.. لكن علينا أيضا أن نتعلم ونستفيد من تجارب وأخطاء الآخرين حتى نتجنب السقوط بأغوار الحفر ..فمن تلك الائتلافات والتي فشلت في بلداننا العربية هي التي كانت بين أكبر كتلتين في العراق بين المالكي والحكيم منذ سنوات قريبة ..وكذلك تلك التي حدثت في تونس وفي اليمن.. ثم إذا كانت الدول الراقية والمتحضرة والديمقراطية والتي حاولت خوض ذات التجربة الائتلافية أخيرا كألمانيا على سبيل المثال وليس الحصر .. قد فشلت عندما حاولت ولأول مرة بعد انتهاء الانتخابات الألمانية للتشاور بشأن فرص تشكيل ائتلاف كبير بين قيادات الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم والذي يمثله المرشح المستشار جيرهارد شرودر وقيادات التحالف المسيحي المعارض ومرشحته أنجيلا ميركل ورئيس الحزب المسيحي البافاري أدموند شتوبير فإذا كانت ميركل قد أعلنت بعدم التوافق ونجاح الائتلاف أنها لاحظت مع شرودر وجود "خلافات" في وجهات النظر ،فما بالنا نحن ليت الأمر فقط يتوقف على خلاف في وجهات النظر فحسب بل أن هناك خلافا عميقا في الاتجاهات والأهداف والمسلكيات لدى الطرفين عموما بعيدا عن لغة الإحباط ،وعدم تفاقم النظرة التأملية للأشواك التي لن تتحول أبدا إلى ورود أو رياحين لكي ينجح الائتلاف الفتحاوي.. الحمساوي فإن ذلك يتوقف على شيء واحد وهو بلغة الكيمياء يعرف بالخليط المتجانس ..وبلغة السياسة هو صدق النوايا والثقة المتبادلة بينهما ..فإذا لم يكن هناك برنامجا موحدا والذي هو في أبسط معانيه يعني النسف الكامل لكلا البرنامجين ..وإلا عندها ستكون تلك بداية النهاية لكلا الفصيلين لأنه ستنصرف جماهيرهما عن المسار الانتمائي ..ومعنى أن يتم ذلك ليس له سوى تفسير واحد لدى الجماهير الفلسطينية ألا وهو الانفراد بالسلطة بعيدا عن التنظيمات الأخرى ، والتي يُتعمد تجاهلها وكأنها على الهامش في المشهد السياسي وبرأيي لكي ينجح أي ائتلاف بعيدا عن الكيمياء والسياسة لابد من أن يكون هناك ائتلاف وطني توافقي لدى جميع الأطياف الفصائلية أي أن يقيد البرلمان بكراسي محددة ومتناسبة لدى كافة الفصائل حينها فقط يمكنا أن نقول نجح الوطن لأن الأمر سيكون خاضعا للتصويت وليس للأغلبية الفئوية التي تنجح عبر صناديق الاقتراع ..!!