مشاكل ومستقبل غزة وشبابها إلى أين في ظل حكومة الوفاق؟

بقلم: عزام الحملاوى

عندما يعيش الشباب في واقع صعب ومؤلم ,ويتعرض للمشاكل والمضايقات, وكم الأفواه, والحروب المتتالية, والبطالة فسرعان ما يفكر بتغيير حياته إلى الأفضل, ومن هنا تتبادر في ذهنه فكرة الهجرة إلى أوروبا, وعندما ينجح هذا المواطن في الوصول إلى أي بلد في أوروبا يبدأ بالتفكير في سحب عائلتهُ اوأصدقائهُ0 هذه هي أوضاع الشباب في قطاع غزة, حيث يعانوا وهم أهم شريحة في المجتمع من الإحباط ,والإهمال, وجود اى مستقبل في عيونهم, وهذا نتيجة البطالة ,وحكر الوظائف على أبناء حماس, وقمع الحريات، والإغلاق, والحصار ,وقيام ثلاث حروب متتالية، وتدمير الكثير من المصانع وتعطل الباقي عن العمل بسبب الحصار والإغلاق, مع غياب كامل لخطط التنمية,مما أدى إلى تزايد معدلات الفقر والبطالة, حيث بلغت نسبة البطالة في غزة 65% بعد تدمير المصانع والورش والتي دمرت بنسبة 80% ما بين جزئي وكلي, ناهيك عن واقع غزة الاقتصادي السئ، حيث انخفض معدل دخول الفرد اليومي إلى دولار منذ فرض الحصار الإسرائيلي , حيث أصبح مايقارب 80% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر, ولان قرابة مليون ونصف مواطن يعيشون على المساعدات الدولية والعربية,كل هذا اوجد حالة من الإحباط وعدم الثقة بالمستقبل، وولد الشعور بان غزة أصبحت مقبرة أو سجن كبير لساكنيه 0ان هذا الإحباط وفقدان الأمل لدى الشباب تولد أيضا لعدم تحقيق أي انجاز سواء على الصعيد الوطني, أو المعيشي, مما قضى على الأمل والمستقبل لسكان القطاع, مما دفع بالكثير من الشباب إلى التفكير بالهجرة ومغادرة الوطن0لذلك فان هذا الواقع أصبح يمثل مشكلة كبيرة فرضت نفسها على حكومة الوفاق الوطني التي بات عليها أن تتحمل مسئولياتها تجاه شعبها في غزة والبحث عن حلول لكافة مشاكله ، وأصبح لزاما عليها توفير الموازنات والخدمات الطارئة، وإعفاء المتضررين من رسوم الخدمات البلدية والحكومية، واعتبار القطاع منطقة منكوبة, والإسراع في إعادة إعماره ، وفك الحصار المفروض عليه وفتح جميع المعابر ، ومعالجة موضوعات الحكومة والموظفين والرواتب والحريات العامة والمصالحة المجتمعية والبدء الجاد بتوحيد المؤسسات الوطنية، وإعادة بناءها على أسس وطنية ديمقراطية ، وصولاً للانتخابات التشريعية والرئاسية. وعليها إيجاد الحلول لكافة مشاكل الشباب, وتوفير فرص العمل للحد من البطالة ، بالإضافة إلى غرس روح الانتماء للوطن وللشعب, وتعزيز التوافق الوطني, والوحدة الوطنية, مع وضع الخطط التنموية التي تستهدف جميع القطاعات وخاصة قطاع الشباب ، حتى يتم إعادة الأمل لهم مع إعطائهم دورا هاما وجوهريا في اتخاذ القرارات وصنع السياسات, والاهتمام بمقترحاتهم والاستماع إلى وجهات نظرهم ليأخذوا دورهم الحقيقي في تحمل مسؤوليتهم نحو الوطن, وهذا يتطلب من جميع الفصائل مساندة حكومة الوفاق ليتحمل الجميع المسؤولية وإلا سنجد أنفسنا في النهاية أرضا بلا شعب0وعلى حكومة الوفاق أيضا أن تعمل بشكل جاد اتجاه المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية على تقديم الدعم المادي الفعال لإنجاح مؤتمر الاعمار ، والضغط على حكومة نتنياهو لفك الحصار وفتح جميع المعابر ، والاتفاق بين الحكومتين الفلسطينية والمصرية لشراء وإدخال مواد الاعمار من مصر.ويجب على حكومة الوفاق تحريك المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته في إنهاء الحصار وفتح المعابر, وتيسير حركة المواطنين من والى القطاع, وتشغيل المصانع وإنعاش التجارة مع الضفة الغربية والعالم0وكذلك الضغط باتجاه حل المشكلة الفلسطينية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم في الدولة المستقلة على حدود67 وعاصمتها القدس , وبهذا يمكن لقطاع غزة الوقوف على قدميه من جديد والمساهمة في إقناع الشباب بالأمل في التواجد والحياة على ارض غزة لوجود الأمل في وجود حياة كريمة تساعدهم على تحقيق طموحاتهم 0