وحدة الصف الفلسطيني ضرورة تتطلبها دقة وحساسية الوضع الدولي والاقليمي

بقلم: علي ابوحبله

في الوقت الذي تبذل فيه الجهود السياسيه والديبلوماسيه من اجل دعم المشروع السياسي الفلسطيني المنوي تقديمه لمجلس الامن لأجل تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينيه المستقلة وعاصمتها القدس ، وقد اقر مجلس العموم البريطاني باغلبيه ساحقه بتوصية للحكومة البريطانيه للاعتراف بعضوية فلسطين كأمله بمجلس الامن وكذلك هناك دول حذت حذو مجلس العموم البريطاني للاعتراف بدولة فلسطين وتحديد سقف زمني بثلاث سنوات لإنهاء الاحتلال والإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من كافة الاراضي الفلسطينيه المحتله ، تترافق الجهود الديبلوماسيه والسياسية مع زيارة رئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطينيه الى قطاع غزه والتي وصفت بالزيارة الناجحة وتؤسس لمرحلة جديدة تقود لإنهاء الملفات العالقة وتوحيد الاجهزه المؤسساتية للسلطة الوطنيه الفلسطينيه ، انعقد مؤتمر اعمار غزه في القاهره يوم الاحد الواقع في 12/10/2014 وقد تبرعت الدول المانحة في ألقاهرة ألأحد 5.4 مليارات دولار نصفها يذهب لإعادة أعمار غزة فيما اشترطت بعض الدول وفي مقدمتها أمريكا الامن مقابل تنفيذ هذه المشروعات.بعض الدول والقوى تحاول ربط الاعمار بالعودة الى طاولة المفاوضات والتخلي عن المشروع الفلسطيني للتوجه الى مجلس الامن وهذه الدول وعلى رأسها امريكا تربط اعمار غزه بشروط سياسيه يتم بموجبها تقديم تنازلات لإسرائيل المعتدية على الشعب الفلسطيني وتحتل فلسطين بوجه غير محق وتمارس كل اعمال القتل والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني ، دقة وحساسية الوضع الدولي والإقليمي تتطلب من جامعة الدول العربية تقديم الدعم السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينيه وتدعيم الموقف العربي لموقف منظمة التحرير بمطلبها المحق في مشروعها السياسي المقدم لمجلس الامن ، بإمكان الدول العربية المنضوية تحت لواء التحالف مع امريكيا ممارسة الضغوط على الاداره الامريكيه لمنعها من استخدام حق النقض الفيتو ضد المشروع الفلسطيني المقدم لمجلس الامن خاصة وان لأمريكا مصالح في المنطقه وبمقدور الدول العربية ممارسة الضغوط على ادارة الرئيس الامريكي اوباما ، الخشية في ان تتمكن الاداره الامريكيه من ممارسة ضغوطها على حلفائها للضغط على الفلسطينيين وفرملة تحركهم تجاه مجلس الامن ، الخشية من ان تنعكس الصراعات الدوليه والاقليميه على الوضع الداخلي الفلسطيني والعودة بنا الى المربع الاول ، وان حدة التصريحات والانتقادات قد تقودنا من جديد الى سياسة المناكفات والردح الاعلامي ، المطلوب وعي فلسطيني لدقة وحساسية المرحله التي تمر فيها المنطقه وانعكاسها على القضيه الفلسطينيه مما يتطلب من جميع القوى الفلسطينيه الترفع عن اية خلافات داخليه فلسطينيه وتوحيد الصف الفلسطيني والتمسك بالوحدة الوطنيه الفلسطينيه وإنهاء كافة الملفات العالقة والتي قد تعترض مسيرة توحيد الجغرافيا الفلسطينيه ، وحشد الجهود لإنجاح التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني الذي يحقق اهداف شعبنا الفلسطيني للتحرر من الاحتلال الاسرائيلي ومن التبعية ألاقتصاديه الفلسطينيه لإسرائيل وهذا لا يتحقق إلا بتوحيد الجهد الفلسطيني ووحدة الموقف الفلسطيني لكيفية مواجهة سياسة الاحتلال الاسرائيليه التدميريه لكل مقومات الحياة الفلسطينيه.